لقد أكّدت عمليّة 7 تشرين الأوّل “طوفان الأقصى” أنّ جنوبنا السليب ما عاد منسيًّا، وثبتّت سحق المشروع اليهودي – الأميركي – الغربي وحلفائه والذي يعمل على إنهاء وتصفية المسألة الفلسطينيّة، فقد هزمت المقاومة على أرض الجنوب السوري ذلك المشروع اللعين. وانتصرت إرادة الأمة.
لقد وضع شعبنا في جنوبنا حدًّا لغطرسة العدو اليهودي، وداس على أنفه النتن. لقد أثبتت عملية 7 أكتوبر أنّ شعبنا مؤمن بقضيّته، وأنّه قادر على التخطيط بمهارة، ويمتلك إرادة التنفيذ بدقة عالية. ولقد أظهرت عمليّة “طوفان الأقصى” أنّ دولة اليهود المزعومة قد انهارت وسقطت تحت أقدام المقاومين وإرادة شعبنا في فلسطين وكلّ الأمّة. أمام العزيمة الصادقة تهاوت حصونهم ودباباتهم وشُلّت طائراتهم، وأظهرت ايضًا أنّ استخباراتهم فاشلة مهزومة، فبان لكلّ العيان أنّ تلك الدولة، القاعدة العسكريّة، قد تفرّغت من مستواها العسكري، وبالتالي من ركائز وجودها.
لقد عبّرت المقاومة في الأمّة السوريّة، وبالأخصّ في الجنوب السوري، عن الحق السوري في فلسطين، وعن الأساس الحقوقي لهذه الأمّة. إنّ عمليّة “طوفان الأقصى” أعادت العزّة إلى شعبنا وكلّ شعوب العالم العربي. منذ أكتوبر 1973 لم نهاجم ونسقط حدود وحصون، والعلامة الفارقة المضيئة في “طوفان الأقصى” أنّنا تحوّلنا من مبدأ الدفاع ومبدأ الكرّ والفرّ العظيمين إلى مبدأ الهجوم والتحرير والثبات، وبهذا المبدأ فككنا اللبنة الأولى في الكيان اليهودي الزائل، لذلك ندعو كل قوى المقاومة في الأمّة أن تشكّل غرفة عمليّات عسكريّة واحدة، وأن تشكّل هذه القوى المقاومة مع الدول المؤيّدة للمقاومة، جبهة سياسيّة واحدة تدافع عن عمل المقاومة في كلّ ميادين السياسة الإقليميّة والدوليّة. كما على كلّ القوى الحيّة في بلادنا وكلّ العالم أن تناصر قضيّتنا وحقّنا في استرجاع أرضنا، كما نطالبها، مع إعلامها، أن تقف وقفة واحدة إلى جانب المقاومة.
نطالب السلطة الفلسطينيّة أن ترتقي إلى مقام الكفاح المسلّح، وأن تكون على مستوى نضال شعبنا المسلّح وأن تقطع كلّ علاقة ومفاوضة مع العدو اليهودي. من حقّ شهدائنا ودماء أطفالنا أن تطالب كلّ السلطات السياسيّة في الدول التي أبرمت السلام مع العدو اليهودي أن تمزّق هذه الاتفاقيّات الذليلة وتعود إلى رشدها السياسي وتنصر حقّنا في الجنوب السوري، فلسطين. ونطالب بلدان العالم العربي أن تقطع أي علاقة مع العدو الذي أظهر على مدى مسيرته أنّه عدو متوحّش قاتل غاصب، ولن يكون له سبيل للمراقي الإنسانيّة، وهذه وحشيّتهم في غزّة لا يرضى عنها الله ولا كل أنبيائه، وأوّلهم ابراهيم.
لن نسأل أين بعض الحكومات، وخاصّة الحكومة اللبنانيّة، ولن نسألها على ماذا هي خائفة، ولمَ لم يصدر عنها أي موقف حتى الآن. هنا لا نسألها عن شؤون حياة الشعب ولا عن أحواله الاجتماعيّة والاقتصاديّة، عليها أقلّه أن تصرّح لمناصرة شعبنا في فلسطين.
ندعو كلّ قادر على حمل السلاح من أبناء شعبنا أن يضع نفسه في تصرّف المقاومة، ردًّا على تدبير العدو الّذي استنفر كل قواه العسكريّة والمدنيّة.
وندعو شعبنا أن يعتقد مع “سعاده” أنّ لنا في الحرب سياسة واحدة هي سياسة القتال، وأنّ القوة هي القول الفصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره. لا سبب عندنا لنخاف العراك من أجل تثبيت حقّنا في الحياة، وفي حق الحياة في الوطن الذي هو ملك الأمّة.
عضو المجلس الاعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي محمد عوّاد