الولايات المتحدة هي الدولة الغربية الوحيدة التي كان يرجو العالم أن تكون صلة التفاهم السياسي والادبي بين الشرق والغرب فخيبت رجاءه بصورة محزنة جداً والشرق الذي كان يعتبر الولايات المتحدة صديقة له يرى الان أن هذه الصديقة لا تفرق في شيء عن أخواتها الغربيات الطامعات في التلذذ بالاستعمار والاستعباد فاذا نفر الشرقيون من الولايات المتحدة وحدها ، بعدما بدا لهم منها فالذنب في ذلك ليس ذنبهم بل ذنب الولايات المتحدة وحدها فالشرق كان يريد أن يحب الولايات المتحدة وأن يحتفظ بصداقتها ولكنها هي التي صرمت حبال المحبة وأبت أن تكون محبوبة ومحترمة من الشرقيين.
في الساعة التي أمضت الولايات المتحدة صك المصادقة على استعمار فرنسا لسوريا مع ما تعلمه بما يحل بسوريا من ويلات، ذلك الاستعمار أمضى التاريخ حكمه وسقطت الولايات المتحدة سقوطا ادبيا مخجلا وستظل ساقطة الى يوم يغير فيه الاميركيون ما بأنفسهم
أيار 1924