الثأر كفعل وككلمة هو من الأعراف والعادات والأفعال التي صبغت على مر الزمن الحياة القبلية والعشائرية، واستمرت لاحقا لتكون ممارسة واجبة لد ى العائلات والمكونات التي رأت ت فيه (لثأر) أمرا لا مناص منه خصوصا في ظل غياب الدولة – المؤسسات التي تحمي المواطنين وتحفظ حقوقهم وتقتص من الخارجين على سلطة النظام كالقاتل والسارق مثلا… وفي تلك الفترة اي سقوط هيبة الدولة- النظام – المؤسسات عادت عادة الثأر لتصبح أمرا اعتياديا لا بل كاد يكون ملاصقا للكرامة والشرف، وبالتالي فان الاخذ بالثأر واجب الوجوب.
اليوم وفي الذكرى 16 لجريمة حلبا التي ارتكبها مجموعة أفراد من قبيلة ” تيار المستقبل” ومسؤوليه، وذهب ضحيتها احذ عشر رفيقا قوميا اجتماعيا من ابناء منطقة عكار، تمتلئ صفحات التواصل الاجتماعي بعبارات التهديد والوعيد، وإن “دماء الشهداء لن تذهب هدرا “و”سنقتص من القتلة “و “لم ننسى ولن نسامح،” الى اخر المعزوفة التي نراها على وسائل التواصل، والسؤال البديهي الذي يتبادل إلى الأذان هو:
هل حقا أن الحزب السوري القومي سيقتص من القتلة وسيثأر لدماء الشهداء؟
هل حقا أن الحزب يؤمن “بعقلية الثأر القبلية”؟
الجواب نعم ونعم ونعم، وبالخط العريض وبصوت عال وليسمع القريب والبعيد، الحزب سيثأر من القتلة ومن يقف خلفهم، والقتلة بالنسبة لنا كحزب ليس الافراد المجرمين الذين نفذوا الجريمة، إنما القتلة هم الجهة السياسية والمذهبية التي عبأت الأفراد ومولتهم ودفعتهم بخطاباتها الإعلامية المليئة بالأحقاد والتجييش لارتكاب تلك الجريمة المروعة،
إذن، القتلة بالنسبة لنا كحزب هم الفريق السياسي ومن يقف خلفه في الخارج والداخل وليس الأفراد المغرر بهم …
أما الجواب على السؤال الاخر، هل ان الحزب يؤمن بعملية الثأر، فنقولها وبصوت اعلى، نعم نؤمن بالثأر، ولكن الثأر بالنسبة لنا ليس الثأر القبلي الذ ي تمارسه شرائح واسعة من ابناء المجتمع وتمارسه ايضا تيارات سياسية ومذهبية وطائفية، إنما الثأر بالنسبة لنا هو نشر الفكر القومي الذي نؤمن بأنه الحل الوحيد لكل معضلات المجتمع ومشاكله الطائفية والمذهبية والاقطاعية وحتى السياسية والاقتصادية، هذا هو ثأرنا وهكذا يمكننا أن نقرن القول بالفعل ” بأن دماء الشهداء لن تذهب هدرا” وأننا لم ننس ولن تسامح،
الثأر من القتلة هو ان نعمل لانتصار مبادئنا القومية الاجتماعية ويعم الوعي كافة شرائح المجتمع ليتخلص من عقلية الثأر المذهبي والطائفي والقبلي، الثأر من القتلة هو أن نصبح نحن صوت الناس وبلسم اوجاعهم ومشكى ضيمهم وإن يصبح الحزب حركة الشعب العامة بالفعل وليس اشعارا وقصائد.
وعندما نصبح هكذا فقط يمكننا أن نتباهى بأننا لم ننسى ولم نسامح وانتصرنا على القتلة ومشغليهم في الخارج والداخل.
وبهذا المنطق يجب ان نؤمن ونعمل لننتصر على القتلة ونثأر لشهدائنا.
2024/5/11