(آراء الكتّاب تعبر عن مواقفهم، وليس بالضرورة عن موقف صباح الخير-البناء)
قرأت مؤخرا في إحدى الصحف اللبنانية مقال للدكتورة صفية سعاده في تناولت فيه أسباب فشل الحزب السوري القومي الاجتماعي وتعرضت فيه إلى ضرورة تطوير وتجديد فكر أنطون سعاده، وكأن حزب أنطون سعاده فشل في تحقيق أهدافه بسبب عدم مواكبته للعصر وبسبب عدم قيامه بعمليات تطوير للفكر القومي الاجتماعي، أو كأن الفكر القومي الاجتماعي تخطاه العصر وهو بحاجة إلى عمليات تجديد وتطوير وتحديث وتغيير.
الفكرة الأساسية الواردة في مقالة الدكتورة صفية سعاده هي التالية: “اعتقدت القيادة الحزبية أنها حين ترفض الحرية الفكرية، وترفض تطوير فكر سعادة، وترفض نقده، إنما هي تحافظ عليه. والحقيقة هي أنها تقتله. فكل فكر لا يتطور يتحجر ويموت، وكل حزب لا يتقدم يعود القهقرى ويختفي. على مدى عقود طويلة ومنذ اغتيال سعادة، قامت عملية تدجين لأعضاء الحزب، وتم تلقينهم بعدم مناقشة الأفكار، تماما كالإرساليات الدينية التي كانت تطالب بحفظ النص ومنع التساؤل حوله. أصبح القوميون الاجتماعيون كزعمائهم، يضطهدون من يجرؤ على مناقشة أي بند من بنود مبادئ سعادة، ولم يلاحظوا أو يأبهوا إلى أن سعادة نفسه طور مفاهيمه وغيرها حسب تقدم العلم والمعرفة، وكذلك تماشيا مع تطور الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية.”
أولا في ما يتعلق بأسباب عدم نجاح الحزب السوري القومي الاجتماعي في تحقيق قضيته ومبادئه وأهدافه:
لأنه حزب أسسه أنطون سعاده ليحمل قضية خطيرة وعظيمة ومشروعا كبيرا ضخما.
هي قضية نهضة الأمة السورية الحضارية التاريخية، وهو مشروع إقامة دولة قومية مدنية علمانية ديمقراطية عصرية حديثة في الهلال السوري الخصيب، وهذه القضية وهذا المشروع يشكلان خطرا مباشرا على جميع المتآمرين على هذه الأمة السورية بدءا من اليهود والمتحالفين معهم، وصولا إلى الفرس والأتراك والوهابيين الذين سيخسرون الكثير على الصعيد السياسي والاستراتيجي، وعلى صعيد النفوذ والهيبة في هذه المنطقة من العالم، كما سيفقدون الكثير من الموارد والأراضي، وهو أمر سيقود إليه حتما وجود أمة سورية عظيمة موحدة في دولة قوية علمانية مدنية حديثة عصرية في الهلال السوري الخصيب على جوارهم، تدافع عن مصالح الأمة السورية في وطنها وأرضها وثرواتها ومواردها الطبيعية، وتتنازع معهم ومع باقي المتربصين بها، من موقع الندية والقوة والتحدي، وتفرض حقها في الأرض وفي موارد الحياة.
من هنا حروبهم ومؤامراتهم المتتالية عليها وتحالفاتهم الدائمة لمنع نهوضها وتوحدها.
ولأنه حزب يشكل بعقيدته القومية الاجتماعية الوطنية العلمانية التوحيدية الجامعة خطرا على جماعات الحزبيات الدينية والطائفيين والوصوليين والإقطاعيين والمرتبطين بمخططات أجنبية عدوة.
ولأنه منذ تأسيسه عام 1932 حتى اليوم، وأكبر مثال على ذلك مؤامرة إعدام أنطون سعاده، لم يتمكن هذا الحزب من بناء نفسه بقوة كافية ومن تكوين جسم حزبي كبير قوي منيع معقدن ومنظم ومحصن ومنتشر على نطاق واسع وعريض على ساحة الوطن السوري وفي المغترب، في كل الميادين السياسية والأمنية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية الثقافية، بشكل يمكنه من أن يقود هذا المشروع القومي النهضوي، وأن ينتصر لهذه القضية، ويحضره ليكون جاهزا لكي يواجه المؤامرات التي سيتعرض لها بسبب مشروعه الكبير على مستوى الهلال السوري الخصيب.
إنه حزب مشروعه خطير ورأسه مطلوب ونهوضه ممنوع وفكره محارب من قبل كل الجهات العدوة الخارجية والمحلية التي غالبا ما تضربه من داخله عبر أدوات داخلية مدسوسة أو ضعيفة مطلوب منها أن تنحرف به عن عقيدته الأصلية وعن غايته.
هذا يفسر ويوضح أسباب محاولاتهم المتتالية لضرب الحزب من داخله وشل قواه وحرفه عن عقيدته وقضيته وغايته وزرع عملاء مدسوسين مأجورين في داخله وتغطية ودعم محاولات الوصول إلى السلطة فيه لعدد من صغيري النفوس ومحبي السلطة والوجاهة والمال من ذوي المآرب الشخصية الخصوصية والأهداف الفردية النفعية القريبة.
إن كل من يقرأ أنطون سعاده وخطاباته ومقالاته يستطيع أن يميز بوضوح بين السقف العالي الذي رفعه أنطون سعاده لأهداف الصراع السوري القومي الاجتماعي وبين حالات الهبوط والتراجع عن ذلك السقف من قبل من خلفوه وتولوا بعده قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي بعد استشهاده، ويستطيع كذلك أن يلاحظ الفرق الشاسع بين النبرة العالية والوتيرة العالية في أهداف الصراع السوري القومي الاجتماعي عند أنطون سعاده وبين التراجع والهبوط عن الأهداف الصراعية العالية عند من خلفوه وتولوا بعد استشهاده قيادة الحزب، ويستطيع أن يلاحظ الافتراق الكبير بين النظرة الشمولية العميقة والواعية لحقيقة الصراع السوري القومي الاجتماعي عند أنطون سعاده وبين النظرة الجزئية والضيقة التي من خلالها تعاطى مع ذلك الصراع من خلفوه وتولوا القيادة من بعده.
ثانيا فيما يتعلق بتحديث فكر الحزب وتطوير مفاهيمه القومية الاجتماعية وتجديده ونقده ومناقشة مبادئه:
ما الذين تريدين تجديده وتطويره وتغييره وتحديثه بالضبط يا دكتورة صفية سعاده؟
أي مبدأ من مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي تريدين أن تطوري وتبدلي وتغيري وتعدلي؟
مبدأ سورية للسوريين والسوريون أمة تامة؟ أو مبدأ أن القضية السورية هي قضية قومية قائمة بنفسها مستقلة كل الاستقلال عن أية قضية أخرى؟ أو مبدأ أن القضية السورية هي قضية الأمة السورية والوطن السوري؟ أو مبدأ أن الأمة السورية هي وحدة الشعب السوري المتولدة من تاريخ طويل يرجع إلى ما قبل الزمن التاريخي الجلي؟ أو مبدأ أن الوطن السوري هو البيئة الطبيعية التي نشأت فيها الأمة السورية وهو من جبال طوروس إلى سيناء ومن جبال زغروس والبختياري إلى الأحواز؟ أو مبدأ أن الأمة السورية مجتمع واحد؟ أو مبدأ أن النهضة السورية القومية الاجتماعية تستمد روحها من مواهب الأمة السورية وتاريخها الثقافي السياسي القومي؟ أو مبدأ أن مصلحة سورية فوق كل مصلحة؟
أي مبدأ من هذه المبادئ الأساسية تريدين أن تطوري وتعدلي وتبدلي وتغيري؟
أو أنك تريدين المس بالمباديء الإصلاحية التي تقول بفصل الدين عن الدولة، ومنع رجال الدين من التدخل في شؤون السياسة والقضاء القوميين، وإزالة الحواجز بين مختلف الطوائف والمذاهب، وإلغاء الإقطاع وتنظيم الاقتصاد القومي على أساس الإنتاج وصيانة مصلحة الأمة والدولة، وإعداد جيش قوي يكون ذا قيمة فعلية في تقرير مصير الأمة والوطن؟
أو أنك تريدين تغيير غاية الحزب السوري القومي الاجتماعي التي هي إيجاد نهضة تكفل تحقيق مبادئه وتؤدي إلى الاستقلال، والاستمرار في خدمة الأمة، والسعي لإنشاء جبهة عربية؟
هل تعلمين يا دكتورة صفية سعاده أن معظم المفكرين والمثقفين من دارسي الفكر القومي الاجتماعي والمطلعين على كتابات أنطون سعاده وقارئي مؤلفاته مثل “نشوء الأمم” و”الصراع الفكري في الأدب السوري” و”الإسلام في رسالتيه المسيحية والمحمدية” و”المحاضرات العشر” يشعرون ويقولون الآن بعد أن تعرفوا على فلسفته وعقيدته أنه عندما قدم أنطون سعاده فكره السوري القومي الاجتماعي النهضوي إلى الأمة السورية والعالم العربي فكأنه كان يقدم لنا فكرا سياسيا فلسفيا فريدا متميزا عصريا حديثا راقيا متجذرا، بخطاب سياسي قومي ريادي حر مستقل، وبعقل سياسي إجتماعي ثقافي حضاري منفتح يجاري العصر، لا بل يسبقه، ليكون بالفعل فكر وعقل “نشوء الأمم” والقوميات في عصر الأمم والقوميات والدول القومية.
وهم يقولون اليوم أن فكر أنطون سعاده السياسي الحر الوطني المستقل هو بالتحديد فكر “القومية الاجتماعية” نقيض أفكار “القوميات” الدينية والمذهبية والعرقية والعنصرية واللغوية والفاشية والنازية، وأن الانسانية قد تطورت فعليا منذ القرن التاسع عشر وتوجهت في دولها وقومياتها ومصالحها وقضاياها إلى عالم القوميات الاجتماعية كما شرحه سعاده في كتاب “نشوء الأمم”.
وهم يشعرون ويلمسون أن العصر الانساني الحديث يتوجه ويتحرك ويتطور ويسير وفق قوانين الأمم ووفق مصالح القوميات والأمم ووفق قواعد نشوء الأمم على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والثقافية والحضارية.
وهم بذلك يؤكدون أن العالم اليوم يأتي إلى أنطون سعاده ويمارس فكره وثقافاته ونظرته إلى الحياة والكون والفن، بينما أنك تدعين إلى التغيير والتعديل والتبديل تحت شعار التحديث والتطوير، ربما لكي يصبح الفكر السوري القومي الاجتماعي أكثر رضوخا أمام التدخل الإيراني السياسي والأمني تحت شعار دعم المقاومة، وأكثر قبولا بالمد الإيراني الثقافي والديني تحت شعار ولاية الفقيه، وأكثر رضوخا أمام العدوانية التركية العثمانية التوسعية الاحتلالية، وأكثر مهادنة للحزبيات الدينية المتحالفة مع إيران التي تستنزف العراق وتهيمن عليه وتشله وتصادر موارده المائية وتقطع عنه موارد الأنهر، أو تلك المتحالفة مع تركيا التي تقيم السدود التي تقطع الأنهر عن الشمال السوري وتحتل شمال الشام، أو ربما لكي يصبح الفكر القومي الاجتماعي أكثر تحالفا مع المنظومة السياسية الطائفية الفاسدة في لبنان التي تتنازل لصالح إسرائيل عن الأرض والمياه والغاز والنفط، أو ربما لكي يصبح الفكر القومي الاجتماعي أكثر تقبلا لأوهام العولمة وسمومها التي يبثها النظام الأميركي الرأسمالي الليبرالي وقيمه الغربية المادية المتحللة وأفكاره المثلية الغريبة والشاذة.
بعد حوالي تسعين عاما من إطلاق أنطون سعاده الفكر السوري القومي الاجتماعي، ما زالت المهمة الأساسية التي تواجهنا هي نفسها ولم تتغير بعد، لأن أحوالنا هي نفسها ولم تتغير، بل هي إلى مزيد من التقهقر والتراجعات والانحلال والانكسارات والتخلف والهزائم، ونحن بحاجة إلى أنطون سعاده وفكره اليوم أكثر من أي وقت مضى.
إن معظم المفكرين والمثقفين والدارسين، غير المعقدين وغير المنحازين وغير المريضين والمشوهين، يؤكدون أن أهم مواجهة سياسية اجتماعية في مجتمعنا هي مواجهة ضياع الهوية القومية وفقدان الانتماء القومي والولاء المجتمعي والتجزئة السياسية والتمزق الاجتماعي والتردي الثقافي وتخلف أوضاع أمتنا وتأخر مرتبة مجتمعنا الاقتصادية عن اقتصاديات العالم الصناعي التكنولوجي الحديثة، وبالطبع هي أيضا هي أيضا مواجهة كافة الاحتلالات الأجنبية لأرضنا القومية في فلسطين المحتلة والأحواز والجولان وكيليكية والاسكندرون وتأهيل أمتنا ومجتمعنا لتلك المقاومة والمواجهة.
ذلك انه منذ أطلق أنطون سعاده الفكر السوري القومي الاجتماعي عام 1932 تلاشت أوهام العروبة الوهمية بأحزابها الناصرية والبعثية والاشتراكية، وفشل الفكر الماركسي الشيوعي الطبقي، وانفضح تخلف فكر الدولة الدينية ومنظومتها السلفية الظلامية، وسقطت الانعزاليات المذهبية الطائفية وشعوذاتها الفدرالية التقسيمية، وانهارت مقولات الأنظمة العروبية في الشام والعراق وشعاراتها البعثية الجماهيرية المطالبة بالوحدة والحرية والاشتراكية، وانكشف زيف المنظومة السياسية اللبنانية الطائفية التحاصصية الفاسدة و كذبها ونفاقها وإجرامها، وانفضحت دوافع الحزبيات الدينية المتحالفة مع محاور أجنبية تتلطى تحت راية قضية فلسطين خدمة لمصالحها الدينية وخدمة لمصالح الأمم التي تتبع لها وترتهن لها على حساب مصالحنا القومية. كل ذلك يعلمه ويلمسه ويقوله ويؤكد عليه كثير من المفكرين والمثقفين والكتبة والوطنيين والصحافيين بعد أن يتحسروا على إعدام أنطون سعاده وعلى حالة حزبه المتردية وتراجع دوره وتخليه عن فكره وعقيدته وقضيته وغايته.
إن الكلام عن القومية الاجتماعية بلغة العصر الحالي هو نفسه ما يردده الكثير من المفكرين السياسيين والمثقفين ورجال الدولة في جميع دول ومجتمعات العالم اليوم، بلغتهم الخاصة، وهي دولة علمانية عصرية مدنية على أرض الوطن وفي داخل المجتمع، ولا غرابة في ذلك لأن التفكير القومي الاجتماعي الذي نحمله يعني بلغة العصر الحالي قيام دولة قومية مدنية علمانية ديمقراطية عصرية حديثة في منطقة الهلال السوري الخصيب، أي منطقة سورية الطبيعية الجغرافية، وهذا التفكير الذي يجاري العصر ويتماشى معه يجب نفتخر به وأن نتباهى لا أن نخجل ونتوارى ونستحي ونطالب بالتغيير والتعديل والتحديث.
أريد أن أقول لك يا دكتورة سعاده أن فكر أنطون سعاده هو أرقى وأجدد وأحدث وأعمق وأشمل فكر سياسي في هذه الأمة لأنه فكر قومي ووطني وريادي وعلماني وعصري ومدني وديمقراطي وحديث، وهو فكر يجب أن تتطور باتجاهه جميع الافكار والمفاهيم الأخرى، وأن تتمحور حوله جميع الأهداف والأعمال والغايات.
هذا هو الفكر السوري القومي الاجتماعي الذي أنت تريدين تغييره وتعديله وتطويره وتجديده وهو بالتحديد فكر نشوء الأمم كما كتبه أنطون سعاده في كتاب “نشوء الأمم” وفي محاضراته العشر الموجودة في كتاب “المحاضرات العشر”، وما زال العالم هو نفسه من أيام انطون سعاده إلى اليوم لأن العالم كان ولا يزال وسيبقى عالم قوميات وأمم وصراع قوميات وأمم ومصالح قوميات وأمم.
على هذا الأساس الواضح نستطيع أن نؤكد وبكل ثقة ووضوح أن ليس هناك في فكر أنطون سعاده وفي عقيدته ما يستوجب التطوير أو التغيير أو التحديث. لا غاية الحزب ولا مبادئه الأساسية ولا مبادئه الإصلاحية، ولا فكرة الأمة التي تقوم على دورة الحياة العمرانية الاجتماعية الاقتصادية في البيئة الطبيعية الجغرافية الواحدة، ولا مفهوم القومية الاجتماعية الذي هو المبدأ الذي يقول أن الأمة تتألف مزيج سلالي انصهر في بوتقة اجتماعية واحدة مهما اختلفت وتباينت أصوله المذهبية والعرقية واللغوية، ولا مذهب الديمقراطية التعبيرية الذي يقول بضرورة تمكين قوى العلم والفهم والمعرفة والادراك العالي من تولي السلطة السياسية في الدولة والحزب والمجتمع، ولا الفلسفة المدرحية التي تقول بالأساس المادي الروحي للتطور الانساني، ولا النظرة الجديدة الراقية إلى الحياة والكون والفن والحق والخير والجمال والدين والموسيقى والحب.
الحقيقة أن مجتمعنا السوري وشعبنا السوري وكياناتنا السورية هي التي بحاجة إلى تطوير لتصل إلى مستوى فكر أنطون سعاده، وحالتها اليوم تجعلها بحاجة إلى فكر أنطون سعاده وعقيدته أكثر من أي وقت مضى لأن الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية هي أسوأ مما كانت عليه حين وضع سعاده مبادئ الحزب وحين أسس الحزب السوري القومي الاجتماعي، ولأن الاحتلالات الاجنبية المتعددة لبلادنا هي أشرس وأخطر مما كانت عليه وقتها، ولأن الأمراض الطائفية والمذهبية والقبلية والعشائرية والكيانية هي أفتك وأسوأ مما كنت عليه في الثلاثينات والأربعينات والخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات وصولا إلى يومنا هذا، ولأن أوضاع التجزأة السياسية والتمزق الاجتماعي والتخلف الاقتصادي والانحلال الفكري والتبعية الثقافية والفساد الخلفي والمجتمعي موجودة في قلب حياتنا ومجتمعنا أكثر وأعمق وأفتك من أي وقت مضى.
ليس لنا إلا فكر أنطون سعاده ومبادئ أنطون سعاده وعقيدة أنطون سعاده وحزب أنطون سعاده ومفاهيم أنطون سعاده، ومن هنا وإلى أن تتطور أمتنا ومجتمعنا وشعبنا وكيانتنا بالفكر السوري القومي الاجتماعي، وإلى أن تنتشر وتسود مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي ويتحقق النهوض السوري القومي الاجتماعي بفعلها وبها، فلن يكون لنا طريق آخر ولن يكون لنا حديث آخر.
إن الحزب السوري القومي الاجتماعي إذا كان بحاجة إلى شيء فهو بحاجة إلى مزيد من التجذر والتأصيل والتشبث بالمبادئ والقواعد والأسس والركائز والعقيدة والفكر، وإن لم يحدث ذلك أولا وأخيرا فسيغدو كل كلام وكل هذر عن التطوير والتغيير والتحديث مجرد ترف فكري عقيم هو أقرب إلى التخبط والتخبيص والفوضى والبلبلة والهذيان والانحراف والاضطراب والجهل.
وكل ما دون ذلك باطل.
ما قتلنا إلا كثرة التطوير والتغيير والتبديل والتعديل والتشويه والتحريف والتحوير والتهشيم والتخريب والتدمير إلى درجة أن هذا الحزب أصبح يشبه كل شيء إلا حزب أنطون سعاده.
مروان سليم.