اسرائيل تغتال القادة، والمقاومة تقصف وتدمر مقرات السيطرة والقيادة

بعد فشل جيشه البري وانكسار قوته وتبدد الوية النخبة وشطب ٤ من ٥ فرق مؤللة ومدرعة تعتبر درة السلاح وقوة الجيش الاسرائيلي في شوارع وازقة غزة، وسقوط الاف القتلى والجرحى من الجنود والضباط وعجزه عن تحقيق اي مكسب او اي هدف لحربه المجنونة والانتحارية في غزة، يلوذ نتنياهو بالحرب السرية بما هي حرب منخفضة الوتيرة وتقوم على الاغتيالات الفردية واعمال لتفخيخ والتفجير بقصد الارباك والتأثير على المعنويات لدى المقاومة، ورفع معنويات جيشه وشعبه وقادته المنهارة
المقاومة تحسبت لهذا النوع من الاعمال وتجيد القتال في هذا الفرع للحرب ويدها طويلة وقادرة كما كشفت عنها المواجهات السابقة وجولاتها.
الا انها في الحرب الجارية طورت من ادواتها ورفعت منسوب قوتها ونوعت سلاحها وتكشف عن الأصناف الجديدة والمديات المختلفة والقوة التدميرية لأجيال سلاحها، وكما هي تبادر وتطور وتفاجئ فقد اختارت بذكاء حاد ان ترد على اغتيال القادة بتدمير مقرات السيطرة والتحكم والقيادة. فضربت قاعدة ميرون الاولى والاهم لقيادة الحرب الجو فضاىية والحرب الالكترونية والتجسس والتشويش، واوقعت فيها خسائر ودمرت معدات ليس من السهل تعويضها. ثم طورت الرد ومدى السلاح وضربت قاعدة القيادة والسيطرة البرية في صفد وحققت خسائر واصابات دقيقة.
الفارق بين استهداف القادة واستهداف مقرات السيطرة والقيادة هائل يدلل الى من بيده المبادرة ومن يخوضها كحرب ويعزز سيطرته فيها. ويؤشر الى الفارق الجوهري بين قدرات وامكانات المقاومة وما بات عليه العدو الاسرائيلي. فنتنياهو يخفض مستوى الحرب بالعودة للحرب السرية منخفضة الشدة بينما المقاومة ترد وترفع من وتيرة الحرب الصدامية وتؤهل الجيش الاسرائيلي لضربات اكبر واخطر.
استهداف القادة اعتادت عليه المقاومات وامنت سلاسل قيادة وسيطرة للتعويض عنهم ونجحت بل ابدعت فالقادة الجدد لا يقلون خبرة واهمية ووعي ومعرفة وقدرات عن الذين استشهدوا والوقائع تشهد على قدرة تشكيلات المقاومة على تعويض القادة فقد اغتالت إسرائيل امين عام حزب الله الشهيد عباس الموسوي فخلفه السيد حسن نصرالله واغتالت قائد الانتصارين عماد مغنية فجاء من يسد النقص ويزيد وتزداد قوة المقاومة ورجالها واغتالت الشيخ احمد ياسين والرنتيسي وصيام والعياش، واخرين في حماس وكتائب القسام وها هي الكتائب تحقق انجازات وتنفذ عمليات عجائبية وإعجازية وهكذا تجري الامور.
اما على الضفة الاسرائيلي فإطفاء عيون وصم اذان الجيش الاسرائيلي في الشمال لم يستطع التعويض عنه، وتدمير مقرات القيادة والسيطرة ترعبه وتفقده القدرة على التحكم والادارة وتعطي المقاومة ميزات جمه.
والحبل على الجرار اما استهداف مقرات القيادة وفتح سقوف الرد على اغتيال القادة يجري بطريقة منظمة وبهندسة تدمير عناصر قوة ومفاتيح الجيش الاسرائيلي تمهيدا لإلحاق هزيمة تامه به وشل قدراته في سياق الحرب الجارية بصفتها حرب تحرير فلسطين كلها عبر مسار حرب الاستنزاف، واستهداف مقرات وقواعد الادارة والقيادة فعل هجومي يجاوز الرد ويؤهل مسرح العمليات والحرب لتصبح مهمة الرضوان وشقيقاتها ايسر عندما يؤخذ قرار العبور الى فلسطين وقد لا يكون الموعد بعيدا.

بيروت؛١٠/١/٢٠٢٤
ميخائيل عوض