في خضم “طوفات الأقصى”…الغرب يحاول اقتناص الفرصة للسيطرة

في خضم “طوفات الأقصى”…الغرب يحاول اقتناص الفرصة للسيطرة

يحاول المتشدقون بالديمقراطية الغربية تفسير الموقف الاميركي بارسال اكبر حاملة طائرات الى البحر المتوسط بعد عملية طوفان الاقصى او تفسير اقدام رئيس الوزراء البريطاني على ارسال قوات برية الى الشرق الاوسط وتبريرها. هذه المحاولة للتفسير نابعة من حمل هؤلاء المنبهرين لجنسيات اميركية او اوروبية كانوا قد حصلوا عليها سابقا بعد ان اقتنعوا ان اميركا والغرب هم الاقوى عالميا خصوصا بعد انهيار ما كان يعرف بالاتحاد السوفييتي، او لأنهم يجاهدون للحصول على هذه الجنسيات عبر التملق لتلك الدول.
هؤلاء المنبهرون فاتهم أن يقرأوا كتاب الاستشراق لأدوارد سعيد، فما هو تعريف الاستشراق؟
الاستشراق هو عبارة عن حركة تهدف إلى اكتشاف الحضارة الشرقية العربية، والإسلامية على وجه الخصوص.
اما تعريف ادوارد سعيد للاستشراق فهو : نمط من الإسقاط الغربي على الشرق وإرادة السيطرة عليه.
تستوقفنا جملة ارادة السيطرة على الشرق فتبين تحديدا الهدف من الاستشراق .
كما يؤكد ادوارد سعيد على هذا الهدف مرة اخرى من خلال ما ذكره : إعادة تشكيل الشّرق ليس كما هو وإنما كما يريد المُهيمن، أي تشويه الشّرق ونسج معرفة غير حقيقية .
ما طرحته وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كونداليسا رايس ابان حرب العام ٢٠٠٦، بإقامة الفوضى الخلاقة لانشاء الشرق الاوسط الجديد يؤكد نظرية ادوارد سعيد لهدم القيم والاخلاق في مجتمعات الشرق الاوسط بهدف قيام مجتمع مشوه يكون سهلا اقتياد عقله وافكاره نحو ما يريده المستعمر ، عبر بروباغاندا اعلامية حرص الغرب على تغذيتها ماديا واطلاق الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي لها ، ولهذا نرى ابواقا حالية في العالم العربي تحاول ان تدين الضحية ( الفلسطينيين ) وتقف بجانب واحد مع الجلاد ( الغاصب للأرض منذ اكثر من خمس وسبعون عاما ) .
لا شك بأن الصراع بين الامم هو صراع مصالح كما يبينها الزعيم انطون سعادة ، وهذا الصراع قد اصبح اوضحا الأن بعد انتهاء صراع القوى الذي كان قائما ابان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الاميركية والغرب من جهة ، والاتحاد السوفييتي وحلفائه من جهة اخرى .
حاملة الطائرات الاميركية في البحر المتوسط الأن هي لحماية المصالح الاميركية في الشرق الاوسط بعد توقيع اتفاقية خط سكة الحديد من الهند الى ميناء حيفا .
في المقابل زيارة الرئيس الاسد الى الصين وتوقيع اتفاقيات مع الصين ( تعيد فكرة طريق الحرير ) وتصاريح الرئيس بوتين عن حق الفلسطينيين بالدفاع عن انفسهم ودعمه ( المعنوي الضمني ) للفلسطينيين يؤكد نظرية الزعيم انطون سعادة عن الصراع الذي تحول من صراع للقوى الى صراع المصالح .
طوفان الاقصى عمليا اثبت هشاشة الامن الاسرائيلي فكان لا بد للأميركي ان يدعم هذا الأمن ويؤكد هذا الدعم بارسال حاملة طائرات الى الشرق الاوسط ، وفي المقابل الصين وحليفتها الاقتصادية روسيا تدعما ايران وفيلقها العسكري ( القدس ) في مواجهة اتفاقية خط السكة الحديدية الهندي .
كل الاحتمالات واردة بما فيها حرب على مستوى كبير في الشرق الاوسط ولكن تكلفة كل جهة ستكون مرتفعة
فلنترقب ونرى.

علي زيتوني