الصهيونية هي الوجه الآخر لليهودية

الصهيونية هي الوجه الآخر لليهودية

اعرف عدوك

بعد الغاء الأمم المتحدة للقرار الذي أصدرته بخصوص مساواة الصهيونية بالعنصرية(موضوع مقالتنا السابقة، ع94)، بعد الضغوط الإرهابية التي مارسها كبار قادة اليهود وأتباعهم  على هذه المنظمة ، يتضح، جليّا، أنّ الخديعة اليهودية هي التي كانت وراء التمييز بين اليهودية والصهيونية، هذه الخديعة التي انطلت على العديد من “مفكري” الغرب، وتناقلتها أقلام بعض الكتّاب العرب، وانتشرت هذه الأكذوبة انتشار النار في الهشيم، بين العامة من الناس، في مختلف المجتمعات الانسانية ، وغدا من يتجرأ على كشف هذه الحقيقة أنّ الصهيونية هي الوجه الآخر لليهودية، وإنّها بدعة من بدعهم الشيطاية، هو ملحد وهو ضد “السامية”، هذا التعبير الساقط من قاموس العلوم الانسانية والحقائق التاريخية، وهو خديعة يهودية تضاف إلى سجل اليهود الأسود .

ومن فمهم ندينهم، في أنّ اليهود هم الأب الحقيقي للصهيونية، وهم مروجو الخديعة اليهودية في التمييز بين اليهودية والصهيونية. ابتداء من العام 1897 وحتى اليوم،(بعد سبي اوروبا لهم) ضد المجتمعات التي استقبلتهم، حاول “مفكرو اليهود” بث خديعة الفصل بين الصهيونية واليهودية، لتغطية عمليات اليهود الاجرامية والصاقها بالصهيونية، لتجنيب اليهود ردات فعل الشعوب التي لحقت بها هذه الأعمال الاجرامية الارهابية العنصرية المنظمة والمعلنة من قبلهم،والتي كانوا يتباهون بها لنشر الرعب والخوف بين الناس .

ولجأ اليهود لبث خديعتهم إلى عدد من “المفكرين” والكتّاب والاعلاميين وأساتذة الجامعات في أميركا وأوروبا ، وكان في مقدمتهم في نهاية الستينات من القرن الماضي المربرغر ومكسيم رودنسون وجان بول سارتر الذي نشر كتابه “تأملات في المسألة اليهودية”(Reflexions sur la question Juive)، ضمّنه تشويها فاضحا للواقع الحقيقي لانتماء الشعوب وولائها القومي، ودافع فيه عن المجازر التي ارتكبها اليهود في العالم الغربي، وتبريرها على أنّها ردات فعل على خديعة “اللاسامية” التي فبركها اليهود أنفسهم، وكانوا في طليعة “اللاساميين”.

وفي هذا الإطار:

ألم يفجّر عملاء الوكالة اليهودية الكنيس اليهودي في بغداد عام 1951؟

ألم تفجّر المخابرات اليهودية الباخرتين اليهوديتين “باتريا وستروما”؟

يقول برميا هوفيل:”يخيّل إليّ أنّه لا يوجد هناك معادون للسامية أكثر من اليهود أنفسهم “.

ويذكرروجيه ديلوم في كتابه “إنّي أتهم”: “لقد رأينا كيف أسهم الصهاينة خلال حقب التاريخ مرات عدّة في اضطهاد اليهود سعيا وراء تعزيز الوجدان اليهودي، وإذكاء شعور اليهود بهويتهم”. “

قادة اليهود هم الذين خاضوا معركة تراجع الأمم المتحدة عن قرار “مساواة الصهيونية بالعنصرية”. وفيما يأتي بعض النماذج:

  • في اليوم التالي لصدور القرار رقم 3379، تاريخ 11-11-1975، (مساواة الصهيونية بالعنصرية) بثت الإذاعة الإسرائلية بيانا لناحوم غولدمان، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي يصفّ فيه القرار بأنّه “لا أخلاقي”، ويضيف:”إنّ من واجب الشعب اليهودي أن يتحرك بصورة حازمة ضد هذا القرار”.
  • صباح يوم 3-12-1975 صدرت صحيفة النيورك تايمز، وقد غطى إحدى صفحاتها إعلان نشره المؤتمر اليهودي الأميركاني تضمّن عبارة رئيسية: “نحن فخورون بأنّنا يهود، نحن فخورون بأنّنا صهيونيون”.

وفي نفس اليوم عقد “قادة اليهود في العالم” مؤتمرا في القدس أعلن فيه رئيس دولة العدوّ أفرايم كاتسير أنّ هذا المؤتمر “يشكّل رمز الوحدة لاسرائيل واليهود والصهيونية”، قاطعا الطريق بذلك على كلّ المشككين بتلازم “الوحدة” بين هذا الثلاثي العنصري الإجرامي. ومن فمّ اليهود تدان هذه الخديعة اليهودية.

  • لقد وصف رئيس دولة العدوّ هرتزوغ ورئيس وزرائه شامير القرار بأنّه “ظلم تاريخي.. ولطخة مشينة في جلد الأمم المتحدة.. وخطأ تاريخي وقذارة..”، ولم يهدأ “غضب اليهود” طيلة ستة عشر عاما، حتى تمكنوا من إجبار الأمم المتحدة على إلغائه في 16 كانون الأول 1991، بناء عليه لم تعد “الصهيونية مساوية للعنصرية”.!
  • نظريا، من الممكن أن ينخدع بعض العالم، بارتداد المثلث اليهودي عن العنصرية، ولكن عمليا تفضحه مجوعة “القوانين” والممارسات “الادارية” التي تعتبر العمود الفقري في بناء “دولة اسرائيل” العنصرية.

يرتكز بناء “الدولة اليهودية” على مثلث عنصري متكامل: الاستيلأ اليهودي على الأرض، تفريغ هذه الأرض من أصحابها الحقيقين، وتوطين اليهود، دون غيرهم على هذه الأرض المغتصبة.

على هذا الأساس المتقدم وضعت “اسرائيل” قوانينها العدوانية في بداية “تأسيسها” وما زالت سارية حتى الآن، وأهمها قوانين:”الدفاع العام”، و”مناطق الأمن” و”المصادرة للمنفعة العامة”و “أملاك الغائبين”. وموجز مضامين هذه القوانين: انتزاع الأرض من مالكيها الحقيقيين، ومنحها لليهود وحدهم، وهذا هو الفصل الأهم في العنصرية في المثلث اليهودي (اليهودية- الصهيونية- الإسرائلية) .

يلي هذه “القوانين” اللاحقوقية العنصرية مجموعة أخرى من التشريعات التي تثبت عنصرية العنصر اليهودي من أبرزها:

  •  قانون العودة (عام 1950)، ونصّ في مادته الأولى: “كلّ مهاجر يهودي يصبح مواطنا إسرائليا”.
  • قانون الجنسية (1952)، الذي يمنح الجنسية لكلّ يهودي مهاجر، وبعد العام 1971، صارت تمنح هذه الجنسية لكلّ يهودي قبل الهجرة”.
  • قانون تنظيم المحاكم الحاخامية (1953)، الذي يمنع الزواج المختلط بين اليهود وغيرهم.
  • قوانين الدفاع التي تعطي الحاكم العسكري اليهودي حقّ السيطرة على المواطنين غير اليهود فيستعبدهم، ويسلب حقوقهم، تحت شعار ضرورات الأمن، وحتى فرض منع التجوّل.
  • قوانين الطوارئ، وتبدأ من تقييد الأنشطة الفكرية والسياسية وتنتهي بهدم البيوت وطرد السكان.

وتتوّج هذه “القوانين” العنصرية بالعقاب الجماعي ونسف البيوت وتدميرها وازالتها، وإطلاق المهووسين بالعنصرية للتعدي على المقامات الروحية المسيحية والمحمدية ، فأحرقوا كنيسة القيامة والمسجد الأقصى والمكتبة المعمدانية ودير المسكوبية وارتكبوا مجزرة الجامع الإبراهيمي، وعن مجازرهم في التاريخ، حدث ولا حرج، من مجزرة أطفال بيت لحم،زمن ولادة السيد المسيح، حيث ذبحوا فيه أريعة عشر ألف (14000) طفل دون الثانية من العمر إلى مذابح غزة ومجازرها المروعة اليوم التي يستهدفون فيها كلّ ما حرمته قوانين “حقوق الإنسان” من التعرض له أثناء الحروب.. والأنكى من كلّ ذلك يتفاخرون علنا بارتكابهم تلك المجازر والمذابح، وقد ربطوا هذه السلوكية الاجرامية كضرورة أساسية في قيام دولتهم العنصرية والمحافظة عليها واستمراريتها، ألم يقل الإرهابي بن غوريون: “لولا انتصار مذبحة دير ياسين لما كان هناك مجال لوجود اسرائيل”؟

إنّ “الشخصية اليهودية” التلمودية تصاغ عبر هذه القوانين العنصرية والسلوكية الاجرامية فينشأ اليهودي بطبيعته عنصريا.

إنّ العنصرية اليهودية- الصهيونية- الاسرائلية خطر على القيم الانسانية، ومبادئ الديانات والرسالات السماوية والقوانين الوضعية للشعوب التي تهدف إلى الخير العام. 

إنّ خطر العنصرية اليهودية-الصهيونية، خصوصا، على مجتمعنا المستهدف بمشروعهم هو خطر حقيقي، يرتكز على خطّة عدائية منظمة تهدف إلى إلغاء حضارتنا، وإبادة شعبنا، واغتصاب أرضنا.. وهذه الخطة لا تواجه إلا بخطة نظامية أدقّ تنظيما منها.. وهي الخطة التي أوجدها أنطون سعادة بتأسيسه الحزب السوري القومي الإجتماعي، والخطتان الأولى القائمة على الباطل والثانية القائمة على الحقّ، هما في صراع طويل مرير، بين الحياة والموت، حتى ينتصر الحقّ ويزهق الباطل.. وأمتنا دائما على حقّ وخير وسلام، فهي أمّة منتصرة حتما. هي أمّة ليس لها من عدوّ يقاتلها في دينها .وأرضها ووطنها غير اليهود