في الأوّل من آذار … أوسمة على طريق العودة إلى ساح الجهاد

الأوّل من آذار مناسبة تتعدّى بقدسيّتها مولد رجل بحجم الأمّة أوقف نفسه من أجل شعبه وأمته فأعطى أبعادًا جديدة لمفهوم الزعامة، هو ليس طقس ليتورجيا أبلهًا فارغًا نمارسه وحسب، هو تأكيد التزامنا بقسمنا، وفرض وإعلان لحقيقة إشعاع فكري بزغ وتجذّر بمفاعيل قوية على مسرح تاريخ أحداث الأمّة وواقعها، واستمرار لمبدأ الصراع الذي اتخذناه نهج حياة، وتعاقدنا به مع صاحب الدعوة القومية الاجتماعية وجدانيًا ومناقبيًا،
فأضحى كل ما فينا للأمة، عاملًا لحياتها وإحيائها ورقيّها، فكانت القضية “قضية تساوي وجودنا” اجتماعيًا وسياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا، وسرنا في طريق العمل النضالي ضمن مؤسسة نصونها وتصوننا، ندافع من خلالها عن قضيتنا المحقة بعيدًا عن البلبلة والفوضى.
لذلك، إنّ الاحتفال بالأوّل من آذار هو تكريس لمفاهيم نهضتنا، التي تجعل من الحزب ميدان فكر وصراع، وتلجم النزاعات والطموحات الفردية، وهو برهان على التمسك بالمؤسسات وتشريعاتها وإدارتها الدستورية التي أسسها الزعيم النابعة من إرادة القوميين التي تؤمن بحتمية التطور والانتصار والسعي الدائم نحو الخير والحق والجمال.
واليوم وبعد انقضاء 92 عامًا، نؤكّد على التزامنا بالمعايير التي شدّد عليها أنطون سعاده، “الشرف والحقيقة والمعتقد”، وعلى مسؤوليتنا تجاه كلّ رفيق سوري قومي اجتماعي، وتجاه حزبنا وأهدافه، ومكانته، وأمّتنا.
وسنستمر بما بدأناه في مضمار عودة الحزب لساح الجهاد وإثبات مكانته ضمن محور المقاومة وتحالفاته مع قوى المقاومة، ببطولات أبناء سعاده وجهدهم وتضحياتهم ودمائهم التي تآخت مع أبناء شعبنا في صراعنا ومعركتنا ضد عدوّنا الوجودي بكافّة أشكاله.
وإنّ تحديد المجلس الأعلى لموعد المؤتمر، والمجلس القومي، يؤكّد على الالتزام بالاستحقاقات الدستورية واستمرارية المؤسسات. ونأمل أن يكون المؤتمر نقلة نوعية في مسيرتنا، على مستوى ما حقّقناه من إنجازات وتضحيات وجرحى وشهداء كانت وسامًا على صدر عودة الحزب لطريق النضال والمقاومة، فتكون النقلة نوعية فاعلة من خلال الدراسات والنقاشات والاقتراحات، وتكون الانتخابات لاختيار الأشخاص الذين يعبّرون عن إرادة القوميين، ومشروع الحزب في تقوية وتطوير العمل الإداري والثقافي والإذاعي والسياسي والتحالفات وترسيخ دور الحزب في ساح الجهاد ومحور المقاومة، بعيدًا عن القولبة وأي شكل من أشكال التعليب.
إنّ ذكرى ولادة فتى الربيع، فعل يتجدّد فينا، يوقظ كلّ عام ما غفى منا، فنقف عند مولد القضية ونصرخ عاليًا أنّنا أبناء التجدّد وربيع الأمّة الدائم الدافئ، أنّنا أبناء الحياة، أبناء الزعيم الخالد فينا.