أوراق من يوميات اجتياح لبنان عام 1982

يوميات اجتياح العدو الإسرائيلي للبنان في حزيران من العام 1982والذي والذي وصل الى بيروت واخرج منظمة التحرير الى تونس وأدت تداعياته الى تطورات عديدة، هي ثاني عاصمة يدخلها محتلا بعد القدس، ولكنها كانت اول عاصمة يخرج منها مهزوما بفعل ضربات المقاومة

 الحلقة الأولى: أولى المعارك صور-القطاع الغربي:

‏عند الحادية عشر صباحًا، من يوم السادس من حزيران تحركت فرقة عسكرية إسرائيلية بقيادة إسحاق مردخاي من رأس الناقورة إلى البياضة، ضمت الفرقة وحدات مدرعة وقوات مشاة مؤللة، معززة بكتائب هندسة ومدفعية ذاتية الحركة. وقد سلكت أكثر من محور: تقدم لواء مدرع على خط القليلة-برج الشمالي في محاولة لتطويق مدينة صور من الجنوب والشرق. بعد إكمال المهمة، تمددت قوات شمالًا باتجاه جسر القاسمية، لإحكام الطوق على المدينة، وسلكت الطرق الزراعية الفرعية متفادية المرور عبر القرى المأهولة بالسكان. قبل ذلك، اندفع لواء مدرع تسانده قوات من المظليين بقيادة “ايلي غيبغ” شمالًا على الطريق الساحلي باتجاه مخيم الرشيدية، الذي اطبقت عليه قوة بقيادة غابي أشكنازي. بعد تطويق المخيم، اكملت كتيبة من لواء “غيبع” طريقها نحو مخيم البص، الواقع على المدخل الشرقي لصور وطوقته بالمير كافا.

‏بعد ذلك، توجهت القوة الإسرائيلية نحو جسر القاسمية، وبحسب رواية نقلها الكاتب الفلسطيني عزالدين المناصرة: ” اصطدمت تلك القوة بكمين داخل أحد البساتين، فأصيبت دبابة الملازم أول “كترئيل شفارتس” الذي قتل على الفور. بعد ذلك اصيبت دبابتين ومجنزرة، عمد الجنود إلى القفز منها والاختباء، ‏فأصدر المقدم غايفر اوامره للقوة بالتوقف. في هذه الأثناء وصلت دبابة مساعد قائد اللواء الذي تم تخلصيه ونقله الى مجنزرة غايفر بعد إصابة دبابته بقذيفة RBG. هرع القائدان الإسرائيليان باتجاه المفترق المؤدي الى مخيم “المعشوق” لنقل الجرحى، لكن مجنزرتهما أصيبت أيضًا، ونجا قائد اللواء، ‏بينما قتل غايفر. أعترف الإسرائيليون بمقتل ثمانية وجرح سبعة من جنودهم في تلك المواجهة.”

‏بعد ساعة على بدء الهجوم، انزلت الطوافات كتيبة مظليين على القرى الواقعة شرق صور، وتلاقت مع القوات في مخيم برج الشمالي. بهذا نجحت القوات بتطويق صور وفصل مخيماتها الستة. ‏لاقت القوات الغازية تصديا من المجموعات التي نصبت الكمائن في البساتين المحيطة بالمدينة، ولدى توغلها بزواريب المخيمات واجهت مقاومة عنيفة، سيما بمخيم الرشيدية. لم تفلح القوات بمهمتها حتى تدخل الطيران الذي حول المخيمات الهشة إلى ركام. ‏عند جسر القاسمية اعادت القوات تنظيم صفوفها، لتتقدم بسرعة باتجاه مثلث الزهراني، ولم تواجه مقاومة تذكر باستثناء اشتباك حصل في بلدة الصرفند مع مجموعتين صغيرتين نجم عنهما مقتل جنديين وجرح آخرين.

‏عملت تلك القوات على استثمار النجاحات التي حققتها، بالوصول على المدخل الجنوبي لصيدا، ‏فبدأت بتفتيش البساتين ومداهمة القرى الساحلية شرق الطريق الدولية، بحثا عن المقاتلين لضمان السيطرة الفعلية عليها. قبل مهاجمة مدينة صيدا والمخيمات المحيطة بها. فكانت معركة الدامور وصيدا التي سنتكلم عنها في العدد المقبل.