عملية القرن ، عملية دفن الهيبة الإسرائيلية ، العملية المفاجأة ، كثيرة هي الأسماء التي يمكن ان نطلقها على عملية طوفان الأقصى يقابلها في الجانب الإسرائيلي الإخفاق ثلاثي الأبعاد الإستخباراتي والعسكري والإعلامي .
- في الجانب الإستخباراتي استطاعت المقاومة الفلسطينية ان تُخفي استعدادات وتحضيرات وقبل ذلك نوايا لعملية قوامها لوائين من المقاومين جعلت استخبارت الكيان الإسرائيلي والمخابرات الأميركية يقعان في حالة من الصدمة ومعهما كل استخبارات الكون .
- في الجانب العسكري لم تستفق قيادة الجيش الإسرائيلي المذعور حتى اللحظة من هول المفاجأة فقد وصلت طلائع المقاومين الى مراصد ومهاجع الجنود بعد سقوط صواريخهم على تلك المواقع بدقائق قليلة ، قتلت من قتلت واسرت من اسرت ، لتكون قوات أخرى قد انتشرت في اغلب مستوطنات العدو على طول خط المواجهة وسيطرت على خمسين نقطة بين موقع عسكري ومستوطنة بمن فيها من كبار الضباط والجنود والمسؤولين واسقطت غطرسة وعنجهية عمرها 75 عاماً منذ احتلال فلسطين .
- في الجانب الإعلامي ربحت المقاومة معركة الصورة فاغلب ما هو متداول من الاف الصور ومئات الأفلام يُبرز بأس المقاتل العربي الفلسطيني ويُظهر خوف وذعر وهزيمة جنود ومجندات العدو .
الوضعية العامة كانت على الشكل التالي :
الساعة السادسة صباحاً اطلقت المقاومة الفلسطينية ٥٠٠٠ صاروخ طالت ٣٥ مدينة في العمق وغلاف غزة. - اطلقت المقاومة الفلسطينية المرحلة الأولى من عمليتها “طوفان الأقصى” حيث تحرك ٣٠٠ مقاتل لاقتحام مواقع العدو على الغلاف ثم السيطرة على المستعمرات وقد بلغ عدد المستعمرات التي تم السيطرة عليها سيطرة تامة ٣ مستعمرات ومدينة سيديروت.
- اطلقت المقاومة المرحلة الثانية من العملية والتي اشترك فيها ١١٠٠ مقاتل وذلك لتأمين القوات المنتشرة في المواقع والمستعمرات الصهيونية.
- الساعة الثامنة اطلق وزير الدفاع الاسرائيلي التدبير رقم ٨ والذي يدعو الى تجنيد الاحتياط ويفيد بأن اسرائيل دخلت في حرب وهذه هي المرة الأولى التي تعلن “اسرائيل” هذا التدبير منذ حرب تشرين عام ١٩٧٣ وذلك بعد اجتياح القوات المصرية والسورية لمانع خط برليف و دخول القنيطرة واحتلال مرصد جبل الشيخ.
- عدد قتلى العدو بالعشرات وهناك عدد غير محدد من الأسرى من عدة رتب.
- خلال الهجوم الكبير تم مشاغلة العدو بثلاث هجومات تثبيتية (خداعية) من البحر باتجاه عسقلان وزيكيم.
- استخدمت المقاومة المسيرات المذخرة والطائرات البخارية المظلية للاستطلاع والدعم والاسناد الناري.
في المسارات :
تبدو المقاومة حتى اللحظة ممسكة بزمام المبادرة ولم تتأثر كثيراً بتهديدات نتنياهو لنكون اليوم صباحاً امام رسالة صغيرة بحجمها كبيرة بابعادها الإستراتيجة حيث هاجم حزب الله مواقع الرادار وزبدين ورويسة العالم في منطقة تلال كفرشوبا ليقول ان دخول المقاومة اللبنانية على خط المعركة هو رسالة بحجم عملية طوفان الاقصى وبما يرتبط بنتائج العملية .
١- ان اختيار مواقع الرادار وزبدين ورويسة العلم لمهاجمتها بقذائف الهاون هو اختيار دقيق ستفهمه القيادة الاسرائيلية نظرا لكون هذه المناطق منطقة ربط مع الجبهة السورية وكونها تشكل منطقة مشرفة على خط الحدود اللبنانية – الفلسطينية وعلى مناطق حركة المقاومة في البقاع الغربي وحاصبيا ومرجعيون ، وان التقدم اليها هو اجراء ضروري لتنفيذ عملية العبور الى الجليل الأعلى وبذلك تكون الرسالة التي ارسلها الحزب عبر الجانب المصري بان اي تمادي اسرائيلي في غزة سيكون ثمنه التقدم الى الجليل والسيطرة على المستوطنات الاسرائيلية قد تمت ترجمتها ببعد واقعي وعملي .
٢- باتت اهداف عملية طوفان الاقصى واضحة وستتحقق عند بدء مرحلة المفاوضات غير المباشرة وهي . - وقف الاعتداءات على المسجد الاقصى .
- اتمام اكبر صفقة تبادل للأسرى قد تصل لمرحلة تحرير كل الاسرى في السجون الاسرائيلية .
- فك الحصار عن قطاع غزة
وبذلك تكون المرحلة القادمة هي مرحلة انتقال من معادلة الردع الى مرحلة ارهاصات معادلة النصر .
وحول تصاعد العمليات على الجبهة اللبنانية ومعها الجبهة السورية باتت الكرة في ملعب الاسرائيليين وسلوكهم هو الذي سيحدد مسار المواجهة .
٣- عسكريا سيتم العمل على تثبيت نتائج العملية وترسيخ قواعد اشتباك جديدة لتثبيت المفاجأة بابعادها الثلاثة : الاستراتيجي والعملياتي والتكتيكي .
ختاماً : هذه المعركة غيّرت من وجه المنطقة وارست ثابتاً اساسياً ان المستقبل لأهل الأرض وان المستوطن والمحتل الى زوال .
الخبير العسكري وخريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية عمر معربوني