بات واضحاً لدينا، مما أثبته تواكب السنين، من نضالنا وعطائنا، أن دلالات الأول من آذار، هي منطلقات الوعي، والمعرفة، والنضوج، لفكرة الأمة السورية، ومبادئ نهضتها، وعقيدتها القومية الاجتماعية ومسالك ارتقائها، انها معالم الولادة الجديدة لأمة ظنها أعداؤها بأنها قد قضت الى الأبد، فأشرقت مع ولادة سعادة، في الأول من آذار، فجراً لإشعاع حضاري جديد، وحركة صراع ونمو نحو مراقي الارتقاء.
لقد نهضت الدعوة’ العقيدة الجديدة، لأمة سورية متجددة مؤسسة بنظام جديد لمجتمع جديد، فكان المسار الفكري جهاداً وصراعاً لبناء الإنسان الجديد، الذي طلّق وبالوعي، كل الحلل المرقّطة لمجتمع فسيفسائي، او ممزقة لمجتمع مشلّع، وليمسي ذاتاً مجتمعية بجوهر وحلة التكامل والتفاعل والانصهار. لنقف في حاضرة الوجود، وجوداً مرتقياً أنيقاً قوياً، يتباهى بذاته الحضارية المشرقة والحاضرة المبدعة والقادرة الهادية والمعلمة في حاضرة الأمم المتفوقة المتنازعة البقاء.
لقد أرادنا سعادة، حركة من الوعي المعرفي ومسلكاً من النضال والجهاد اليومي، المناقبي، والكفاحي، أرادنا حركة صراع وقوة تغيير، قوة تذود عن الأمة وتثبت حقها في الوجود، في السيادة والعزة والكرامة والتقدم والرقي، فدفعنا عنها كل الأخطار ووقفنا سداً منيعاً في وجه كل الأطماع.
قاتلنا الطائفية وصرعناها في ذاتنا قبل ان نسير لنصرع تنينها، الناهش، بمخالبه الفتاكة، روحية أبنائها، في حياض الميدان المجتمعي.
قاتلنا الأقطاع، الذي قطّع مجاري الخير، والبركة، ومنعها من أن تدفق على من يحرث الأرض ويزرعها من أبناء أمتنا.
قاتلنا الرأسمالي الجشع الذي احتكر حق المنتجين واستعبد العامل ليضخّم ثرواته ويوالي الأجنبي.
قاتلنا مشاريع التجزئة السايكس بيكوية، وأعدنا بنمونا حقيقة الوحدة المجتمعية في البيئة السورية الطبيعية وحقيقة حيوية الدورة الاقتصادية الاجتماعية، وفاعليتها في نهوض وتجويد حياة أمتنا وتنامي قوتها وسبك مناعتها ومتانتها لتعمر ولتسد كل الأخطار الخارجية المحدقة بها ولتلعب دورها في الارتقاء الإنساني العام.
قاتلنا الأجنبي المستعمر وسطرنا صفحات عز كما ارادها المعلم.
قاتلنا الصهيوني الغاصب الذي جاء بحركته يبني “وطناً قومياً” لليهود على انقاض وجودنا القومي، في فلسطين وفي مدانا القومي، وسطرنا أشرف وقفات العز مطوبين انفسنا كما أرادنا فتى الأول من آذار، قادة لفجر المقاومة، قادة للقوة التي تغيير وجه التاريخ وما زلنا في معترك المواجهة الكبرى إلى جانب المقاومين الأبطال نسير.
قاتلنا الإرهاب التكفيري، الوجه الآخر للإرهاب الصهيوني النازي الوحشي ومكمل له وخادم في بلاطه، في أشرس معركة كونية خاضتها امتنا استهدفت تدمير كل مقومات الحياة في بيئتنا السورية وحرق كل مظاهر الحضارة والعمران فيها ونهم خيرات وطننا وثرواته البيئية الجوفية والإستراتيجية.
ويطل آذار اليوم وأمتنا تواجه في فلسطين أشرس الحروب على الإطلاق في تاريخها الحديث وربما القديم حرب الإبادة الجماعية حرب النازيين الصهاينة المتوحشين حرب اجتثاث كل نفس من ابناء امتنا فيها عملا بكتابهم (لا تستبق نسمة منهم بل ابسلهم ابسالاً) وتنفيذاً لأخطر فصول صفقة القرن وتتصدى المقاومة الباسلة في كل ميدان لتسطر اروع ملاحم البطولة في التاريخ وشعبنا المحاصر بثباته وبدماه اروع وأشنع الحكايات حكاية روعة شعب هُلك ولم يستسلم وحكاية أشنع جزار واستيطان في التاريخ
ويطل سعاده مع طلّة آذار بندائه وبجوهر من اساسيات تأسيس حركته الصراعية للحؤول دون قيام هذه الدولة النازية العنصرية الاستيطانية في فلسطين نداءه ومع قيامها داعياً الى محقها قبل ان تمحقنا وتبيد كل نفس من ابناء امتنا كما شهدنا ونشهد اليوم قائلاً:
“إن محق الدولة الجديدة المصطنعة هو عملية نعرف جيدًا مداها. إنها عملية صراع طويل شاق عنيف يتطلب كلّ ذرة من ذرات قوانا لأن وراء الدولة اليهودية الجديدة مطامع دول أجنبية كبيرة تعمل وتساعد وتبذل المال وتمد الدولة الجديدة بالأساطيل والأسلحة لتثبيت وجودها”
فلنعمل على محقها والعالم بات شاهداً على ضرورة محقها كياناً عنصرياً نازياً لفظته الحاضرة الانسانية ويجب أن يقتلع من الجغرافيا والتاريخ إيفاء لآذار ولشهداء فلسطين الأبرار ولحياة امتنا وللإنسانية جمعاء.
وستنكسر مخالب التنين وستسقط الولايات المتحدة الاميركية سقوطاً ذريعاً مدوياً وإضافةً إلى ما أعلنه سعاده فتى الربيع عن سقوطها من عالم الإنساني الأدبي ستسقط وجودياً وسيتغير وجه العالم بعد حين.
والى اولئك الذين يقولون ان إنقاذ فلسطين لا دخل للبنان واللبنانيين فيه نقول ومع سعاده ان إنقاذ فلسطين أمر لبناني في الصميم كما هو أمر شامي في الصميم كما هو أمر فلسطيني في الصميم لان خطر اليهود، كما يقول فتى الربيع، لن يقتصر على فلسطين بل سيتناول لبنان والشام والعراق لأن فلسطين لن تتسع لملايين اليهود القادمين اليها… وفلسطين ومع سعاده لن تستطع ان تقاوم وحيدة بالرغم مما تحقق مقاومتها من انجاز عظيم إذا لم تدعم من قوة الامة
فإلى قوى الامة الناهضة، مقاومة في لبنان والشام والعراق مسنودة من أحرار العالم في الإقليم وفي العالم أجمع نصرا لفلسطين
وسيبقى أبناء فتى آذار بتعاضدهم عنوان وحدة الأمة وعصب مقاومتها ومدارج ارتقائها
تحية إلى ابناء شعبنا الصامدين في غزة وفلسطين والأبطال المقاومين في كل الميادين والشهداء الابرار المرتقين والى احرار العالم وداعمي قضيتنا المحقة في فلسطين
وتحية الاكبار لفتى آذار زوبعة نور ونار منارة الأحرار