“لعنة البطل” هي التسمية التي أطلقت على ما يمكن وصفه بالظاهرة في بطولة كأس العالم، حين خرج البطل من الدور الأول للبطولة في النسخة التي تلت تتويجه.
الأمر حصل مع خمسة منتخبات، أربعة منها أوروبية ومنتخب جنوب أميركي واحد.
حدث الأمر – المفاجأة للمرة الأولى مع منتخب البرازيل الذي تُوِّج في العام 1962 بلقب النسخة السابعة من البطولة بعد فوزه على المنتخب التشيكوسلوفاكي بثلاثة أهداف لهدف في الأراضي التشيلية ليتمّ إقصاؤه من الدور الأول في بطولة العام 1966 التي أقيمت في انجلترا إذ حل ّفي المركز الثالث خلف البرتغال والمجر بعد فوز وحيد على بلغاريا بهدفين نظيفين وخسارتين من صاحبي المركزين الأوّل والثاني إذ فازت المجر على حامل اللقب بثلاثة أهدف لهدف ومثلها فعلت البرتغال.
لعنة المنتخبات الأوربية بدأت مع المنتخب الفرنسي الذي رفع كأس لقبه الأوّل في البطولة على أرضه بعد فوزه على المنتخب البرازيلي بثلاثة أهداف نظيفة ليودّع نسخة العام 2002 التي أقيمت في اليابان وكوريا الجنوبية باكرًا، وبما يمكن وصفه بالفضيحة إذ فشل منتخب الديوك في الفوز بأي مباراة وتذيّل مجموعته برصيد نقطة واحدة بعد أن فاز عليه منتخب السنغال بهدف يتيم، ثم تعادل مع منتخب الأوروغواي بدون أهداف ثم خسر من الدنمارك بهدفين نظيفين.
بعد فرنسا، طارد الكابوس منتخب إيطاليا الذي توّج بنسخة العام 2006 في أرض الغريم التقليدي ألمانيا، بعد فوزه بركلات الترجيح على فرنسا (5 – 3) بعد أن انتهى الوقت الأصلي للمباراة والأشواط الإضافية بالتعادل بهدف لمثله. في النسخة التالية في جنوب افريقيا صُدم المنتخب الإيطالي بخروج مبكر من الدور الأوّل وبرصيد نقطتين فقط بعد تعادل مع الباراغواي بهدف لهدف، ومثله مع نيوزيلاندا وخسارة من سلوفاكيا بثلاثة أهداف لهدفين، ليعود الإيطاليون أدراجهم إلى روما على إثر حلولهم في المركز الأخير، ويتأهل منتخبا الباراغواي وسلوفاكيا من المجموعة.
إسبانيا، المتوّجة بنسخة عام 2010 التي أقيمت في جنوب أفريقيا بعد فوزها على هولندا بهدف الرسام إنيستا، عاشت اللعنة أيضًا في الأراضي البرازيلية في العام 2014، وودّعت البطولة هي أيضًا من الدور الأول، لعنة ساهم فيها انتقام هولندا بعد أن حرمتها إسبانيا من اللقب في النسخة السابقة.
مصارعو الثيران حلّوا في المركز الثّالث، بعد أن افتتحوا مسيرة دفاعهم عن اللقب بخسارة قاسية من هولندا بخمسة أهداف لهدف تبعتها خسارة أخرى من تشيلي بهدفين نظيفين وفوز وحيد على أستراليا بثلاثية.
وأخيرًا، ضربت “لعنة البطل” منتخب ألمانيا الفائز بلقب النسخة البرازيلية في العام 2014 بعد الفوز على الأرجنتين بهدف يتيم لماريو غوتزيه في الوقت الإضافي، حين خرج من الدور الأول عام 2018 وللمرة الأولى منذ نسخة العام 1938.
خروج ألمانيا كان صدمة، إذ لم تفز الماكينات إلّا بمبارة واحدة على حساب السويد بهدفين لهدف وقبلها كانت قد خسرت من المكسيك بهدف نظيف لتحصل المفاجأة في خسارتها المباراة الأخيرة من كوريا الجنوبية بهدفين دون رد ولينتهي مشوار الألمان في الأراضي الروسية باكرًا جدًا.
واليوم، وإن كان عشاق كرة القدم ينتظرون بطولة كأس العالم المقبلة في قطر لمعرفة من سيتوّج بلقب “النسخة العربية” فهم ينتظرون أيضًا ليكتشفوا إن كانت “لعنة البطل” قد أصبحت واقعًا، فهل ستخرج فرنسا من الدور الأوّل، وهي التي ستبدأ مشوار دفاعها عن لقبها في مجموعة تضمّ منتخبات أستراليا والدنمارك وتونس؟
على الورق تبدو مجموعة البطل سهلة، ولكن هل تكسر اللعنة كل التحليلات والتوقعات التي تشير إلى ذهاب المنتخب الفرنسي بعيدًا في بطولة كأس العالم قطر 2022؟
ريتا الصياح