يزداد الضغط على شعبنا في فلسطين عسكريًّا وبشتى الأنواع الهمجية من الحصار الشديد وقصف المدنيين وقصف البنى الخدماتية من ماء وكهرباء وقطاعات صحية وقصف للمدارس ولتجمعات النازحين وكل سبب من أسباب الحياة، لا بل جعل العدو من سماء فلسطين الطاهرة تمطر حممًا نارية متفجرة على كل مدينة وحي وبيت وكل ميليمتر من الأرض، والهدف إعدام الحياة في غزة. فهذه الهمجية التي تمارس في حق أشعبنا الفلسطيني ليس هدفها الفوز الواهم على المقاومة بمعركة عسكرية بل هدفها سحق وإبادة شعبنا في فلسطين.
هذا هو هدف العدو اليهودي فالعاقل وغير العاقل على بيّنة ودراية بالأهداف اليهودية في فلسطين.
والمستغرب والمستنكر أنّ بعض أنظمة الدول العربيّة المستسلمة والمطبّعة، ورغم ما شاهدته في فلسطين، ما زالت تنفّذ الإرادات ألأجنبيّة في بلادنا وتقدّم نفسها وسيط لحقن الدم الفلسطيني وتتظاهر بالدعم لفلسطين وهي تعلم أنّ الحرب على فلسطين ليست حرب الكيان اليهودي فقط، بل هي حرب أميركا وحلفها الأطلسي مجتمعًا، وتعلم هذه الأنظمة أنّه ليس هكذا يكون الدعم -ونحن لا نطالبها بخوض الحرب الى جانب المقاومة- بل بقطع العلاقات الاقتصادية والنفطية والغازية وحتى السياسية مع أميركا والحلف الأطلسي، وقطع اي صلة بهما حتى تستقيم العدالة وتعترف بالحقوق القومية. وحجب الدماء في فلسطين لا يكون بتجريد المقاومة من سلاحها ولا بدق إسفين بينها وبين شعبها أو بمحاولة عزلها عن شعبها، ولا باقتراحات آنية ومؤقتة لوقف إطلاق النار، ولا بحركة تفك عزلة العدو التي حصلت شعبيًا في العالم، ولا بمساعدته للخروج من أزمته العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولا بجعل الأسرى اليهود والذين كلهم جنود تحت مسمى رهائن مظلومة. على الأنظمة الوسيطة أن ترتفع إلى مقام عزة المقاومة وإلى علو درجة شهداء شعبنا في فلسطين، فالإرادة القومية والمتمثلة بالإرادة الشعبية والمتجلية في المقاومة ونهج الكفاح المسلح لاستعادة الحقوق القومية لا تقبل راهنًا بأقل من فك الحصار عن أهلنا في فلسطين، ووقف إطلاق نار نهائي ودائم، والإفراج عن كل الرهائن الفلسطينية في السجون اليهودية، ووقف هدم البيوت وبناء المستعمرات في الضفة.
أما ما يحكى عن شكل السلطة في غزة والضفة وما هو دور المقاومة فيه فهذا الشأن لا يقرره العدو ولا يقرره الوسيط ولا تقرره الإرادات الأجنبية جمعاء، بل تقرره المقاومة وإرادة شعبنا الحرة المنتصرة في هذه الحرب. وندعو كل القِوَى الحية في الداخل الفلسطيني رص الصفوف والالتفاف حول المقاومة ونهج الكفاح المسلح والتبرئة من الاتفاقيات الذليلة المبرمة مع العدو وقطع الطريق على الفتنة وعلى طريق المساومات المذلة لا سيما أننا في هذه المعركة. لقد انتصرنا ولا بد من أن تكون الدماء ثمنًا للانتصار والتحرير وها هي دماء الشهداء خطت الطريق لحياة جديدة في جنوبنا السوري فلسطين وكلّ أمّتنا.