الجحيم ينتظر “إسرائيل” بفعل المقاومة

“الجحيم ينتظر إسرائيل”، فقد أتت الساعة التي نرى فيها وجوه قادة العدو مهزومة ومهزوزة، يتكلمون عن هزيمتهم وإحباطهم ويتنبؤون بزوال كيانهم، يقفون حائرين كما قال أحد جنرالاتهم: “لا نعلم من نقاتل ولا نعلم من أين يخرجون لنا”.
ابتدأت المقاومة الفلسطينية عصرًا جديدًا بعد طوفان الأقصى ستغيّر فيه الجغرافيا السياسية ولن تقف عند غزة أو مساعدات إنسانية واتفاقيات هشة وهمية وقرارات وانجازات عديمة الجدوى، فالمسألة أكبر من رغبة بالبقاء والعيش، هي قضية وطن وأرض ووجود.
فقرار الدفاع عن النفس سببه الجرائم التي ترتكب ضد شعبنا في فلسطين منذ أكثر من سبعة عقود ببربرية دموية، ووحشية منقطعة النظير، وخذلان من المجتمع الدولي والعربي.
فكيف استطاعت أميركا ترويض وتطويع المجتمع الدولي لصالحها وربيبتها أو “قدمها في الشرق” لتقديم الدعم غير المشروط منها ومن أوروبا للعدو، وجعلت من التطبيع مع إسرائيل سُنة لبعض الدول العربية، فزادت الهوة بين أقوال وأفعال قيادات تلك الدول، فتتظاهر وكأنها تدافع عن غزة وبنفس الوقت تسمح لأميركا بوضع دفاعات جوية على أراضيها وتسمح بنقل السلاح من القواعد الأميركيّة المتواجدة فيها إلى الكيان الزائل، وهي في الحقيقة والواقع تدعم بذلك الكيان في عدوانه.
لا نريد من هذه الأنظمة الدفاع عن المقاومة ومساندتها، فالمقاومة قادرة على الدفاع عن نفسها وشعبها، كل ما هو مطلوب القليل من الحياء، وعدم تقديم التسهيلات للعدو واشتراكها بقتل شعبنا الفلسطيني. بالمقابل أكّد شعبنا رفضه لتلك الأعمال الدنيئة لهذه الحكومات وخرج بمئات الآلاف للشوارع يطالب بفتح الحدود ليتمكن من مقاومة العدو إلى جانب إخوته في غزة وكامل الأرض المحتلة.
والعدو على يقين أنّ شعبنا لن يكتفي بالاحتجاجات وحسب لذلك قام بسحب كل دبلوماسيّيه من أوكار الإجرام والفتن والتجسس التي تسمى “سفارات” خوفًا على حياتهم.
فهل سيقتنع العالم بأنّ إمكانيّة الوصول الى نقطة النهاية في المسألة الفلسطينية وهم وضرب من ضروب الخيال والهذيان؟
والدليل استقبال موسكو لوفد من حماس، والفيتو الروسي الصيني الذي شكل غطاء سياسيًا لمحور المقاومة وجدارًا ضد المشروع الأميركي، فهو يؤكد التحول الكبير في المواقف الدولية، وضرورة التوجه شرقًا نحو الصين وروسيا، وإدراك حقيقة أنّ أميركا لا يهمها سوى مصالحها وإسرائيل، وما الأنظمة العربية سوى أدوات رخيصة بيدها غير معنية فيها ولا بمصالحها، ولا تقيم لها أي اعتبار حتى لو ارتبطت معها باتفاقيات ستتخلى عنها متى تطلبت مصلحتها ذلك، وهذه الاتفاقيات ستمسي مصدر خطر إن لم تكن قد أصبحت فعلًا، ولخروجها من تحت وطأة هذه السيطرة عليها توسيع تفاهماتها لتشمل دولً أخرى فرضت نفسها كقوى قوية مؤثرة في المعادلة الدولية، كي لا تكون ألعوبة ووكلاء تنفذيين للمشروع الأميركي الصهيوني، فالعدو لا يخفي أهدافه في تهجير الفلسطينين وتوطينهم في دول الجوار، مصر والأردن، لتفريغ الأرض الفلسطينية وانفراد العدو بكامل العالم العربي فيصبح العدو شرطي يضرب ويحاسب من يخالف أهدافه بإقامة إسرائيل الكبرى، فإنّ القوة الوحيدة للعدو هي التخاذل العربي إن لم نقل الخيانة العربية.
ولولا محور المقاومة الذي تصدى سابقًا لحملات الإرهاب التكفيري الذي زرعه العدو بالمنطقة، بمواجهة العدو الصهيوني بشكل مباشر، لكانت تلك المطامع واقعًا وليس خططًا وأهداف.
واليوم محور المقاومة يشارك بالحرب من خلال عملياته في جنوب لبنان، والصواريخ التي تُطلق من اليمن، والقصف شبه اليومي من الأراضي العراقية على القواعد الأميركيّة في سوريا، وما زال هناك الكثير من المفاجآت في جعبة المقاومة ستقدمها للعالم في الوقت المناسب.
إنّ شعبنا الفلسطيني مقاوم بشكل خلّاق، فبالرغم من التدمير الشامل في غزة، ما زالت المقاومة تقصف المغتصبات الإسرائيلية والأهداف العسكرية، وتشتبك مباشرة على الأرض مع العدو.
وانتصار جديد يضاف لأبطال المقاومة بعد تورط العدو بالهجوم البري على غزة، فقد تصدت المقاومة ببسالة للعدوان البري، وأوقعت خسائر بصفوفه مما جعله يضطر للتراجع وسحب جثث جنوده وجرحاه بالمروحيات ليتفادى المزيد من الخسائر، رغم استعانة العدو الصهيوني بخبراء أميركيين في آلية حرب المدن واشتراك ألفي جندي أميركي، ورغم التصريحات الأميركية، فهي لا تستطيع نفي تورطها ودعمها وتأييدها التام لمجازر العدو عمليًا ولوجستيًا ودبلوماسيًا، فقد قادت نحو ألفي جندي من جنودها نحو حتفهم على مذبح الشر المطلق “إسرائيل”.

رئيس المجلس الاعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الامين عامر التل