على ابواب المرحلة الثالثة من حرب تشرين الثانية

على ابواب المرحلة الثالثة من حرب تشرين الثانية

شهدت الايام الماضية تصعيدا كبيرا في عمليات جيش الاحتلال على اهلنا في غزه وارتفعت اعداد الشهداء والجرحى بشكل كبير كذلك هدم البيوت ولعل اسباب ذلك التصعيد يمكن ايجازها على النحو التالي:
اولا:- ان بنك الاهداف (الاسرائيلي) قد استنفذت ارصدته، و وصل الى درجه الافلاس بعد ضرب ما بين 25 الى 30 الف موقع في غزه دون ان يحقق شيئا من اهدافه التي اعلن عنها ودون حتى ان يقترب من تحقيقها، لا بل ودون ان تبدو على الشعب الفلسطيني او المقاومة في غزه اي من مظاهر الضعف والوهن.
ثانيا:- يهدف التصعيد للضغط على المقاومة بهدف اجبارها على العودة للتفاوض من جديد و خاصة بما يتعلق بالأسرى الذين تحتجزهم المقاومة و الذين يتسبب ذويهم بصداع كبير للحكومة (الاسرائيلية)، و ذلك بعد فشل الجولة الماضية من التفاوض في القاهرة ثم استنكاف المقاومة عن العودة للاستماع الى ذات الشروط، ومن الجدير ملاحظته انها المرة الاولى التي يغادر بها وفد المقاومة القاهرة دون الاعلان عن اتفاق او عن بيان مجامله يحمل وعدا باتفاق او بدراسة مقترحات وتقديم اجوبه عليها في وقت لاحق، وهذا يدل على ان المقاومة التي لا ترى نفسها في موقع الضعيف لا بل في موقع القوي وبالتالي فهي لن تقبل بشروط الاحتلال و انما هي من في موقع الاشتراط، وهذا ما دعا الوسيط المصري الى تبديل النقطة التي كانت لا ترى دورا لحركه حماس في اداره شؤون القطاع في اليوم الثاني لانتهاء الحرب، الى القول بالقبول بمشاركه حركه حماس باعتبارها ذات دور مشارك ورئيسي، و هكذا اضطرت مصر لذلك امام صلابه موقف المقاومة، وجاءت الاتصالات الامريكية مع الحكومة القطرية و التي بدت و كأنها استبدال للدور المصري بالدور القطري، تدرك مصر ان إخراجها من الوساطة يعني خسارتها للورقة الفلسطينية، ورقه غزه والحرب وهي الورقة التي تعطيها دورا وحضورا.
ثالثا:- ان المرحلة الثانية للحرب تقارب على الانتهاء والاستعداد للدخول في المرحلة الثالثة دون ان تحقق اسرائيل نصرا هذا الامر ذهب بها للعمل بشكل ثأري انتقامي لاجئه لسياسه القتل والدمار علها تستطيع الادعاء بانها حققت نصرا شكليا او تكتيكيا وذلك قبل الدخول في المرحلة الثالثة.
المرحلة الثالثة من الحرب ستخوضها (اسرائيل) على ثلاثة جبهات في وقت واحد
جبهة غزه حيث ستسحب (اسرائيل) من ميدان المعركة جنودها و من ثم تأخذ الحرب شكل القصف المكثف من بعيد بالطيران والصواريخ والمدفعية الثقيلة كما في البوارج الرابضة في البحر، وتقضي على ما تبقى من مقومات الحياه في غزه وان استطاعت القيام بعمليات اغتيال للقادة.
جبهه القدس حيث ستعمل اسرائيل على تقسيم المسجد الاقصى مكانيا وزمانيا لا من خلال قرارات حكومية فقط، وانما من خلال قوانين وتشريعات برلمانيه، ويترافق ذلك مع هجوم المستوطنين و الجمعيات التلمودية على احياء سلوان والشيخ جراح والقدس القديمة.
جبهه الضفة الغربية والتي بدأت ملامحها يوم الخميس الماضي حين اجتاحت القوات (الإسرائيلية) كامل مدن الضفة الغربية وفي وقت واحد، موجهه ضرباتها لا للمقاومة فحسب، وانما للبنيه الاجتماعية والاقتصادية و المعيشية، فحطمت الشوارع وقطعت الكهرباء وهاجمت محلات الصيرفة وصادرت منها اموالها كما فعلت في بعض البنوك، تريد حكومة نتنياهو تحقيق انجاز تتوهم انه قد يعوضها عن خسارتها في غزه وذلك بضم مناطق (سي) حسب تقسيمات اتفاق اوسلو والتي تبلغ مساحتها 60% من الضفة الغربية، اما ما تبقى من مناطق وهي (أي) و(بي) فستحرض المستوطنين المدججين بالسلاح والكراهية والعدوانية على ممارسه توحشهم وتوسيع مستوطناتهم واحتلال اراض جديده لإقامه مستوطنات عليها، الامر الذي يجعل من حياة الناس صعبة آملة بتهجيرهم الى الاردن.
ما قد يعترض الخطة (الإسرائيلية) في الضفة الغربية هو الخلاف الجزئي بين حكومة نتنياهو ورؤيا الرئيس الامريكي بايدن، نتنياهو لا يريد وجود سلطه فلسطينية مركزيه حتى ولو كانت تنسق معه امنيا وتعمل على ضبط نشاطات المقاومة، مفترضا انها اصبحت غير ضرورية وانه يستطيع القيام بالعمل ذاته وبنفسه، فيما يرى الرئيس الامريكي ان تقويض السلطة الفلسطينية في رام الله سوف يخلق فراغا لا يستطيع احد ان يملاه سوى المقاومة، الامر الذي مثل خطرا اكبر.
الحرب لا زالت طويله والمرحلة الثالثة ستليها مرحله رابعه قد تؤدي الى تحولها الى حرب اقليميه.

جنين- فلسطين المحتلة