استوحش العرزال

استوحش العرزال

“استوحش العرزال” من أكثر قصائد الأمين عجاج سوداوية وحزنًا. الشوق يقطر من كلماتها، والبحّة والغصّة. ولكن الوفاء والحزم هما الحامي. أما الموج الهائج، فكله أعين ترقب ميناء العودة. “استوحش العرزال” هي القصيدة التي استقبل بها الشاعر أول آذار من سنة 1943، أي بعد خمس سنوات على وجود الزعيم في المنفى.
استوحش العرزال
مهما القَدَر خلاّك عنا بعيد
مهما صروف الدهر عادتنا
عالعمر فرحة مَوْلْدك مِنْعِيد
ما بتبدل الأيام عادتنا
وبُعدَك، يا رمز العيد خلّى العيد
نغمات مبحوحه بكمنجتنا
*
يا مفيّق الحضّار والغيّاب
وركن العماره وصخرة المطلع
البدر عغيابك هجرنا وغاب
واستحى من غيمتو يطلع
واشتاق ليك الرَبع شوق الغاب
والأرز والصفصاف والمشرع
*
مشتاق ليك مطل هاك الدير
زهرو عطش، واستوحش العرزال
وانفلش حلم الوحي بالخير
مع كل نسمه للحقيقه خيال
وصنين عانغمة حنين الطير
سهران يرعى موكب الاجيال
*
الوردات بين الشوك والنادي
حلم الأمل والزهر والعنقود
زقزوقة العصفور بالوادي
غصّات نغمات الوتر عالعود
وكل شي بهالحي بينادي
طوّل غيابك يا مهاجر عود
*
يا شعلة الأرواح بربوعك
هجرك بجمر الشوق كاوينا
لما العواصف شدّت قلوعك
ظل الوفا والحزم يحمينا
والموج هايج يرقب رجوعك
والدني عينين عالمينا