محاضرة الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

نظمت الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين حلقة نقاش يوم الجمعة الماضي بتاريخ 29-9-2023 بعنوان : (الازمة اللبنانية الراهنة اسبابها وتعقيداتها والسينايوهات المتوقعة) . ادارها رئيس الرابطة الدكتور محسن صالح ، وشارك فيها الدكتور عادل يمين والاستاذ حسان الحسن والامين رياض عيد . وبعد ادلاء المحاضرين بمداخلاتهم جرى نقاش لايضاح التساؤلات المطروحة حول سلسلة الازمات التي يعيشها لبنان وسبل الحل. وقد ادلى الامين رياض عيد بالمداخلة التالية :
يعيش لبنان منذ نشأته ازمة بنيوية انتجت ازمة سياسية وازمة مالية وازمة اقتصادية وازمة هوية ودور ، تفجرت في صراعات مذهبية وطائفية وحروب اهلية ، حيث دخل منذ زمن مرحلة اللاحلول ،والمنظومة الحاكمة التي نهبت البلد وافلسته لم تعد قادرة ان تجدد لنفسها وتعيد استنساخ التجارب والتسويات السابقة التي كانت تاتي كنتاج لتسوية خارجية تنعكس تسوية داخلية . لكن الاخطر الان ان الخارج الاقليمي والدولي الذي رعى التسويات تاريخيا ، منقسم لا بل يعيش حالة صراع في كل ساحات الامة والعالم لتحسين مواقعه قبل التسوية الاقليمية التي دائما تضبط ايقاعها على التسوية الدولية ، والتي على نتائجها تتحدد مواقع النفوذ في كل كيانات امتنا والعالم . ولبنان كواحد من هذه الكيانات تحول الى ساحات طائفية مذهبية متنافرة تذكيها تدخلات خارجية متداخلة في اصل نظامه الطائفي والسياسي الذي تديره منظومة حاكمة تتالف من زعماء طوائف ورجال اعمال واموال ومصارف وشركات احتكارية وعملاء متنفذون في اجهزة مخابرات وكلاء للخارج يستهدفون تفجيره بوجه المقاومة لتطويقها والضغط عليها اقتصاديا بعد فشل كل اساليب الضغط الاخرى عبر: حرب تجويع وابادة تمثلت بحصار اقتصادي ومالي افلس المصارف وبدد ودائع اللبنانيين وطال لقمة عيش المواطن وامنه الصحي والحياتي والاجتماعي . وعبر ازمة سياسية تتمظهر في انسداد الافق بوجه المنظومة الحاكمة التي باتت عاجزة عن عادة انتاج تسوية داخلية تؤجل سقوط بنية هذا النظام المتهالك.

اركان هذا النظام الطائفي المقيت الذي بدء بالتحلل ،عاجزون ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، أن يجدو حلولا جذرية لمشاكل الكهرباء، وآفات التلوث، البنية التحتية المنهارة، والصحة البائسة، وتخلف المناهج التعليمية على كل مستوياتها،والليرة النافقة والمنهارة امام الدولار ، ولم يحافظوا على مدخرات اللبنانيين، وعلى رواتبهم المتآكلة، وعلى درجة بؤس معتدلة، والمؤسف أن اللبنانيين البؤساء،فضّلوا الاحتماء بطوائفهم، على أن يشهروا قبضاتهم، بالحد الادنى، في وجه سارقي رغيف الخبز والليرة والدواء ومقومات الحياة من امامهم.
هذا اللبنان، منقسم بين معسكرين ، معسكر المقاومة وحلفائها الذي يرى ان المقاومة مع الجيش هما الدرع الواقي للبنان الذي هزم الاحتلال الاسرائيلي واجبره على الانسحاب ذليلا من الجنوب ،واقام توازن قوة وردع معه لمصلحة لبنان . ومعسكر ازلام سفارة عوكر الذي يشن حرب شعواء على المقاومة وسلاحها بهدف شيطنتها وتحميلها مسؤولية انهيار لبنان وسحب سلاحها لتامين مصالح امريكا وامن دولة العدو اسرائيل. هذان المعسكران يتنازعان لبنان مدججين بكل انواع الأسلحة. ينتظر حسم حروبهم الطاحنة، وهو المحتاج إلى لقمة لإطعام جيشه، منقسم في النظرة الى هويتة واستراتيجيته الدفاعية والاقتصادية ،وترتيب اولوياته الملحة ،منقسم بالنظرة الى الصراعات الاقليمية والدولية ، ومتطرف في نظراته المتناقضة إلى سوريا بوابته الى امته وعالمه العربي. وعاجز عن انجاز “بطاقة تموينية وتمويلية”. عاجز عن لجم تحليق الليرة وتامين الدواء والاوكسجين لمرضاه. منقسم حول الحياد داخلياً. وحول القضاء المحتوى والمباع منذ بداية تكوين لبنان.وعاجز عن لجم الفساد ووقف الهدر والسرقات .
المنظومة الطائفية المالية الحاكمة والمتحكمة بمصير اللبنانيين اعادت استنساخ نفسها من خلال قوانين انتخابية تتعارض مع دستور الطائف افرزت مجالس نيابية وحكومات ائتلافية طائفية سميت زورا حكومات وحدة وطنية تعكس موازين القوى في المجلس النيابي، ان اتفقت تقاسمت اقتصاد البلد ونهبته ،وان اختلفت دمرته.مما انعكس سلبا على اقتصاده المعتل بسبب اعتماده الاقتصاد الريعي بدل الاقتصاد الانتاجي ،وعلى مؤسساته الخادمة للمنظومة الحاكمة ومصالحها.
تفاقمت ازمة هذا النظام بعد سيطرة الحريرية السياسية والاقتصادية على الحكم بعد الطائف واعتمدت سياسة المديونية التي يشجعها البنك الدولي وصندوق النقد لاغراق البلدان بالديون والفساد ليضع يده على اقتصادياتها بعد تخلفها عن السداد ، ويخصخص قطاعاتها المنتجة. وهذا ما حصل في لبنان بعد رهان الرئيس الحريري على السلام الاتي الى الشرق الاوسط بعد محادثات مدريد في تسعينات القرن الماضي ويمحي ديون لبنان بعد توطين الفلسطينين . لكن سلامهم مات بعد اغتيال رابين.والمصيبة الكبرى ان الحريرية السياسية والاقتصادية استمرت في سياسة المديونية والهدر بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وبدل ان يمارس المجلس النيابي دوره في الرقابة والتشريع لصيانة المال العام وحقوق المواطنين سهل لها كل التشريعات لاستمراها في سياساتها المالية الخاطئة مما اوصلنا الى حالة الافلاس التي وصلنا اليها اليوم.

وفي ظل رفض المنظومة الحاكمة تطوير هذا النظام والاستجابة لمطالب الناس في التغيير ، تفجرت انتفاضة 17 تشرين اول عام 2019 العابرة للطوائف والمناطق والعصبيات وعمت كل المناطق اللبنانية تقريبا وانخرطت فيها قوى اجتماعية وتقافية ونقابية وقوى سياسية تنادي بمروحة كبيرة من الشعارات تبدء من لقمة العيش الى تغيير النظام. الا ان مسار الانتفاضة سرعان ما كشف في محطات اساسية ازمة المجموعات المشاركة بها اذ غاب عنها البرنامج الموحد للتغيير، والمرجعية القيادية، والمطالب الاساسية المعيشية. مما اتاح لبعض اطراف السلطة و ( الان جي اوز) ركوبها وادعاء الانتساب اليها مما انعكس مدا وجزر في تحركاتها وفعاليتها . لكن الثغرة الاشد تاثيرا واحباطا كانت غياب تحديد واضح للاولويات والمهام في المرحلة الراهنة الواجب تحقيقها ،وغياب البعد الوطني عن الاولويات بسبب اختلال موازين القوى داخل صفوف الانتفاضة ادى الى اضعاف التيار الوطني داخل الانتفاضة في مواجهة السلطة وحماتها. فلبنان ليس جزيرة معزولة عن عمقه القومي والعربي ومفاعيل الصراع في محيطنا القومي تقرر مستقبل امتنا والمنطقة للاجيال القادمة،خاصة في ظل مشاريغ التطبيع وتصفية قضية فلسطين وتامر بعض اطراف النظام العربي مع امريكا والعدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية المحقة التي هي قضية الامة جمعاء.

لذا كان على قوى الانتفاضة الشعبية في لبنان الاستفادة من قوى المقاومة القادرة على ردع العدو ومنع هيمنة الغرب الاطلسي حامي المنظومة الحاكمة الفاسدة المتخذة من مصرف لبنان والمصارف والشركات الاحتكارية والمديونية العامة ادوات لاضعاف المقاومة للسيطرة على لبنان واستتباعه للغرب .من هنا فان تعطيل هيمنة الغرب الاطلسي يعني اضعافا لنظام التبعية السياسية والاقتصادية وشرط اساسيا لتجاوزه وتغييره.

ورغم كل التجييش الطائفي والمذهبي واذكاء لغة التحريض الفتنوي على المقاومة وسلاحها مر الاستحقاق الانتخابي الاخير بهدوء رغم بعض التجاوزات التي قد تحصل في اي انتخابات عادية .خيضت هذه الانتخابات بعد انهيار مالي واقتصادي وسياسي سببته المنظومة الحاكمة ، وبعد حصار مالي اقتصادي وتطويق سياسي فرضه المشروع الصهيوامريكي الرجعي العربي لشيطنة المقاومة وتحميلها مسؤولية هذا الانهيار لانها عنصر القوة الوحيد الذي منع وقوع لبنان في مشروع التطبيع واستباحة ثرواته الغازية بترسيم حدودي لمصلحة الكيان الغاصب. وخيضت الانتخابات ايضاً بقانون انتخابي مشوه فرضته منظومة النهب الحاكمة لاعادة استنساخ نفسها، بسبب تقسيم الدوائر الغير عادل على اساس المحافظات ، وبصوت تفضيلي على اساس القضاء مما جعل التنافس على الاصوات ضمن اللائحة الواحدة، وبشراء الاصوات بالمال الانتخابي الذي فاق بمئات ملايين الدولارات عن اي انتخابات اخرى. واتت نتائج الانتخابات كما كنا نتوقع بحفظ الثنائي الشيعي على كتلته دون اي خرق بسبب ماكينة حزب الله الانتخابية الكبيرة والمنظمة والمساعدات على انواعها التي اغدقها ليحفظ للمقاومة اللعبة الميثاقية، ويحصد مع حلفائه اكثرية 65 نائب تجسدت بفوز رئيس المجلس ونائبه وهيئة المجلس النيابي ، ويحصد ايضا اغلبية اصوات تفضيلية تؤكد رجحان كبير للفارق لمصلحته على كتلتي التيار الوطني والقوات اللبنانية والحزب الاشتراكي مجتمعين. وبهذا اكد حزب الله على حجم تمثيله الشعبي وثبات قوته رغم الحرب الاقتصادية والسياسية التي خيضت ضده وبات هو راعي التوازنات والتسويات والرقم الصعب الذي لا يمكن الا اسسترضاؤه في اعادة تشكيل السلطة.
لكن هذا المجلس لم يحسم به اي فريق اكثرية الثلثين لينجز الاستحقاق الرئاسي ورغم انعقاد 13 جلسة للمجلس النيابي لانتخاب الرئيس لكنها فشلت بسبب الانقسام السياسي ، وبات بحاجة الى حوار بين كتله دعا اليه الرئيس بري لانجاز الاستحقاق الذي تعثر بسبب رفض فريق القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وبعض التغييرين للحوار ،مما عطل انجاز الاستحقاق وتعطل اجراء التعيينات لحاكم مصرف لبنان ورئيس الاركان وشمل الخلاف مجلس الوزراء وحدود تصريف الاعمال، مما ساهم في شل البلد المعتل وازداد تفاقم الازمة الاقتصادية الاجتماعية التي تنذر بانهيار شامل.وبات انجاز الاستحقاق بحاجة الى توفر عاملين غير متوفرين حتى الان .
الاول توافق اقليمي يضغط على الداخل لانجاز الاستحقاق ،وهو غير متوفر حاليا رغم الاتفاق السعودي الايراني برعاية صينية الصامد حتى الان رغم الضغوط الامريكية على السعودية.الا ان لبنان ليس باولوية جدول اعماله اذ ان لا السعودية مستعجلة للتدخل لانجاز الحل في لبنان، ولا ايران ايضا حيث اعلنت انها لن تتدخل في لبنان تاركة لحزب الله وللبنانيين انجاز الاستحقاق .ويبدو الانتظار الاقليمي سيطول حتى انهاء ملف اليمن السائر نحوى الانفراج ومن ثم ياتي دور العراق وسوريا ثم لبنان.
والثاني هو لبننة الاستحقاق ويبدو ايضا انه غير ممكن بسبب رفع سقوف الفريق المعادي للمقاومة والذي يرفض اي رئيس يؤيد المقاومة، ويربط اجندته بامريكا التي تنظر الى المنطقة كساحة صراع جيواستراتيجي بينها وبين روسيا والصين وايران وهي تضغط على المقاومة بالدفع لانهيار لبنان اقتصاديا بالعقوبات ، وبازمة النازحين السوريين وضغط الامم المتحدة لتوطينهم ودمجهم بالمجتمع اللبناني بما تمثله من عبء اقتصادي وامني وديمغرافي على لبنان لاشعال الحرب الاهلية لارباك المقاومة واستنزافها . وتضغط على سوريا بالعقوبات وباشعال الفتنة في السويداء (بتسييس التحرك المطلبي المحق) وبشمال شرق سوريا بين الكرد والعشائر العربية وابقاء مشروع التقسيم والفدرلة مطروع في المنطقة من لبنان الى سوريا والعراق لارباك محور المقاومة وروسيا والصين . في وقت تعاني امريكا والاطلسي اخفاقات عسكرية كبيرة بدءا من اوكرانيا الى غرب افريقيا الى بحر الصين حيث الصدام الدولي على اشده بين الغرب الانغلوساكسوتي المتمسك بنظام الاحادية القطبية المتداعي . وقوى الشرق الناهض الممثلة (بروسيا والصين وايران ودول شنغهاي والبريكس) لتثبيت نظام التعددية القطبية بعد سقوط النظام الاحادي.
ورغم اجتماعات الخماسية الدولية المتكررة المؤلفة من (السعودية وقطر ومصر وفرنسا وامريكا) وزيارات لودريان والمندوب القطري لانجاز الاستحقاق ،الا ان محاولاتهم لم تكلل بالنجاح وخروج الاجتماع الاخير للجنة منذ ايام بدون بيان لهو دليل على فشل اللجنة . لان التوافق الدولي والاقليمي لم ينضج بعد لانجاز الاستحقاق ، واعتقد ان امريكا لا تريد ان تعطي فرنسا ورقة انجاز التسوية الرئاسية ولا السعودية تريد النجاح لقطر في هذه المهمة ،ولو تم التوافق السعودي الايراني والامريكي الصيني الروسي لانجاز الحلول الاقليمية والدولية لانجز الاستحقاق والحل في لبنان خلال 24 ساعة. لان ازمة لبنان متشابكة جذريا بازمات المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية والازمة السورية ، والاستحقاق الرئاسي مرتبط بدور لبنان ووظيفته في الاقليم، فبعد ان غيرت المقاومة دور لبنان ووظيفتة التي انشيء من اجلها بان يكون شوكة في خاصرة سوريا ونقطة انطلاق للمشاريع الغربية الى الشرق .بات بفضل المقاومة بندقية ناصرة لسوريا في الحرب الكونية التي خيضت ضدها ،وقدوة داعمة للمقاومة الفلسطينية في حربها مع دولة الكيان الغاصب التي بات يعيش ازمة وجودية بسبب انتصار المقاومة بحرب تموز وتحول ميزان القوة والردع لصالح المقاومة . والحالمون انهم يستطيعون فرض رئيس لا يحمي ظهر المقاومة ولا يكون صديق لسوريا هم واهمون . وبالتالي الرئاسة مؤجلة حتى انجاز حلول المنطقة .واعمال اللجنة الخماسية تحولت لتعبئة الوقت الضائع وابقاء الامل موجود ان لبنان غير متروك لاقداره.
العالم تغير، اتمنى على اللبنانيين ان يتابعو التغيرات التي تحدث في العالم والتي ستنعكس على لبنان والمنطقة ، مالات الحرب في اوكرانيا تسير نحو انتصار ساحق لروسيا بعد فشل الهجوم الاوكراني المدعوم امريكيا واطلسيا عليها.اوروبا ترزح تحت ازمة اقتصادية غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية. والاقتصاد الامريكي يعيش اسؤ ازماته بعد ان تجاوز الدين الامريكي 33.6 تريليون $ قبل أسبوع، والديون الأميركية تقفز بمقدار 100 مليار دولار أسبوعياً، ووفقاً للموقع الاقتصادي “The Kobeissi Letter”، فإنّ هذا يعني أنّ 14.3 مليار دولار في اليوم أضيفت إلى ديون الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، يضاف إليها نحو 3 مليارات دولار في اليوم من نفقات الفائدة، وهذا يعني ترتب ديون أكثر من 17 مليار دولار في اليوم. أميركا ومؤسساتها مهدّدة بالشلل.. رواتب ملايين الأميركيين ومخصصاتهم بخطر.
الغرب بات غاربا وشمس المستقبل اتية من الشرق . لذا انصح المسؤولين اللبنانيين وايتام السفارة الامريكية الذين ركبو القارب الامريكي اثناء المد ان يخرجو منه سريعا اثناء الجذر قبل الغرق مع امريكا السائرة حتما نحو الهاوية اقتصاديا مما سينعكس حكما على دورها ومكانتها الدولية. محور المقاومة هو من اسس لهذا الانتصار قبل انتقال المواجهة الى اوكرانيا، والمنتصرون هم من يرسمون ترتيبات المستقبل .
زيارة الرئيس الاسد الى الصين بطائرة رئاسية صينية خاصة تمثل منعطف في مسار الازمة السورية، وتحدي كبير للغرب وكسر للحصار،وبدء تعافي سوريا، واعلان الرئيس الصيني ارتقاء الشراكة الصينية السورية الى شراكة استراتيجية شاملة، ومساهمة الصين باعمار سوريا وتحديث اقتصادها، مؤشر بان سوريا باتت في صميم الامن الاقتصادي والتجاري الصيني. واكمال وصلة سكك حديد الطريق والحزام الصينية من ايران والعراق والى سوريا قريبا قبل البدء بالممر التجاري الهندي الاماراتي السعودي مع الكيان الغاصب واوروبا يعني ان السباق على خطوط التجارة الدولية على اشده بين الصين وامريكا. ميناء اللاذقية لا يكفي لخدمة حاويات قارة اسيا ،موانيء لبنان ستكمل المهمة. وهذا سيؤسس لتعافي لبنان اقتصاديا مع اكتشافات الغار المتوقعة كي لا يبقى لبنان يستجدي التسول من دول الخليج. لذ اعتقد رغم اهمية انجاز الاستحقاق الرئاسي لانتشال مؤسسات الدولة المتداعية .الا انه من المهم ايضا ان يتفق اللبنانيون على اي لبنان نريد بعد انهيار مزرعة الطوائف والمحاصصة والفساد ،والانتقال الى دولة المواطنة والاصلاح السياسي عبر قانون انتخاب نسبي خارج القيد الطائفي يكون لبنان دائرة واحدة لانتاج طبقة سياسية جديدة ، واعتماد الاقتصاد الانتاجي بدل الاقتصاد الريعي ، وتكامل لبنان مع محيطه الطبيعي والاتجاه شرقا بالاشتراك بالسوق المشرقية المشتركة وطريق الحرير التي تؤمن الاستثمار لتامين المنفعة المشتركة للجميع.
المقاومة التي حمت لبنان وامنت عناصر القوة له مطلوب منها مع حلفائها حسم خيارات لبنان السياسة والاقتصادية هذه لياتي الاستحقاق الرئاسي تتويجا لهذه الخيارات.
رياض عيد.