8 تموز 1949 .. العظَمة تسحقُ الغَدر!

خواطر، حقائق، وقناعات

الصورة السرمدية التي لا تغيب عن أبناء الحياة الأوفياء:

الشهب المميّز والأوحَد … وهو غنيُّ عن التعريف … الاغتيال المدبّر … والعطاء الأمثل والأبلَغ. لقد بدأ درب الجلجلة وسوف ينتهي مع آذان الفجر … إنّه أطوَل وأقسى ليلٍ في التاريخ.

8 تمّوز …. الساعة 3:30 صباحاً …. يمتشق أنطون سعادة روحه الشامخة ليرسم طريق الخلاص لهذه الأمّة النازفة … والناطقة أبداً بحياة العزّ والكرامة.

موقف حضرة الزعيم: “الحياة وقفة عزّ فقط” … “بهذا الإيمان نحن ما نحن، وبهذا الإيمان نحن ما سنكون.” صَدرٌ عارٍ يواجه الرصاص، الإحترام، الثبات، الأخلاق، الشهامةُ في رَجل

 جِرحٌ لنّ يَندَمِل … ولكنّ الأمل باقٍ في فتى الربيع.

الحدَث: تلك الليلة الظلماء التي سالت الدماء الطاهرة على تراب الرملة البيضاء، ومنذ حينها لا يزال الوطن ينزف وليومنا هذا. القَتَلَة المجرمون كُثُر والتاريخ لم ولن يرحمهم.

جُلَّ ما قدّمه سعادة في 8 تمّوز، يوم الفداء والعزّ الأزليّ، كان وديعة الأمّة مستردّة إليها، وكلّ نقطة من دمه الطاهر كان: “لأجلِك يا سورية هذا القليل.”

الضحيّة: الوطن برمّته … الذي ينزف دماء سعادة الطاهرة ليومنا هذا. انطَلقَ تمّوزُ شهرَ الفداءِ وما يزالُ الوطنُ عليلاً بِرُمَّتِهِ. وَيْلاتٌ بلا هَوادةٍ منذ عام 1949، حينَ اغتيل الشَهبُ المُمَيَّزُ وسَالَت دماءُ الوطن، فتَبخّرَت أحلامه وانهارَت آماله وضاعَ مستقبله. حتّى طائِرُ الفِينِيقِ ما زالَ للآن يَستَصعِبُ النهوض من قساوة الحيف.

القتلة المتآمرون: الارتهان للخارج، العمالة، الخيانة العظمى، الاغتيال المُدبَّر، المحاكمة الصوَريّة، الإعدام المُجحَف. هؤلاء بعضٌ من الغدّارين ومدبّري الاغتيال الآثم ومنفّذيه: رياض الصلح وحسني الزعيم ((وتواصلهم الشخصيّ مع الصهيونيّ موشي شاريت))، محسن البرازي، بشارة الخوري، نورالدين الرفاعيّ، فريد شهاب، مجيد إرسلان، عبد العزيز الأحدب، يوسف شربل، فرانسوا جينادري، فؤاد بولس، وكلّ الذين شاركوا في الجريمة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

النتيجة: ظنّوا بأنّهم قتلوه في ليل 8 تمّوز 1949 … ظنّوا بأنّهم تخلّصوا منه ليكرّسوا نظام المحاصصة الطائفيّة النتنة والمذهبيّة والفساد والانحلال الاجتماعيّ … ولكنّهم ظنّوا خاطئين … إذ أنّ أنطون سعادة بقيَ حيّاً بفكره ونهضته، أمّا القتَلَة فانتهوا في مزبلة التاريخ لا يُذكَرون إلا بالسوء. الويل ثمّ الويل لأمّة تغتال مخلّصها وهاديها وفاديها؛ فالتاريخ الإنسانيّ لا يرحم الجلاّدين الظالمين ولا يغفر لهم!!

الصورة، مجدّداً:

8 تمّوز …

صدرٌ عارٍ …. وقفةُ عزٍّ …

“شكراً” نطقَ …

ثمّ وابلٌ من الرصاص …

جسدٌ هوى، بسمةٌ طغَت …

يَدٌ ارتَفَعَت، وروحٌ ارتَقَت.

ذاك الليل الجبان …

جلاّدٌ بغيضٌ اغتال العنفوان …

“شكراً” … قالها الشهبُ … بحنان …

ومِنّ حينها، الوطنُ ليس بأمان …

دمعةٌ واثنتان … لا ذِلٌّ ولا هوان.

8 تمّوز …. هو يوم السيل القاني،

حتّى إجلالاً … لنّ أنحني …

بلّ، بالعزّ سيعلو جبيني …

بالزاوية القائمة … بالتحيّة … سأرفع يميني.

لا مِن قبلِك ولا مِثلَك ولا مِن بَعدِك،

8 تمّوز … هو رمز الرموز …

وللحرّية الحمراء …

ابن الشوير الإباء …

في بيروت الرملة البيضاء.

لوس انجلس

7 تمّوز، 2024