أحيّت منفّذية المتن الأعلى في الحزب السّوري القومي الاجتماعي الذكرى السنوية الأربعين على استشهاد الرّفيق البطل عاطف الدنف “ثائر”، في رابطة آل دنف الخيريّة في بلدة بعلشميه،
بحضور رئيس الحزب السّوري القومي الاجتماعي الأمين الدكتور ربيع بنات، عائلة الشهيد عاطف الدنف، وكيل عميد الدفاع الرفيق مازن عبد الباقي، وكيل عميد الإذاعة الرّفيقة نداء عبد الخالق، وكيل عميد الإعلام الرّفيقة ريم زيتوني،ةناموس المكتب السياسي الرّفيق عادل حاطوم، منفّذ عام المتن الأعلى الرفيق فخر أبو فخر وأعضاء الهيئة، منفّذ عام الغرب الرّفيق وائل ملاعب، منفذ عام المتن الشمالي الأمين مفيد القنطار، مسؤول قطاع الجبل في حزب الله الحاج بلال داغر رئيس دائرة المتن في الحزب الديمقراطي اللبناني السيد غسان المشطوب، النائب هادي ابو الحسن ووكيل داخلية المتن في الحزب التقدمي الإشتركي ممثّلان بالسيد حاتم الدنف، سكرتير منطقية المتن الأعلى في الحزب الشيوعي السيد نصري ابو جودة، مفوّض عام المتن في حزب التوحيد العربي المختار نعيم الدنف، مسؤول هيئة دعم المقاومة الأسلامية في الجبل الحاج محمد نون، رئيس رابطة مخاتير قضاء بعبدا وأعضاء من الهيئة الإدارية ممثّلين بأمين سر الرّابطة المختار رفعت ابو فراج، مختار بلدة بعلشميه، رئيس رابطة ال دنف الخيرية السيد نديم عارف الدنف ورؤسا روابط لبلدات مجاورة، مدرا مدارس وهيئات بلدية واختيارية وجمعيات نسائية وفعاليات إجتماعية وحشد كبير من الرفقاء والمواطنين.
وقد ألقى الرئيس بنات كلمة ابرز ما جاء فيها:
لم يكن الشهيد عاطف الدنف إنسانًا عاديًّا ولا كان مقاومًا عاديًّا، بل كان سوريًّا قوميًّا اجتماعيًّا، مارس البطولة كلّما سنحت له الفرصة، واعتبر أنّ فعل البطولة هو مسار حياة يساوي وجوده.
نلتقي اليوم في ذكرى عاطف الدنف ونحن لم نخرج بعد من ذكرى أسبوع الشهيد البطل ابراهيم الموسوي، ورفيقه الشهيد الذي سبقه وسام سليم، نلتقي لنؤكّد أنّ حزبَنا هو حزبُ الشهداء، حزبُ من يمارس البطولة أينما وُجدَ، حزبُ من يكون عضوًا فيه يتحوّل مباشرةً إلى مقاومٍ ومشروعِ صانع للحياة على طريقته، فيتوّج مسيرتَه بأفعالٍ يفخر بها حزبُه ويفخر بها رفقاؤه ويدوّنها التاريخ على أنّها محطّة أساسيّة لا يمكن لا للعدوّ ولا للصديق أن يتجاوزَها دون أن يتوقّف أمام عِبَرها مليًّا. و هذا ما فعله الرفيق عاطف.
أتَينا اليوم إلى المتن الأعلى لنقولَها بوضوح، نفتخر أنّنا حزب الشهيد البطل عاطف الدنف الذي أركع اليهود كلّ يوم وعلى مدار سنوات، نفتخر أنّنا حزب البطلين الشهيدين على طريق فلسطين وعلى طريق الحياة، ابراهيم الموسوي ووسام سليم، نفتخر أنّنا حزب الشهيد البطل خالد علوان، نفتخر أنّنا حزب الشهيدة الاستشهاديّة البطلة سناء محيدلي ومعها كل الاستشهاديّين والاستشهاديات الأبطال، نفتخر أنّنا حزب الشهيد الحيّ البطل أيضًا حبيب الشرتوني. فكيف لنا ألّا نفتخر وكلّ شهيد واستشهاديّ في حزبِنا أذاق العدوّ المرّ بعمليّات نوعيّة لم يكن يتوقّعُها، عمليّات غيّرت وجه التاريخ، تاريخ أمّتنا وتاريخ كياناتنا، من كيانات ومدن محتلّة، إلى مدن محرّرة.
واليوم هناك من ينتظر ليفعل البطولة حيث يجب ليحوّل المناطق المحتلّة في فلسطين والجولان وجنوب لبنان إلى مناطق محرّرة كما تحرّرت بيروت وكما تحرّرت صيدا وكما تحرّرت غزّة.
ليس منّا مَن لا يسير على طريق عاطف الدنف، وليس منّا من لا يسير على طريق عائلات الشهداء، وعائلات المقاومين الذين يرسلون أبناءَهم إلى الجبهات. وليس منا من لم يؤمن أنّ العودةَ إلى ساح الجهاد هي عمل متكامل يبدأ بقرار قيادة الحزب وتستكمِلُه كلّ أم قوميّة إجتماعيّة وكلّ أب قوميّ إجتماعي.
تحيّة إلى كل أم وأب آمنا منذ ثلاثينيّات القرن الماضي أنّ المقاومة هي السبيل نحو حياة أفضل لأبناء شعبنا، فضحَّت وضحّى من أجل هذه البلاد ومن أجل هذه الأمّة.
واليوم، في المتن الأعلى نقولُها بوضوح، نفتخر أنّ من هذا الجبل ومن هذه البلدات هناك عائلات وهي عائلات سوريّة قوميّة اجتماعيّة تُرسِل أبناءها إلى الحافة الأماميّة لمواجهة المحتلّ وتحرير الأرض.
تحيّة لكم وتحيّة لكلّ عائلة لأبناء شعبنا، انتمت لحزبِنا أم لم تنتمِ، آمنت وضحّت واعتبرت أنّ المقاومة هي فعل واجب ذهبت هي إليه بأبنائها وشبابها دون حساب للمخاطر والأثمان، أمام الثمن الكبير الذي ننتظره جميعًا وهو الانتصار على هذا العدو اليهوديّ.
من المتن الأعلى نؤكّد اليوم، وكما أكّدنا سابقًا، أنّ حزبَنا لن يتخلّى عن موقعِهِ في ساح الجهاد وهو ماضٍ في مشروعِه الذي يلتقي فيه مع مختلف فصائل المقاومة من حزب الله إلى حماس إلى الجهاد إلى حركة أمل إلى الجماعة الإسلاميّة، هذا المشروع الذي له عنوان واحد، وهو تحرير فلسطين وأراضينا المحتلّة.
اليوم عاد رئيس حكومة العدوّ من الولايات المتّحدة آخذًا جرعات من الدعم، دعمٌ استفزازي لكل من يملك مشاعر إنسانيّة في العالم،هذا الأمر يؤكد، أنّ الولايات المتّحدة هي شريك أساسي بقتل كلّ طفل في غزّة، وهي شريك أساسي بتدمير مدننا وبلداتنا، وهي شريك أساسي بمحاربتِنا اقتصاديًا.
هذه الحرب الاقتصادية أصبحت اليوم وسيلتنا لمقاتلة العدو. فاليوم تُحبِط مسيّرات يخترعها ويصنّعها أبناءُ شعبِنا مخطّط عدوِّنا وتوقِف اقتصادَه وليس فقط جيشَه في الميدان.
وحين نتحدّث عن استهداف اقتصاد العدوّ، لا يمكن لنا بتاتًا إلّا أن نوجّه تحيّةً خالصةً إلى اليمن العزيز الذي يساند أمّتنا ويساند مشروعَنا لتحرير الأرض، ويضيّق الخناق على الكيان في البحر الأحمر وفي البحر المتوسّط وحيث يدعوه الواجب وتدعوه الحاجة.
وفي الحديث عن الإسناد لا يمكن إلّا أن نعتبر أنّ المقاومة في العراق هي جزء لا يتجزّأ من المعركة، وجزء لا يتجزّأ من الألم الذي يشعر به العدوّ.
في السياسة، جئنا لنقول أيضًا أنّ لحزبِنا مشروعًا سياسيًّا واضحًا، هو مشروع دولة المواطَنة المقاوِمة القائم على بناء دولة تؤمن بمقاومة العدوّ وتحرير الأرض من جهة، وتُعلِّم أنّ المقاومة هي المسار الوحيد لبناء اقتصاد قويّ ومتين، وإلى جانبه قضاء قويّ غير مسيّس يمارس فكرة المحاسبة كمعبر أساسيّ لبناء الدولة.
وفي هذه المناسبة نؤكّد أنّ الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ يرحّب بكلّ دعوات الحوار لتبديد الهواجس ولوضع النقاط على الحروف من أجل انتظام عمل المؤسّسات وسدّ الفراغ في رئاسة الجمهوريّة كمقدّمة اساسيّة لإعادة المؤسّسات إلى عملها الطبيعيّ وتشكيل حكومة متجانسة جنبًا إلى جنب المقاومة في عمليّة إعادة إعمار مرحلة ما بعد الحرب، وإعادة تحصين الجبهة الداخليّة أمام مختلف التحدّيات التي تبدأ مع إعادة الإعمار ولا تنتهي مع حلّ أزمة ودائع اللبنانيين في المصارف.
في الختام، نوجّه لأهلنا في المتن الأعلى تحيات أبطال ومقاومي نسور الزوبعة في الميدان الذين لا يعكسون بوجودِهم سوى ثقافة حياة ترى بأنّ مواجهة المحتل ومقارعتَه ومقاومتَه أشرس مقاومة هو الخيار الوحيد والمسار الوحيد كي تعيش المدن والبلدات في بلادِنا بأمان، وأنّ المقاومةَ هي المسار الوحيد الذي يحصّن وحدةَ المجتمع ويُبعِد مخاطر التقسيم الذي انتهجه العدو مشروعًا له منذ قيامه.
وقبل الختام، رفيقاتي رفقائي، يجب أن نعلم جيدًا أن هذا العدو يتربّص بنا شرًا، ولن يوفّر فرصةً بتاتًا لمهاجمتنا، من خلال قصفهم لمدنيين واطفال واتهام المقاومة، او من خلال اي ذريعة اخرى، فعلها سابقًا وليست غريبةً عنه، ولذلك يجب أن نكون جاهزين وتحديدًا هنا في المتن الاعلى والمتن الشمالي لاستقبال اهلنا النازحين من المناطق التي قد يضطرون للخروج منها نتيجة تغيّر في قواعد الاشتباك.
كما تحدّث حضرة منفّذ عام منفذية المتن الأعلى الرّفيق فخر ابو فخر في كلمة للمنفّذية عن بلدة الشهيد عاطف الدنف بلدة بعلشميه العريقة بتاريخها وأصالة اهلها السبّاقين إلى نيل العلم والمعرفة والموصوفة بالبسالة والبطولة والإقدام،وأردف قائلاً: بينما كان الشهيد عاطف الدنف يقاتل العدو اليهودي تآمر أعداء الخارج مع أعداء الداخل، مع زعماء الطوائف وبدأوا يحرّكون الموقدة الطائفية ليستفيق التنين الإلهي المستمِّد قوّتَه من تراتيل الجمر اللاذع المُستلقي تحت آيات الرماد الخبيثة ليُشعل الفتنة المذهبية ويُرسِل بدخانِها إلى صرح الكنائس والجوامع ليستخدمونَه كبخور في عِظتهم الاسبوعية وينفثونه كالساحرات في العقد ليُطلَّ الشياطين على أكتاف المنكوبين من وراء دروعٍ بشرية ويطلقون رصاصاتِهم كأفعى سامّة تلتف حول عنق المجتمع الإنساني وتنفث سُمَّها على أواصر المحبة والإخاء فتتفكّك الروابط الإجتماعية إلى قطعانٍ بشرية خلف متاريس العصبيّة المذهبية المُهينة فما كان من عاطف الدنف من خلال المقاومة والحزب أن يقاتلَهم ليُنقِذَ لبنان من المشروع التقسيمي المشروع الانعزالي التهويدي ويكون قدَرَه أن يرتقي شهيداً.
كلمة العائلة قدّمتها شقيقة الشهيد المواطنة نوال الدنف قائلةً: نفتح أبوابَنا على مصراعَيه في مسقط رأس الشهيد لإزاحة الستار عن مجسّم العزة والفخر مجسّم الشهيد عاطف الدنف، الذّي خلّد صفحات سطورها بطولةً وشجاعةً وكرامة، ثائر الذي حطّم قيود الأسْرِ بعمليّة الفرار الكبير من معتقل انصار عبر حفر نفق الحرية، تعرِفُه كلّ ساحات الصراع. إنّه لشرف كبير ان يُكرَّم. وختَمَت قائلةً هي أمّة انتم رجالها فلا بدّ أنّها سائرة إلى النصر.
عريف الأحتفال كان مذيع مديرية بعلشميه الرفيق روي الدنف.
وقد ألقى الرّفيق الشاعر صلاح بورسلان قصيدة وجدانية بهذه المناسبة.
كما تخلّل الإحتفال عرض للأشبال وفصائل لنسور الزوبعة قدّمتهم كلّ من المواطنة ملك الاعور والمواطنة سيلين الدنف.
وفي الختام توجّه الحضور يتقدّمُهُم رئيس الحزب لإزاحة الستار عن النصب التذكاري للشهيد عاطف الدنف الذي كانت قدّ شيّدته مديرية بعلشميه.