بما أنَّ كلّ مقاومة في الارض السّوريّة هي مقاومة قوميّة ، وبما أنّ القضيّة الفلسطنيّة هي قضيّة سوريّة قومية في الصميم ، لابدّ لنا أن نوضح كلّ مايخصُّ القضيّة الفلسطنيّة في الوقت الذي يستوجب تصوير الحقائق بمنتهى المصداقيّة للرأي العام تزامناً مع نسفِ كلّ البدع اليهوديّة المروِجّة لخدمة الاحتلال .
هنا سوفَ نبدأ بالكلام عن الشعب السامي والأصول الساميّة وهي مواضيع أخذت مساحة من الجدل الواسع مؤخراً وبعيداً عن من يؤيد أو من يشكك بتلكَّ الابحاث. حملت الحقبة الأخيرة تساؤلات عن حقيقة وجود الشعب السّامي ومحاولة اليهود مراراً وتكراراً احتكار الأصول السّامية وترويج تاريخ مليء بالتراث المغلوط.
الأصول السامية، هي مجموعة من الحضارات المتنوعة، اللغات، والأديان. ومع ذلك، يجب عدم ربط العنصرية اليهودية بالسيطرة على الأصول السامية. فتاريخ فلسطين شهد العديد من الهجرات المتبادلة بين الأمم، داخل فلسطين وخارجها. ومع ذلك، فإن وجود أصول سامية ان وجد، لا يعطي أي شخص حقًا في ارتكاب جرائم قتل وتهجير واستيلاء على الممتلكات الأخرى. يجب أن تكون الأصول الإنسانية أولوية قبل أي انتماء آخر.
اين الانسانية في قتل الأطفال والنساء والشيوخ؟؟؟ اين الانسانية في سفك دماء الأبرياء؟؟؟؟
فالارهاب والتعصب الطائفي عدو للإنسانية والعالم
كما يُعتبر الإرهاب والتعصب الطائفي مُعدَّلَين خطيرَين يُهدِّدان الإنسانية والأرض. فمن خلالهما، تُهدَّد حياة الأبرياء وتسفك دماؤهم. وبالتالي، يُمكِن التركيز على نفس النقطة بأن التعصُّب اليهودي والإرهاب يُعتبران في نفس الخانة؛ إذ يكون التعصُّب الديني مصدرًا للإرهاب. علينا فضح المفاهيم المُشوَّهَة والتضليليَّة من جانب الجهات اليهودية التي تُروَّج لفكرة حرب مع حماس مثلاً؛ حيث تُعد هذه الفكرة عملاً هادِفًا لتشويه الحقيقة، ألا وهي حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه.
وفيما يتعلق بمجريات الأحداث في غزة، فإن التعتيم الكامل على تلك الأحداث يُثبِّت وحشية الاحتلال ونفاق المتعاونين. فالحقائق والأدلة العديدة تشير إلى أن المحاكمات المُجرَاة لا تجلب العدالة للشعب الفلسطيني، وتصبح محاكمات اضحوكة فيها يُبادِ الشعب الفلسطيني، بينما لا يتأتَّى العزيز على القيامة ولا تُرجع آلعازر من موته.
في الواقع نحن في امس حاجة إلى حلول مُستدامة وليست مسكنات تُخرس الآلم مؤقتاً ولا تنجب..
ولا توقف الحرب والعنف والقصف العسكري .
الحقيقة هي أن الأفعال التي لا توقف قوة الاحتلال، تُعدّ مجرَّد مسكَّنات مؤقتة لإسكات الألم، ولكنها لا تمتلك القدرة على إيجاد حلول حقيقية.
ان قدرتُنا على مواجهة الاحتلال تعتمد على تلاحمنا، فالقوة لن تأتي لنا ونحن في “أشلاء الأمم”.
يجب أن نصبح أمةً مُترابِطة لنستطيع مواجهة الاحتلال. قوة اليهود جاءت بسبب ربطهم بوهمٍ ابتدعوه، بيد أن حقيقتنا تأتي بهزيمة هذا الوهم وعدم عودته مرة أخرى. نحن بحاجةٍ إلى أن نُظهر حقيقتنا للعالم، وبذلك ستنحسر قوة هؤلاء الذين ربطوا أنفسهم بوهمٍ زائف وخزعبلات لا تمس للحقيقة بصلة.
فالشعب السامي كما طُرِحَ في الأبحاث التاريخيّة يعود أصل تسميتهُ الى سام ابن نوح، والذي أسس أوّل مدينة سامية في بلاد الشام، و ينحدرُ من النسل السامي: السريان، العرب، الفرس وغيرهم من الشعوب السّاكنة في شبه الجزيرة(سكان شبه الجزيرة فرع من فروع الأصول السّامية ) وفي بلاد النهرين وسّكان الكيان الشامي واللبناني وفلسطين ، حيثُ شكلت اللغات والحضارات بيئة جامعة لمزيجٍ يناسب مجتمعاً واحد يضمّ مافيه من أديان وحضارات ولغات.
لذلكَ، الأصول السّامية لا علاقة لها بالدين أو باللغة بل هي مزيج من تلكَ الأرض الواحدة والتي قٌسّمت على مدارِ العصور لكنها تبقى أرضٌ فيها روحٌ واحدة وشعبها ذو اصولٍ واحدة، أمّا الأبحاث التي تكلّمَ ويتكلم عنها الكثيرون مؤخراً، منها من يثبت أنّ أغلب اليهود الساكنين في فلسطين ليسوا من اصلٍ ساميّ !! نجيبهم بأنّ الكثير من العرب والكثير منَ المسلمين و غير المسلمين داخل فلسطين ليسَ لديهم أصول ساميّة أيضا لأنّ الساميّة ليست دين لتكونَ حكراً لليهود أوأيّ دين آخر، وليست لغّة لتكون حكراً على من يتكلم العبريّة أو العربية أو غيرها منَ اللغات.
السّاميّة ثبتُ اكثر واكثر أنّ الأصل السّامي هوّ الأصل السوري القومي لأنّ الشعوب السامية هي من شكلت المجتمع السوري بكلّ حضارته وأديانه ولغاته.
وفلسطين( كنعان تاريخياً) كيانُ يشبهُ باقي الكيانات السوريّة هي أرضٌ من حقّ الشعب الساكن فيها قبلَ (اختراع وعد بلفور) وشعبها هوّ الشعب السوري القومي من أبناء فلسطين مهما تعددت لغاتهم وأديانهم ، أمّا بدعة أعداء الساميّة والتي نشأت بهدف تزوير المزيد من الحقائق لخدمة الأطماع الاستعماريّة داخلَ الأرض السوريّة، تلكَ البدعة احتجزت كلّ من هم ضدّ الاطماع الاستعماريّة في دائرة أعداء الساميّة وذلكَ ليستطيع رجال الاستعمار من يهود وغيرهم تحريض المجتمعات الدوليّة ضدّ القضية الفلسطنيّة وضدّ من يدعم حق الشعب الفلسطيني بالبقاء في أرضه، أمّا عن الشعوب الكنعانيّة وأرض كنعان مهما تعددت الروايات الّا أن الحقائق ثابتة فأرض كنعان سُميت بهذا الاسم تيمناً باسم ( كنعان بن سام ابن نوح) لكنّ التسميّة حورها اليهود حسبَ مصالحهم كالعادة لذلكَ قامَ اليهود واتباعهم بنسج أكذوبة أنّ كنعان هوَ ابن حام !! وأنّ هجرة الكنعانيين كانت هجرة مؤقتة ولا يحقًّ لهم البقاء في تلكَ الارض لانها أرض السّاميّن حسبَ تعبيرهم ثمّ أطلقوا لقب الكنعانين كنوعٍ منَ الاستهتار على كلّ من عارضَ افكارهم التوسعيّة ولكنّ كيفَ يمكنُ تشويه التاريخ والحقائق المثبتة ومنها أنّ الشعب الكنعاني يتكلم اللغة السّاميّة منذُ الاف السنين وقبلَ الهجرة التي حصلت من شبه الجزيرة( الهجرة المزعومة والتي لا تمّد لتاريخ أو الجغرافيا بالصلة لان شبه الجزيرة صحراء منذً اكثر من 7000 سنة قبل الميلاد) وغيرها داخلَ أرضِ سورية، وإن كانت الاصول السّاميّة حقيقة يلجأ إليها اليهود فإنَّ الاصول السّاميّة هي لشعب سورية الطبيعيّة بكلّ طوائفه وحضارته و لغاته وهذا ليسَ اقوال بل تُثبته الابحاث والتحاليل الدامغّة، تلكَ الدراسات التي يجب على الشعب السّوري اظهارها و نشرها لنثبت للجميع أنّ أعداء السّاميّة ما هم الّا اليهود واتباعهم، اما محاولة تعريب القضّية الفلسطينيّة وجزها داخل أُطر الدين فهي أيضاً محاولة لإبعاد الحقائق عن المجتمع العالمي وجز حقّ الشعب بأرضه ضمن زاويّة الارهاب، كلّ تلكّ المحاولات لن تلغي تاريخ أرض كنعان وحقيقة فلسطين و بالتالي الحقائق اللامعة بوجود سورية منذُ ألافِ العصور والاصول السّاميّة ( إن وجدت هي حق الشعب السوري في سورية، وفلسطين من حق الشعب السّوري الفلسطيني ، دراسات الجينات وأبحاث الاثار تُثبتُ أنَ الحضارة الكنعانيّة مؤرخّة باللغة السّاميّة كما تثبتُ دراسات التاريخ أنّ اليهود جزء منَ الشعب الكنعاني تماماً كما العرب جزء من الشعب الكنعاني والذي تمّدُ اصوله الى الاصول السّاميّة وبمعنىً أوضح الدراسات الجينيّة تؤكدُّ أنّ ايّ من كانَ من اليهود أوغير اليهود يحمل الاصول السّاميّة هوَ من أرض سوريّة الطبعيّة حتماً، وبهذا تصبحُ حجّة اليهود بالاصولِ السّاميّة هي اثباتٌ منهم نفسهم أنّ الأرض السوريّة ملك لشعب السوري ( لأنّ الشعب السوري يحملُ في جيناته الأصول الواحدة وهي الاصول السّاميّة إن صحَّ التعبير ) بعيدأ عن الاديان واللغات.
إذاً المقاومة هيّ مقاومة سوريّة قوميّة في الصميم والسّاميّة(إن صحّت التسميّة) هي سوريّة قوميّة في الصميم وحقّ الشعب الفلسطيني بالدفاع عن ارضه و العودة الى أرضه هوّ حقّ سوري قومي في الصميم. لذلكَ، مهما كانت التسميات للشعب الواحد داخل سوريّة ( الشعب السّامي أو الكنعاني أو مهما كانت التسميّة) تبقى وحدة المصير جامعّة بينَ كيانات سورية وعلى أبناء سوريّة الوقوف بوجه البدع اليهوديّة وتكذيبها بالحقائق والمراجع، إنّ إظهار أكاذيب اليهود أمام العالم يتلازم بقيمته مع توثيق وحشية الاحتلال في فلسطين، نحنُ الآن أمام قضيّة سوريّة قوميّة لن يتحقق النصرُ فيها الا من خلال جمع القوى الأدبيّة والثقافية والاعلاميّة للوقف بوجه الخرافات والبدع اليهوديّة ونسف أُسسها أمام الرأي العام العالمي لأنّ مصير الشعوب بين يدي الشعوب وليسَ ألعوبة مصير يتبادلها أشباه رجالٍ جلسوا على مقاعد القادة ويتبادلوا مصالحهم الشخصيّة ،ولأنّ سورية تحيا بأبنائها لن يرضى أبناء العز إلا بالنصر، والنصر يبدأ بانتصار الفكر …. يتبع