هكذا نريد لبنان وباقي الكيانات السورية

هكذا نريد لبنان وباقي الكيانات السورية

ماذا يريد السوريون القوميون الاجتماعيون والحزب السوري القومي الاجتماعي من لبنان وما هي الاسس والمفاهيم التي يجب ان يتبعها لبنان ليسير نحو الاستقرار والطمأنينة والارتقاء؟
يريد القوميون من لبنان ان يخرج من العقلية الانعزالية المنغلقة المدمرة الى الوعي المدرك لحقيقة وجوده الطبيعي ضمن الامة السورية وعلى انه جزء لا يتجزأ من الوطن السوري. يريدون ان يتحقق هذا بالوعي والادراك للحقائق الجغرافية والاجتماعية وفهم دورة الحياة الاقتصادية والاجتماعية الثقافية على كافة الصعد، بالحوار والصراع الفكري المؤدي للإقناع وليس بالقهر والتسلط والاستبداد. يريدون من لبنان ان تنطلق سياسته الداخلية والخارجية من حقائق وحدة المصير للبيئة السورية، لا يريدون ان ينظر لبنان الى احتلال العراق على انه شأن غريب عنه، ولا يريدون ان يشاهد لبنان الحرب الهمجية التي شُنت على الشام على انها حرب لا تهز وجوده. ولا يريدون ان ينظر لبنان الى الحرب التي ادت الى احتلال فلسطين وذبح الشعب فيها من زاوية المواضيع التي لا دخل للبنان فيها. ولا يريدون ان ينظر الشاميين والعراقيين والفلسطينيين والاردنيين ان ما جرى من حرب واحتلال وويلات في لبنان شان لا دخل لهم فيه. يريدون من لبنان ان تكون سياسته غير انعزالية وغير منفصلة عن واقعه القومي الطبيعي، يريدون لبنان مشاركا ابناء امته في دفع الاخطاروالاعتداءات عن الامة ومتعاونا مع العالم العربي في التصدي للأطماع الاستعمارية وصون مصالحه. يريدون من لبنان واحدا موحدا بنظرة قومية ووطنية ولا يريدوا لبنان تكتلات دينية وطائفية وطبقية التي من نتائج هذه التكتلات والشرانق هي تمزيق المجتمع وتدمير البلاد وتلاشي الامة. يريدون ان يحصل الوعي عند اللبنانيين لمخاطر الاحتلال الفرنسي والانكليزي، ولمخاطر اتفاقية سايكس بيكو التي مزقت البلاد، وحولت الامة الى مجموعات قبلية ودينية طائفية متناحرة.
يريدون من لبنان ان يكون نظامه مبني على مبادئ وقواعد النظم السياسية المدنية، وليس على قواعد النظم الطائفية الكريهة الهدامة لوحدة المواطنين. يريدون ان يكون لبنان نظامه معبرا عن الارادة الوطنية العامة، وليس ممثلا لإرادة الطوائف والنحل. يريدون من الشعب في لبنان ان يكونوا مواطنين ذكورا وإناثا لهم نفس الحقوق والواجبات في الدولة، وليس ابناء الشعب رعايا الطوائف ورجال الدين المتعصبين، ورجال السياسة تجار الطائفية. يريدون ان تنبثق السلطة من تمثيل نيابي على اساس وطني معبرة عن ارادة كل الشعب، وليس جزء منه وحسب. او تمثيلا للطوائف والعشائر والعائلات وللحزبية الدينية. يريد القوميون الاجتماعيون ان يكون في لبنان حكومة تمثل مصالح الشعب، وتعمل على رفع مستوى حياة الشعب، وتكون حامية للشعب من كل الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. يريدون ان تكون دولة لبنان هي دولة كل العمال والمزارعين والفقراء وكل المنتجين، وارباب الفكر، والحرف، والفنون. دولة ترفع الظلم والشقاء والقهر عنهم، لان المجتمعات لا تنهض بالبطالين، بل بسواعد المنتجين فكرا وغلالا. يريدون دولة تنظم الاقتصاد على اساس الانتاج وانصاف المنتجين وصيانة مصلحة الشعب والدولة. يريدون اقتصادا حيويا متناغما مع الدورة الاقتصادية الاجتماعية الواحدة التي تجري في بيئته الطبيعية، اقتصادا متفاعلا بدايةً مع الكيانات السورية الاخرى، اقله في إقامة سوق سورية مشتركة . يريدون دولة تحفظ الرأسمال من التسلط الفردي الجشع ويريدون دولة تحمي الرأسمال الوطني من الرأسمال الاجنبي. وتمنع تهريبه للخارج ليبقى داخل البلاد لتقوية اقتصادها وزيادة ثروتها.
يريد الحزب السوري القومي الاجتماعي دولة تخطط لاقتصاد منتج وان تخطط للرأسمال المتأتي من النفط في صناعات جديدة تسهم في زيادة الثروة الوطنية، وترفع مستوى الحياة والخدمات في البلاد، وتقطع دابر هجرة الادمغة والشباب. يريدون حكومة ان تحفظ موارد البلاد الطبيعية، وتحمي الانتاج وتؤمن تصريفه، وان تكف يد المحتكرين سارقي تعب العمال والمزارعين وكل المنتجين. يريدون حكومة تحرر الاقتصاد من كماشة الرأسمال الاجنبي أو الاجنبي المتحالف مع الرأسمال الوطني الناهب لخيراتنا. يريدون حكومة تحمي الشعب من هذا النهب الكبير، وحكومة تجعل الرأسمال نعمة لا نقمة تنصب على رؤوس المواطنين فقرا وقهرا وعذابا.
يريد الحزب السوري القومي الاجتماعي دولة تعيد الى المواطنين حقوقهم وتعبهم واموالهم المسروقة وتوقف السارقين وتحاسبهم، لا ان تكرمهم. يريد الحزب من الشعب ان يثور على هؤلاء السياسيين التجار واصحاب السياسة الخصوصية النفعية، ويرميهم في زنزانات الخونة والقتلة المجرمين.
يريد القوميون الاجتماعيون دولة تدعم التربية والتعليم الرسمي بكل المراحل. لا يريد الحزب تربية وتعليم في كنف الطوائف، ولا تربية مناطقية، ولا تربية تابعة للثقافات الغريبة عن بيئتنا وغير متوافقة مع اسس ثقافة الحياة السورية، والنظم الاجتماعية الراقية. يريد الحزب دولة ترعى الاحزاب والجمعيات والاندية والمنابر الوطنية لا ان ترخص وترعى الجمعيات والاحزاب والتكتلات الطائفية، يريد القوميون دولة تصون حياة المواطنين صحيا، يريدون مستشفيات وطنية لا مستشفيات اجنبية او طائفية. يريدون ان تجعل الدولة من السياسة الصحية رسالة انسانية اخلاقية، لا متجرا يدر المال على اصحاب الرساميل. يريدون دولة تعمل على تنقية القضاء من رواسب والشوائب المذهبية وخلافه، وتجعله قضاء موحدا عادلا، لا قضاء طائفيا مفككا وحدة المجتمع. يريد الحزب من ادارات الدولة خادمة لمصالح الشعب، لا ادارات التحاصص الطائفي المتغلغل بها الفساد والرشوة وعديمي الكفاءة. يريد الحزب قوانين جديدة تحمي المرأة والطفل من العقليات الرجعية البائدة المتخلفة، وتساوي الحقوق بين المرأة والرجل مساواة تامة.
ان الحزب السوري القومي الاجتماعي يريد رئيسا للجمهورية مقتنعا بهذه القواعد والمفاهيم، ويتعهد ان يبذل كل طاقته مع الحكومة لتحقيق كل ما سبق. يريد الحزب رئيسا مؤمنا بشعبه ومعبرا عن إرادة كل الشعب لا رئيسا ممثلا لطائفته ومذهبه. يريد الحزب ان يكون الرئيس فوق المذاهب والمناطق والجزئيات، ومؤمنا بإزالة الحواجز المعطلة للوحدة الاجتماعية داخل لبنان، ويعمل على إزالة الحواجز المعطلة للتفاعل الطبيعي، والمعطلة للدورة الحياتية مع محيطه القومي. هذا ما يريده الحزب السوري القومي الاجتماعي من لبنان وهذا ما يريده الحزب من الشام، والاردن، وفلسطين، والعراق. وليس لشعبنا من سبيل للنهوض والارتقاء إلا بإتباع مبادئ الزعيم سعاده حتى يكون لنا مركزا مرموقا بين الامم.
ترى ماذا يضير اللبنانيون والشاميون والعراقيون وكل أبناء سورية الطبيعية لو عملوا بالأسس والقيم الأخلاقية والسياسية التي يريد تحقيقها الحزب؟ من المؤكد انه لا ضرر فمبادئ سعاده هي السبيل للصعود الى المجد وهي سبيل التقدم والازدهار. انها دعوة للسوريين لاعتناق مبادئ الزعيم سعاده والانخراط في نظام حزبه فهو طريقكم للنجاح والاستقرار في ربوع وطنهم.
ناموس المجلس الأعلى

الامين محمد عواد