لم تكن إطلالة رئيس الحزب الأمين ربيع بنات التلفزيونيّة الأولى إلّا على قدر آمال القوميين الاجتماعيين، إذ سدّدت النقاط المرجوّة منها بالتمام والكمال، مجيبةً على كلّ ما يختلج صدورهم، راسمةً هويّة مشروع الحزب السياسي الحالي، ومحدّدةً بوضوح المسار العام لحزبٍ عائد إلى ساح الجهاد العسكري المقاوم بعد تغييب من جهة، وإلى ساح المواجهة السياسية الإعلامية، بعد تغييب أيضًا، من جهة أخرى.
رسم الرئيس المشهد بوضوح، فالحزب باقٍ في الخطوط الأماميّة، وليس ما يحصل اليوم في جنوب لبنان على تخوم فلسطين محطّة ستنتهي، بل مشروع حياة للقوميّين لا يجد الحزب نفسه خارجه أبدًا. فقد أعلن الرئيس بوضوح أنّ نسور الزوبعة يقاتلون على الحافّة الأماميّة في جنوب لبنان، مستخدمين الخبرات التي اكتسبوها من الحرب في الشام.
هذا وكشف الرئيس بنات عن أنّ الحزب جاهز للمضي قدمًا في هذه الحرب حتّى تحقيق النصر، وهو لديه كامل القدرة العسكرية لهذه المعركة.
وعن العلاقة مع حزب الله كشف الرئيس بنات أنّ التنسيق بين نسور الزوبعة وحزب الله قائم منذ ما قبل الحرب، موضحًا درجة التقارب بين الحزبين بالقول: “المقاتل القومي الاجتماعي ومقاتل حزب الله يقاتلان ويأكلان ويشربان معًا، وينامان جنبًا إلى جنب”.
وعن النصر الذي ترسمه المقاومة فنّد الرئيس أوجهه من غزّة إلى الضفة إلى جنوب لبنان، ولم ينسَ بالطبع التوقّف عند انجازات الحليف اليمني الذي يساهم بشكل كبير في إسناد مقاومة أبناء شعبنا في مواجهة العدوان. وأكّد الرئيس بنات أنّ المقاومة كلّفت العدوّ مليارات الدولارات في الجبهة الجنوبية، وقد انخفض الإنفاق في شمالي فلسطين المحتلّة بنسبة 70%، مؤكّدًا أنّ المقاومة تحمي لبنان وليس للبنان مصلحة سوى بالدفاع عن نفسه.
ولم يفت رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي توجيه التحيّة للراهبة مايا زيادة، واستنكر أي تعرّض لها، واعتبر أنّ الدفاع عنها هو دفاع عن حريّة لبنان ووحدة أبناء شعبنا فيه.
مقابلة الرئيس عبر قناة المنار تطرّقت أيضًا إلى نقطة وحدة الساحات والهجوم الذي تعرّضت له من بعض الحلفاء السابقين للمقاومة، حيث رأى الرئيس بنات أنّ وحدة الساحات هي الجانب العسكري من المشرقية، مستغربًا أن يهاجم من نادى سابقًا بالمشرقية فكرة وحدة الساحات.
وكان رئيس الحزب جازمًا بأنّ العدو لن يستطيع أن يأخذ في المفاوضات ما عجز عنه في الميدان، ولذلك هو يتهرّب من وقف العدوان، كون الخطر الوجودي على جمهوره من المستوطنين بات كبيرًا بفعل بطولات المقاومة.