أنطون سعاده

ان الأمم التي هي اليوم أمم قوية كبيرة لم تكن كذلك من اول وجودها، بل صارت بجهادها وتغلبها على الصعوبات وبالظروف المؤاتية والفرص السانحة وبسعادة الحظ احياناً وبالحروب الاستعمارية وبالثورة الصناعية والاقتصاد القومي. فهل يجب ان يقف التطور عن فعله وان يجمد العالم عند الحد الذي تريده الأمم والدول العظمى؟ وهل يجب ان تحرم الأمم الثقافية التي كانت عظيمة في الماضي كالأمة السورية من العودة الى عظمتها من اجل المحافظة على السلام الذي ينعم بخيراته غيرها وتشقى بحرمانه هي من الخيرات التي هي حقها وجزاء انتصارها؟
ان الاستسلام لفكرة الوحدة العالمية والسلام العالمي الدائم يعني التنازل عن الصراع والحرية وعن الانتصار والحق. والأمة التي تتنازل عن الصراع تتنازل عن الحرية، لان الحرية صراع!
ان النهضة القومية الاجتماعية لا ترفض السلام العالمي الدائم بعد ان تكون حققت انتصاراتها العظمى التي تجعل للامة السورية مرتبة ممتازة في السلام وفي حقوق السلام. اما السلام العالمي بعد تجريد الامة السورية من حقوقها القومية في كيليكية والاسكندرونة وفلسطين وسيناء وقبرص وبعد تجريدها من مواردها الطبيعية فماذا يعني لها غير الذل والفقر والفناء؟
سعادة (الجيل الجديد)12 نيسان 1949