أجوب ما بين مفارق الدمع والأسى
سهرت على قارعة القمر،
امام كهف الآهات المثّقلة
كان القمر يتوسد الضجر والخيبة،
أنحنت قوافل القرنفل وبكى زهر الاقحوان
لم نعد نملك الوقت ولا الأحلام
لم نعد نسمع للطير تغريدا ولا للمياه خريرا
ولا للحب همسات
تبدلت الافئدة والمشاعر
تبدلت الملامح،
والأرض باتت
في مهب ضباب ودخان.
وطعم قهوتي قد هربت من فنجانها الامنيات
توسلت أنا لسكون الليل
أن يمنحني ذكرى وسيمفونيات
لكنه تسرب من بين ذاكرتي نحو صخب وغبار،
الأرض كانت تدور كقطعة موسيقة
بين ليل ونهار
لكنه الشر يتعاظم بشعاع أزرق
يفتك بوطن وتراب
في يدي بقية تراب
عند جذع شجرة أتفيأ بعصر ومغرب
وصوت بعيد من زمن العز يتسرب الي في قريتي
يردد كلمات عن الإيمان والأرادة
ويزرع فلة في ما تبقى من تراب في كفيّ
ينير النهار ويشع الليل
يمتزج الامل بالبن في فنجاني
تضئ البرك بالنجمات
ويولد في سماء بلادي قمراً
يصنع المعجزات في زمن التردي.