لم تكن تعلم الراهبة مايا زيادة، ابنة شحتول، الكسروانية وهي تلقي محاضرتها الصباحية لتلامذتها وفي مستهل، يوم تربوي جديد، في مدرسة “الحبل بلا دنس “في بلدة غبالة، ان اسمها سيتحول الى “ترند “على صفحات التواصل الاجتماعي، لأنها دعت الى المحبة والصلاة للجنوب. وان من يتصدى لها هو من بيئتها الواحدة
وهكذا تصارع الرأيان على المحبة، معها أو ضدها، وفي البيئة الواحدة والطائفة الواحدة، والرسالة السماوية الواحدة
فعل الارتهان السياسي للخارج من فريق حزبي ومسيحي، فعله، فكان الغضب والرفض لدعوة هي في صلب الدعوة المسيحية القائمة على المحبة ومناقضة أبرز قيمها. أدينت الأخت مايا لأنها دعت للصلاة للأطفال الجنوبيين الخائفين في بيوتهم المستهدفة من همجية العدو ولأنها تؤمن بالمسيح الذي يدعو للمحبة والتسامح ويقول “دعوا الأطفال يأتون الي ولا تمنعوهم لأن لهم ملكوت السماوات”
ذنب الأخت مايا الفظيع ، انها دعت تلامذتها الصغار، وهي المربية المعنية بتعزيز انتمائهم للوطن، الى الصلاة لرجال يقاتلون بشجاعة، من اجل حفظ الوطن وابنائه، رجال تعرفهم مايا عندما حرروا معلولا وراهباتها، وحموا صيدنايا، واستعادوا كنائس حمص، كما حرروا القصير وطردوا الإرهاب ودافعوا عن القاع وحرروا الجرود، ودفعوا الدم الغالي فداء عنها، كما يدفع الآن عن الجنوب وقراه بسكانه كافة دون ان يسأل عن طائفة او مذهب، كما يساند فلسطين وارضها المقدسة ، بإذاقة مستوطني اهل الجليل المحتل، مرارة التهجير الذي عاناه بناء شعبنا في فلسطين منذ عقود سبع.
لم يحتمل دعاة الحقد ورافضي الوحدة المجتمعية، ان تزعزع مايا، ما يرسمونه من مشاريع سياسية للمجتمع الطائفي الذي يزعمون حمايته ولكنهم لطالما كانوا قادة حروبه الداخلية. بعض الحاقدين وصل به الامر الى إطلاق دعوات طرد للراهبة من سلك الرهبنة لكن ما ساعدها انها تنتمي الى رهبنة الفرنسيسكان في الفاتيكان، فاقتصر الامر على إبعادها عن هاتفها
ترند الراهبة مايا، كان الأعلى طيلة الأسبوع الفائت و كان محط تعليقات واراء لعديدين كما وأدى لتجاذب واسع بين أبناء الوطن الواحد كلمة تحنن وكلمة تجنن وتمزق ،بقي ان نقول قول سعادة “لبنان يفنى بالطائفية ويحيا بالاخاء القومي “
التحرير