إحياء ذكرى الثامن من تموز في منفذية الكورة… بنات: المقاومة ماضية بانتصارها على العدو

في ذكرى يوم الفداء، أحيت منفذية الكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي المناسبة باحتفال حضره حضرة رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين ربيع بنات، وبحضور عدد من الأمناء والعمد والمنفذين والمسؤولين الحزبيين، وبحضور أيضًا النائب عن التيار الوطني جورج عطالله اضافةً إلى ممثلين عن الأحزاب الحليفة والصديقة.
رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين ربيع بنات أكّد في كلمة ألقاها على مواقف الحزب الثابتة من الصراع، اضافةً إلى التأكيد على أن المقاومة ماضيةً بانتصارها على العدو في غزة والضفة وجنوب لبنان، ناقلًا تحيات نسور الزوبعة للقوميين والأهالي في الكورة، وجاء في نص الكلمة:

“نجتمعُ اليومَ في ذكرى الثامنِ من تمّوزَ، ذكرى استشهادِ وارتقاءِ زعيمِنا وباعثِ نهضتِنا السوريِة القوميةِ الاجتماعيةِ ليكونَ يومًا للوفاءِ والفداءِ واستكمالًا لما بدأَهُ سعاده ولم ينتهِ معَ استشهادِهِ وهوَ الذي قالَ”أنا أموتُ أمّا حزبي فباقٍ…”

نعم بقِيَ حزبُ سعاده وفكرُهُ وعقيدُتُه يستبيحونَ طمأنينةَ المحتلِّ ويشكلون خطرا على المشاريعِ الطائفيّةِ والتقسيمية..
نعم، بالرغم من اغتيال سعاده، لم ينتهِ دربُ النضال ولمْ تسكُتْ أفكارُ الحقِ القوميِّ ولم تجفّْ دماءُ شهدائِنا، فمنذُ ذاكَ التاريخِ وحتى يومِنا هذا وقافلةُ الشهداءِ تسيرُ أمامَنا، تنيرُ لنا الطريقَ، فترسّخَ أسُسَنا ومرتكزاتِنا.
فهذا الاغتيالُ لم يثنِ حزبَنا عن مواصلةِ المسيرةِ من خلالِ الحركةِ الصراعيّةِ الفاعلةِ في مواجهةِ الأخطارِ المحدقةِ بأمّتِنا.. فما كانَ سعاده ليرضى بغيرِ هذه المبادئِ أساسًا لنهضتِهِ ولا حزبًا غيرَ الحزبِ السوريِّ القوميِّ الاجتماعيِّ وسيلةً لتحقيقِها ولا بغيرِكُم أنتم أيها القوميونَ رفقاءَ لَهُ وأحبّاءَ مناضلين.
أما شهداؤُنا وطليعةُ انتصاراتِنا فهم البحرُ الهادرُ والفعلُ الباقي،
لم يُستَشهَدوا طمعًا بمكسبٍ شخصيٍّ أو مذهبيٍّ،
بل استُشهِدوا في سبيلِ الدفاعِ عن أرضِ الوطنِ وإعلاءِ كلمتِهِ فكانَت لهُم طائفةٌ واحدةٌ هي الوطنُ، متيقّنينَ بأنَّها قضيةُ حياةٍ أو موتٍ، وأنّ الحلَّ الوحيدَ هو النضال و العمل الجهادي المقاوم،
فانتظَموا في الحزبِ السوريِّ القوميِّ الاجتماعيِّ، الذي أرادَهُ سعادهأداةً ضدَّ المحتلِّ و مشاريعه في الداخل، وأعلنوها شهادةً حتّى النصرِ فإمّا أن تنتصرَ سورية أو أن تنتصرَ، لا خيارَ آخر أمامَ خطرِ العدو، فالصراعُ معَهُ صراعُ وجودٍ طالما أنَّ الحربَ تدورُ حولَ مصيرِ الأرضِ عينِها.

أمّا لعائلات الشهداءِ فنقولُ : أنتم بذورُ كلِّ انتصارٍ، وأنتم بذورُ الثباتِ وبذورُ الصمودِ في وجهِ كلِّ المشاريعِ التي حاولَتْ تقسيمَنا وتمزيقَنا.
أنتُم اليومَ بما قدّمتموه وبما تقدّمونَهُ، أنتم المثالُ الأهمُّ بعدَ زعيمِنا، أنتم المثالُ الأهمُّ لأبناءِ شعبِنا عنِ الفداءِ وعنِ التضحيّةِ وعن كيفيّةِ صناعةِ الحياةِ من خلالِ التضحيّةِ.
تحيّةً لكُم وتحيّةً لمن ربّما لم يقدّمْ شهيدًا من عائلتِهِ أو من أبنائِهِ ولكنّهُ قدّمَ تضحياتٍ توازي الشهادةَ، تضحياتٍ على مدى أكثرَ من خمسينَوستّينَ عامًا في صفوفِ الحزب.
فأنتم بتضحياتِكُم وبما قدّمتُموه ساهمتُم بمواجهةِ المشاريعِ الطائفيّةِ والمذهبيّةِ التي حرّضَتْ على الحزبِ والتي سعَتْ لمحوِ أثرِهِ من المناطقِ وتحديدًا هنا في الكورة. وأنتم بفعلِ تضحياتِكُم وبفعلِ أفعالِكُم الجبّارة أبقيتُم هذا الحزبَ موجودًا وحافظتُم على وجودِهِ الأقوى هنا في المنطقة.
ومنَ الكورةِ، لا بدَّ من التّأكيدِ، بعدَ تسعةِ أشهرٍ على فجرِ السابعِ منْ تشرين على إيمانِنا بالعمل المقاوم و على أهمية مواجهةِ المحتلِّ اليهودي و قتال أبناءِ شعبِنا له و هو الذي يحتلُّ أراضينا في فلسطينَ والجولانِ وجنوبِ لبنان.
هذه المواجهة أثمرَتْ انتصاراتٍ تتراكمُ نقاطُها كلَّ يومٍ و ذلك مع عجز العدوُّ عن تحقيقِ أهدافِ حربِهِ، و مع دخوله بأزمةٍ كبيرةٍ منعته منإعادةِ المستوطنينَ الذين خرجوا من مناطقِنا المحتلّةِ في الشمالِ وفي غلافِ غزّةَ،
إن هذا الأمر إضافةً إلى الأعمالِ البطوليّةِ التي يسطرها المقاومون فيغزّةَ وفي جنوبِ لبنانَ هو أهمِّ أوجُهِ الانتصار. 
اليومَ يفاوضُ العدوُّ المقاومةَ عبرَ جهاتٍ وسيطةٍ، في هذا الإطار، نحنُ نؤكّدُ أنّ المقاومةَ في الداخلِ الفلسطينيِّ لن تفرّطَ قيدَ أنملةٍ بحقِّ أبناءِ شعبِنا في الحياةِ، ولن تفرّطَ مهما كانتِ الأثمانُ باهظةً بكُلِّ الإنجازاتِ التي حُقِّقَتْ حتّى الآنَ، فهي لن تفرّطَ لا بحقِّها بتحريرِ الأسرى ولا بحقِّ سكّانِ قطاعِ غزّةَ بنيلِ حياةٍ أفضلَ، أما المقاومة في لبنان، فهي لن تسمحَ لهذا العدوِّ بأن يفرضَ شرطَهُ الأهمَّ وهو فصلُ جبهةِ غزّةَ عن جبهةِ جنوبِ لبنانَ، فوحدةُ الساحاتِباتَتْ تؤمنُ بها المقاومةُ في لبنانَ وفي فلسطينَ وأينما وجِدَتْ، وهي لن تسمحَ لهذا العدوَّ بالنيلِ منها لأنّها تعلمُ أنَّ وحدةَ الساحاتِ كانتِ السببَ الأساسَ خلفَ ما وصلْنا إليه اليوم. 
وفي الختامِ، من الكورةِ، أنقلُ إلى القوميّينَ الاجتماعيّينَ وإلى الأصدقاءِ والأهلِ في الكورةِ تحيّةَ أبطالِ نسورِ الزوبعةِ الذينَ يقفونَ الآنَ على الحافّةِ الأماميّةِ في مواجهةِ هذا العدوِّ والذين تقدّمَ منهُم الشهيدُ وسام سليم ومعهُ ثلّةٌ من عشراتِ الجرحى السوريّينَ القوميّينَ الاجتماعيّينَ الذينَ يؤَدّونَ واجبَهُم وقسطَهُم إلى العُلى في مقدّمةِ الجبهةِ وهم لا يردعُهُم أيُّ رادعٍ عن مواجهةِ المحتلِّ والقيامِ بفعلِ البطولَةِ في مواجهتِه.”

هذا وتخلّل الاحتفال عرض للأشبال وكلمة لأهالي الشهداء وقصيدة شعرية، كما قدّم حضرة الرئيس الدروع التذكارية لأهالي الشهداء ووسام الثبات لعدد من الرفقاء.