لم آتكم مؤمنا بالخوارق بل بالحقائق التي هي أنتم، هذا ما توجه به انطون سعادة الى الشعب في كل كيانات الهلال السوري الخصيب ،لتعزيز ثقته بنفسة وأمته لينهض ويتحمل مسؤوليته التاريخية في حمل قيم النهضة وقيم الخير والحق والجمال لشق طريق الحياة لأمة ظن اعداؤها أنها انقرضت، وسعادة هو صاحب رسالة نهضوية صاغها وحملها من أجل عزة الأمة وخيرها وفلاحها، وسعادة هو أول من نبه الى الخطر الصهيوني داخل امتنا وهو الذي قال أن الخطة الصهيونية خطة نظامية دقيقة ومنظمة لا يمكن مجابهتها الا بخطة نظامية معاكسة. استشهد رميا بالرصاص دفاعا عن “فكره وقال لجلاديه قبل إستشهاده “أنا اموت أما فكري فباق وأبناء عقيدتي سينتصرون
فالحقائق لا يمكن أن تكون تخيلات وفرضيات وأوهام، بل معرفة. هي موجود لمحسوس يدرك بالعقل والمعطيات العلمية، وفق ذلك أجمعت كتابات الدارسين والباحثين في الحضارات الانسانية وأثارها على أن بلادنا المعروفة تاريخيا وجغرافيا بأسم سوريا والتى أطلق عليها العرب تسمية الهلال السوري الخصيب هي مهد الحضارات وواضعة الأسس العلمية للتقدم البشري في جميع المجالات، في كل علم وفن وفلسفة، فمن بلادنا كانت الأنطلاقة الأولى للآبجدية والتشريع عبر الملاحم والأساطير المتعاقبة من سومر وأكاد الى بابل وأشور الى كنعان وأرام، الى الدولة العربية التى كانت بلادنا قاعدتها الحضارية ومنطلق أشعاعها الثقافي والعمراني في مختلف أرجاء العالم. هذه هي حقيقة الأمة السورية التى لم يكتشفها سعادة لان الواجهة التاريخية كانت موجودة وقائمة، ولكن ما تميز به سعادة عن سواه هو انه بلور هوية الأمة القومية وكشف بوعية النهضوي العلمي حقيقتها التامة. سوريا ليست مساحة جغرافية وحسب بل أمة تامة وليست مساحة تاريخية وحسب بل حقيقة حاضرة، وتوحدها وحدة الحياة والحياة كما نفهمها نحن أبناء الحياة بأن تمارس أمتنا دورها الحضاري ورسالتها التاريخية الى العالم لذلك يجب أن يعرف كل أب وكل أم وكل شاب وكل فتاه وكل طفل أن مصلحتهم تكمن في وحدة سوريا أرضا وروحا وشعبا، بكافة أجزائها، عراقها الجريح، وفلسطينها السليبة، والشام ولبنان والأردن والاسكندرون وقبرص وسيناء، وعكس ذلك يعني بقاء أمتنا مقسمة ومحتلة، ويعني الخراب والدمار والفقر والموت، ويعني فقدان السيادة والاستقلال الحقيقي، وفقدان الثروات ونهبها من قبل الأمم الأخرى، وبقاء شعبنا تحت الاحتلال اليهودي والأمريكي والتركي والعدوان المستمر منهما، لذلك يزرعون الفتن داخل امتنا في الشام و لبنان والعراق وفلسطين ويعتدون علينا وليس لنا خيار سوى مقاومتهم ومقاومة مشروعهم الاستعماري، فمقاومتنا تستهدف الدفاع عن وجودنا وعن وحدة أمتنا،وفي المقابل تعالوا نرى ماذا ينتج أن تحققت وحدة سوريا: سنصبح دولة عظمية تبلغ مساحتها مليون كم، تتمتع بثروات هائلة، أرض خصبة ومناخ معتدل وثروة مائية عظمية ينتج عنها ثروة زراعية ضخمة جدا بكميات كبيرة ولجميع أنواع المزروعات، مما يعني اكتفاءً ذاتيا غذائيا، ثروات نفطية وغازية ومعادن كبيرة شعب ذكي عبقري مبدع، وهذه الثروة أهم من الثروات الطبيعية، هذه هي الحياة التي يجب أن تكون أنها حياة العز، والكرامة والتقدم العلمي والازدهار والخير لنا وللعالم العربي، فنحن سيف العالم العربي ونحن ترسه ونحن حماة الضاد ونحن ملاقون اعظم أنتصار لأعظم صبر بالتاريخ لأن فينا قوة لو فعلت لغيرت وجة التاريخ …
خليف التل