التطبيع المقنع

“…سلمنا هو أن يُسلّم أعداؤنا بحقنا” -سعاده

في قراءة للاتفاق بين الجمهورية اللبنانية والكيان الغاصب الاسرائيلي تتراوح المقالات بين ما هو مؤيد لهذا الاتفاق – ومن ضمنه من ينسب الاتفاق الي عهد قوي او من يرى أن دور القوة العسكرية هي من ارست هذه المعادلة – وبين من يرفض هذا الاتفاق برمته ويعلن انه لا يعنيه .
جاء في نص الاتفاق ما يلي :

“بهدف عدم المساس بوضع الحدود البريّة في المستقبل، فإنّه من المتوقَّع قيام الجهتين بترسيم الحدود البحرية الواقعة على الجانب المواجِه للبرّ من أقصى نقطة شرقي خط الحدود البحرية في سياق ترسيم الحدود البريّة أو في الوقت المناسب بعد ترسيم الحدود البريّة. وإلى أن يحين الوقت الذي تُحدَّد فيه تلك المنطقة، تتّفق الجهتان على إبقاء الوضع الراهن بالقرب من الشاطئ على ما هو عليه، بما في ذلك على طول خط العوّامات البحرية الحالي وعلى النحو المحدَّد بواسطته، على الرغم من المواقف القانونية المختلفة للطرفين بشأن هذه المنطقة التي لا تزال غير محدَّدة”

بهدف عدم المساس بوضع الحدود البرية في المستقبل فإن صانع هذا الاتفاق ( الاميركي ) يعلن في هذه الجملة وتحديدا في كلمة المستقبل وجود اشكالية بين طرفي الاتفاق لم تنته فصولها ، ويكمل صانع الاتفاق ليقول : فإنه من المتوقع – وليس من المحتوم – قيام الجهتين بترسيم الحدود البحرية الواقعة على الجانب المواجه للبر ، وفي هذا طموح لصانع الاتفاق بترسيم يفصل بين طرفي الاتفاق .
في الجانب العقائدي لفكر انطون سعادة الذي يؤكد ان الاتصال المباشر بين ابناء عقيدته وبين اليهود كأعداء هو اتصال الحرب والنار ، هو اتصال الاعداء بالاعداء ، فهو يرفض حتى مقولة المفاوضات مع العدو وبالتالي فهذا يندرج ضمن من يرفض الاتفاق برمته .
اما موضوع ابقاء الوضع الراهن بالقرب من الشاطئ على ما هو عليه فهذا يعني مكسب للكيان الغاصب على حساب الدولة اللبنانية لأن موضوع التنقيب في حقل كاريش قد بدأ فعليا في المنصة التي بنيت للتنقيب فيما بقي الجانب اللبناني بوضعه القائم حاليا ( لا منصة ولا تنقيب ) بمعنى بعض الانتصارات المعنوية الكلامية التي لا تقدم ولا تؤخر .
بعض العروبيين ( عرب سفسطة الكلام ، عرب الذين يمجدون الفاسدين وينضوون تحت لوائهم، عرب الذين تناسوا رفض الرئيس الراحل حافظ الاسد لاتفاق سلام من اجل بضعة امتار في بحيرة طبريا تمثل حق سوريا في اراضيها ) الذين كتبو تخبزوا بالافراح والذي يشمت في من كتب ضد هذا الاتفاق متوهما انه لم يقرأ مضمون الاتفاق ويصفهم بأنهم بلا حول ولا قوة فإن الرد عليه هو انظر الى بلدات فلسطين التي تقاوم ويسقط بها الشهداء وهي بلا حول ولا قوة ولا فائض قوة ايضا ، انظر اليها وتعلم ان العين الضعيفة تقاوم المخرز حتى ولو قلعت ولكن الجذور ستنبت خلايا تضمد هذه العين لتعاود مقاومتها حتى بدون نعمة البصر لأن سلمنا هو تسليم اعداءنا بحقنا (الكامل غير المنقوص) كما أوضح سعادة .