على طريق الفداء قوى المقاومة صاحبة اليد العليا

في الثامن من تموز تسابق المكان والزمان لتخليد قيامة أمة تكاتفت عواصف الغدر والخسة والانقسام والعمالة لاقتلاع جذورها، واطفاء قنديل، وعيها لحقيقتها، وهويتها.

انطون سعاده رجل بحجم أمة اعطت للعالم والانسانية اسس الحضارة والمدنية.

  وأمام رهبة الموت وحب الحياة وفي اللحظات الاخيرة ظل سعاده انموذجا حيا للمعلم والقدوة وباستشهاده غرز المقاومة في قلب الخيانة والعمالة أيقظ روح العزيمة والحياة في امة راقدة بين الموت والحياة، فاختار أبناؤها الصراع من اجل الحياة، فأمنوا بالموت طريقا لحياة أفضل، فلا موت إلا موت الكرامة والارادة والعقل.

واليوم يتمثل ويتجسد الفداء في وقع المعارك التي تخوضها المقاومة على امتداد كيانات الامة، بتأثيرها الاعلامي والسياسي والميداني وما يسطره ابطالنا في غزة وجنوب لبنان، واليمن، والعراق، والشام. لقد اصبحت المقاومة لاعبا اساسيا فاعلا في الساحة الدولية والاقليمية بفضل الدماء المقدسة والعزيمة الصادقة والارادة الجبارة في استعادة كرامة أمتنا، وارضنا من دنس عدونا الوجودي الذي يتلون كل يوم ويلبس كل يوم زي مختلف.

صحيح ان التاريخ لا يعيد نفسه لأنه حركة متغيرة ومستمرة، ولكن ما اشبه اليوم بالأمس الذي اغتيل فيه الزعيم، لان الطامعون ولصوص الاوطان وعملاء الداخل أورثوا نفوسهم بمطامعها وشرها لأبنائهم فظلت امتنا مرتعا لغاياتهم وجرائمهم فاختار شعبنا الصراع والمقاومة نهجا وعقيدة.

وحمل القوميون فكر الزعيم بوجدان حي مثقلا بمآسي وهموم أمتهم بيقين تام أن لا خلاص الا بهذا النهج وهذه العقيدة القومية الاجتماعية، فآثروا التضحية والفداء على العيش والاستسلام، وما يأسوا او انحرفوا، وخاضوا غمار الصراع والجهاد مؤمنين بالمقاومة سبيلا وحيدا لتحرير الارض وتحقيق الانتصار، وشهد العالم أجمع ابطال وشهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي الذين غيروا بأعمالهم وجه التاريخ.

ونؤكد نحن القوميين على ثوابتنا وراهنيه فكر سعاده واستمرار الحزب والمؤسسة بنهجه بحيوية وفاعلية، وثبات مطلق في محور المقاومة بعد عودة الحزب لساح الجهاد وسيظل نسور الزوبعة البواسل في الخطوط الامامية جنبا إلى جنب مع بقية فصائل المقاومة، فوحدة الجبهات وتكاملها ووحدة بنادقنا في المحور ككل اساس لإزالة الكيان وشرط حتمي للانتصار.

ان الواقع اليوم هو واقع مقاوم غير مستسلم واعي لحقيقة عدوه، رغم مشاريع الولايات المتحدة الامريكية وعملاؤها بالغرب ودول العالم العربي وتأمرهم على المقاومة وشراكتهم بالحرب مع العدو في غزة شراكة مباشرة، حتى وان استمعنا لبياناتهم وتباكيهم واستنكاراتهم.

ستظل قوى المقاومة صاحبة اليد العليا ولن تستطيع الولايات المتحدة الامريكية وادواتها فرض واقع جديد على المنطقة، وسنهزم بدماء وبطولات ابناءنا مشاريعهم مثلما هزمنا ما يسمى الربيع العربي والجماعات التفكيرية الارهابية.

وسنتصدى لكل خطر ونزاعات كيانية وطائفية ومذهبية وأثنية وافكار دخيلة تتغذى على عناوين عريضة (سيادة، اقتصاد نزوح، تحرر، وانفتاح) فتهدد سلامة أمتنا وأرضناووحدةمجتمعاتنا في العراق والشام ولبنان.

ونستذكر في يوم الفداء بكل اعتزاز وفخر جميع من ساروا على درب الزعيم ابطالاوشهداء وجميع شهداء فصائل المقاومة على مساحة كيانات أمتنا وكل من روت دماؤه تراب أمتنا.

رئيس المجلس الأعلى