هو المطلوب رقم واحد على لوائح العدو، يلقبونه ب “إبن الموت”، وسُمِّيَ بالضيف لأنه لا يستقر في مكان واحد إذ يأتيك زائرًا فجأة ومن ثم يختفي.
“محمّد الضيف” هو ذلك الاسم الذي اشترطت سلطات العدو ألّا يُذكر أبدًا للسماح للفلسطينيين بإقامة التظاهرات. وقد حاول العدو اغتياله أكثر من سبع مرات وبرّر فشله بأنه هدف يمتلك قدرة بقاء غير عادية ويحيط به الغموض وشديد الحرص على الاختباء عن الأنظار.
محمد دياب إبراهيم المصري (أبو خالد) المعروف بـمحمد الضيف (ولد في غزة عام 1965 ) هو قائد عسكري فلسطيني، والقائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام. برز اسمه كثيرًا ضمن العديد من تظاهرات المقدسيين والفلسطينيين بالضفة وغزة، حتى بات شعار “حط السيف قبال السيف إحنا رجال محمد ضيف” يتردّد في الأغاني الوطنية التي تنتشر بين الفلسطينيين والتي تقول إحداها “صرخت الحرة أواه وااا ضيفاه وااا ضيفااه”. كما بات شعارًا معتمدًا حتى في الحفلات والأعراس ليصبح هذا الاسم رمزًا وطنيًا جامعًا للفلسطينيين على مختلف انتماءاتهم الحزبية والوطنية وحتى أنه وصلت الحال بالبعض، ومنهم الشهيد عبود صبح الذي استشهد بالقدس، أن يقول ردًا على سؤال من يمثلك من الفرقاء الفلسطينيين: “بس محمد الضيف الرئيس تاعنا بس محمد الضيف”.
فالجميع يرى في محمد الضيف الشخص الذي تخاف سلطات العدو منه وترى بأنه الخطر الأكبر على وجودها.
يتمتع محمد الضيف أبو خالد بمصداقية كبيرة لدى الرأي العام الفلسطيني ويشكّل مصدر قلق كبير لليهود
خاصة بعد تهديده إبان اقتحام حي الشيخ جراح بأنه إن لم يتوقف العدو عن ممارسته بحق أهالي هذا الحي فإنه سيوجه ضربة صاروخية تستهدف مدن ومستوطنات لم تطلها صواريخ المقاومة من قبل وهو ما حدث فعلًا بعد عدة أيام من التسجيل الصوتي.
صورة وجهه غير معروفة منذ سنوات إلا أنّ العدو يمتلك عدّة صور قديمة له احتفظ بها بعد اعتقاله سنة 1989 عن طريق الصّدفة. كما تمّ اعتقاله من قبل السلطة الفلسطينيّة سنة 2000 لكنّه تمكّن من الإفلات من سجّانيه واختفت آثاره منذ ذلك اليوم!
ويُقال أنّه في إحدى محاولات العدو لاغتياله أصيب إصابة بالغة نجى منها بأعجوبة ولكن تم بتر ساقه وهو ما جعله الآن مقعدًا. هذا النصر الذي احتفت به سلطات العدو سرعان ما تم الاستهزاء به من قبل محللين تابعين له عندما قالوا: ما الفائدة من بتر ساقه وعقله ما زال يعمل؟
ردود فعل العدو المستمرة من قبل المحللين والإعلاميين على ما يفعله محمد الضيف كانت دائمًا ما تتسم باليأس والخنوع، إذ كتبت في العام 2021 شمريت مئير، الصحفية والكاتبة، في صحيفة (يديعوت أحرنوت) اليهودية، أن “إسرائيل” دفعت ثمنًا باهظًا بسبب معاندة “محمد الضيف”، وأضافت أضرارًا على الجبهة الداخلية، والاقتصاد، والسياسة، وصورة إسرائيل، والوضع الداخلي، سيستغرق إصلاحها سنوات وبعضها غير قابل للإصلاح على الإطلاق، وكل هذا من أجل معاندة محمد الضيف!!!
دفع محمد الضيف ثمنًا باهظًا لإيمانه بقضيته وبلده ففي إحدى محاولات الاغتيال استشهدت زوجته كما ولده وإثنان من أقربائه بعد معلومات عن حدوث خيانة من إحدى الدول العربية الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار في العام 2014 عندما تجسست على هواتف أعضاء الوفد الفلسطيني من أجل تحديد مكان محمد الضيف، وهو ما يفسر وقتها تعنت الوفد اليهودي بالاتفاق من أجل الاستفادة قدر الإمكان من الوقت، قبل أن يغير محمد ضيف مكانه وشاءت الأقدار أنه لم يكن في المنزل عند الهجوم لاغتياله، لينجو مرة أخرى.
صاحب الأعوام ال 51 برز أول مرة عندما أعلنت سلطات العدو بعد عدة عمليات استشهادية ضمن الأراضي المحتلة والتي أدّت إلى مقتل العشرات من اليهود أنّ محمد الضيف قام بالانتقام لصديقه المهندس يحيى عياش صاحب الإنجازات الكبيرة في المجال التقني والعسكري لحركة حماس الذي اغتاله العدو في غزة مطلع الألفية الثانية.
يكثر الحديث دائمًا عن خلافات كبيرة بين محمد الضيف والقادة السياسيين للحركة، فهو يريد أن يقوم العسكر بفرض رأيه على الحالة السياسية لا العكس
إيمانًا منه بأنه يقاتل عدوًا لا يفهم سوى لغة القوة.
في الختام إن حالة محمد الضيف هي حالة خاصة تكاد تشبه الأسطورة وقصص الخيال عن أبطال خرجوا من الموت بعد العديد من محاولات العدو لاغتيالهم، خاصة مع ضيق المساحة الجغرافية التي يستطيع السير فيها،
وكان كل مرة يخرج من الموت أقوى وبإرادة صلبة لا تلين واضعًا نصب عينيه أنّ كيان العدو قد طال أمد وجوده وأنّ اقتلاعه واجب ضروري وبأسرع ما يمكن
عبادة أبو صوف