تحية لروحِ الأمين سهيل رستم

تحية لروحِ الأمين سهيل رستم

اقامت مؤسسة سعادة ندوة تكريمية للأمين الراحل سهيل رستم، في برنامجها “مشاعل النهضة “المتخصص بتكريم شخصيات حزبية لامعة ومتميزة في المسيرة الحزبية النهضوية.
تحدث في اللقاء العديد من الرفقاء الذين عرفوه وواكبوه ومن عائلته، كما اعد الرفيق فادي خوري فيلما وثائقيا عنه وكان للأمين ادمون ملحم، رئيس الندوة الثقافية في الحزب كلمته التعريفية الاتية:
الأمين سهيل رستم، ابن بلدة مقعبرة في منطقة الحصن، تربّعَ على قمةِ الصفاءِ والنقاوةِ المُحِبَّةِ والإخلاص، وتميّز بمسلكيتِهِ الأخلاقيةِ النابعةِ من العقيدةِ الصحيحةِ التي آمنَ بها وكرّسَ حياتَهُ من أجلِ انتصارِها.. هذا الرجل غابَ عنا بجسده منذ بضعِ سنوات تاركاً فراغاً وحزناً كبيرين في أعماق نفوسنا، ولكن ذكراه باقيةٌ في تاريخِ حزبه وفي ذاكرةِ كلِّ الرفقاءِ والأشخاص الذين عَرَفوه، لأن نفسَه النبيلةَ المتساميةَ فرضت حقيقتَها على هذا الوجود، معلنةً أنَّ في النفسِ السوريةِ كلَّ خيرٍ وحقٍ وعلمٍ وجمال.
هذا الرجلُ، الذي وُصِف بأنه “نادرةُ النوادر” وأحدُ “قدِّيسي” النضالِ القومي، هو الأمينُ المتفوّقُ بامتيازٍ في مدرسةِ النهضةِ القوميةِ الاجتماعية، مدرسةِ الفكرِ والتربيةِ والمناقبِ والجهادِ من أجلِ حريةِ سورية واستقلالِها وسيادتِها على نفسِها.
هذا الرجلُ الذي شكّلَ حالةً نضاليةً مضيئةً في تاريخ الحزب، والذي نفتقدُ اليومَ حضورَه البهي، هو الأمينُ المتواضعُ المتميّز في شخصيته المحببة: في أخلاقِهِ ومحبتِهِ وإخلاصِه.. في رصانتِه وهدوئِه وابتسامتِه.. وفي عقلِه الثاقبِ وتفكيرِه العميق وثقافتِه الواسعة.
وهو الأمينُ النقيُّ المُشِعُّ وعياً وعلماً والمتفوقُ في صلابةِ إيمانِهِ ونضالِهِ المشهودِ له، وفي التزامِهِ الصادقِ بقضيةِ الأمةِ والوطن، التي عنت كلَّ وجودِه فتفانَى من أجلها وأعطاها كلَّ عقلِهِ ووجدانِهِ ووقتِهِ وقلبِهِ.. وكان بذلك مثالاً للالتزامِ والنضالِ والعطاء السخي مُجسِّدا قيمَ النهضةِ الأخلاقية ومآثرَها.
علاماتُ التفوقِ بَدَت في كلِ أعمالِ هذا الأمينِ ومآثرِه: تجلَّت في عطاءاتِهِ الفكريةِ المشّعةِ ومؤلفاتِهِ الغنيةِ عن فكرِ سعاده وحزبِهِ وعن تاريخِ الأمةِ ومبدعيها وأجزائِها السليبة.. بدت في محاضراتِهِ القيّمة وفي عملِهِ الدؤوبِ مع الطلبةِ، نقطةُ الارتكازِ في العملِ القومي، وبَدَتْ في كلِّ المَهَمّاتِ التي قام بها والمسؤولياتِ العديدةِ التي تنكّبها بكلِّ عزمٍ وإرادةٍ وثبات.
هو الأمينُ سهيل رستم الوفيُّ لقَسَمِه، الأمين الذي التزم بمبدأِ الواجبِ المناقبي والذي جسَّدَ قِيَمَ القوميةِ الاجتماعيةِ في مسيرتِهِ الحزبيةِ وفي تعاطيهِ مَعَ الآخرين، فكان، بشهادةِ كلِّ الذين عَرَفوه، قُدوةً في الإيمانِ وفي الروحيةِ القوميةِ والمناقبِ والحبِ والعطاء.. وكان أكثرَ ما كان عاشقاً لسورية التي كانت محورَ حياتِهِ والتي سكنتْ في أعماقِه، فوقفَ نفسَه على مصلحتِها، ورَفَعَ لها مشعالاً يضيءُ ظلماتها وراح يُشيّدُ لها قصوراً من الحبِ والحكمةِ والجمال والأمل بتحقيق أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ. لقد تفانى في حبه لسورية مقتدياً بسعاده الذي قال:
كلنا يجب أن نكون سورية، لأنه قد جاء الوقت الذي إذا فات ولم نفعل شيئاً في سبيل حريتنا فإننا ساقطون في عبودية شديدة طويلة. يجب أن نصبح أمة حرة لكي يصبح الحب السوري حبّ احرار لا حبَّ عبيد والحرُّ لا يمكنه أن ينعم بحبه في العبودية.
الأمين سهيل رستم زيَّنَ تاريخنا الحزبي بمسيرة مضيئة بالعطاء والمعرفة والثقافة والأخلاق وسيبقى أثره خالداً في هذا التاريخ المليء بالعطاءات والتضحيات.
والأمين سهيل الذي دخل إلى قلوب الناس بمحبته وتواضعه، تركّ برحيله الموجع حزناً كبيراً في نفوسنا وفي نفوس كل الذين عرفوه. ولكن عزاؤنا أن فاعليته أثبتت وجودها في المجتمع “وأوجدت طريقاً مستمراً لا تموت بموته.”
الأمين سهيل رستم سيبقى حياً في ذاكرتنا وفي القلوب والضمائر.
الخلود لروحه الطاهرة والبقاء للأمة.