الطفولة الأسيرة لشرور العالم

عندما تتصفح الشبكة العنكبوتية بحثاً عن قتل الأطفال او حتى تقرأ في كتب الأولين فستجد مجموعة لا بأس بها لمجازر ارتكبت بحق الطفولة. ولأن التاريخ يكتبه المنتصر ويفسره اصحاب الأهواء مع او ضد فستبقى في حالة ضياع من وكيف ولماذا؟
لندع التاريخ السحيق وتفسيرات المؤرخين والمنقبين عن آثاره جانبا فأهوال التاريخ يقال ان سرديتها يشيب لها شعر الطفل. كما اننا لا يمكن ان نقيس الماضي على الحاضر بأي وجه كان فعندما نقول بربرية لا تتساوى المفردة مع شرعة حقوق الانسان. حتى بعد ان قيل هناك شرعة سماوية لا نجد رحمة لدى من اعتنقوا الفكر الديني عندما تتعارض المصالح، فكم من مرة سمعنا عنعنات عن تصرف حكام مبجلين مؤمنين عند غضبهم يعطون الأوامر بان لا يبقوا أثراً ليس فقط لعدو بل ولخصم فتمحق ذرية بكاملها عائلة عشيرة او قبيلة وحتى مجتمع بأسره.
العجب العجاب انه اليوم وفي ظل ما يسمى بالعالم المتمدن الذي يسوق له الغرب بأنه يحمل مبادئ الحرية والعدالة وحقوق الانسان ومع وجود قوانين للحروب والنزاعات ،تحرم قتل الأبرياء تحديداً العزل والأطفال نجد ان هناك برابرة يجلسون على عروش دول تدعي المدنية تغض الطرف عما يحصل لأطفال غزة والعزل من اهلها،لذا امام ما يحصل من أهوال لشعبنا هناك ،علينا كتابة التاريخ والحديث عما يجري وتوثيقه لحظة بلحظة مع مواقف الدول والزعماء والصامتين منهم او المبررين الذي يحلو للبعض منهم ان يجعل المقاومة هي المسبب بكل تلك المآسي .
ننتقل من قتل الطفولة الذي يبدو انه أجيز لبني اسرائيل، الطفولة المقدمة في الحفلات الجنسية بجزيرة ابستاين عميل الموساد المعروف الذي قيل انه انتحر بسجنه.
تلك الجزيرة التي قصدها اهل السياسة ومشاهير هوليودية بحثاً عن المتعة بمن فيهم رؤساء جمهوريات وأبناء ملوك وإذا ما عطفنا ذلك على قضايا العصر التي يحاول الغرب ان يضعها على سلم أولوياته كالجندرية وحقوق المثليين بحيث تتلاشى العائلة شيئاً فشيئاً ولا يعود هناك اهتمام بعناصرها كافة ومنها المواليد والأطفال الذين شهدنا همج العصر في غزة كيف تعاملوا معهم ومع سكوت الكنيسة وما يقال عنهم علماء دين عن كل ذلك خدمة لمصالحهم في تجنب غضب الأسياد الصهاينة منهم والمهرولون لدخول النادي الصهيوني.
تتضح الصورة جيداً لما يحاك للعالم في هذا القرن الذي يبدو ان ألفيته الثانية ستشهد تراجعاً للحروب لأسباب اقتصادية ومسائل اخرى كالبيئة، فيستعيضوا عن ذلك للحد من التكاثر السكاني، بنشر الاوبئة كما فعلوا بجائحة كورونا وتشجيع المثلية والاستعانة بالروبوتات بدل الإنسان. لوقف الحلول الشيطانية التي تقف وراءها الرأسمالية لا بد من استرداد روح الجماعة وعلى رأسها منظومة الاديان التوحيدية وتخليصها من براثن المادية التي وقعت فيها واعتبار الدين مآل اخلاقي تراحمي يسعى للخير العام وسعادة الانسان وليس اداة سلطوية ذاتية او مسخرة لخدمة سلاطين السياسة والمال. اضافة للدين هناك العامل القومي بالطبع ليس الاستثنائي منه اي الشوفيني بل ذلك الذي يحمل مضامين إنسانية ويسعى لنشر فضائل الحق والخير والجمال.
الدعوة لخلاص البشرية بالطرح الماورائي انما هي دعوة فنائية بحيث يتنعم الشياطين بالأرض ومباهج الدنيا. الحياة كما هي قدر تبقى فعل إرادي يتحكم الإنسان باتجاهاته والإرادات الحرة المتنورة الفاعلة المتفاعلة عليها ان ترسم الاتجاهات لحياة اجود وعالم أفضل.