” من فضلك أترك منصبك واذهب لبيتك هذه الانتفاضة مسجلة باسمك”
بهذه الكلمات ناشد عضو مجلس الكنيست ” lايتمار بن جبير” وزير الحرب في حكومة العدو “بيني غانتس” عقب هجوم المقاومة الفلسطينية على حاجز شفعاط ليل السبت والذي قتل من خلالها مجندة وجرح اثنين بجروح خطيرة.
لم يكن إجماع الفلسطينيين على هتاف “حط السيف قبال السيف إحنا رجال محمد ضيف” في ساحات الأقصى والعديد من المدن المحتلة إبان معركة سيف القدس الأخيرة مجرد هتاف في لحظة عابرة أو عاطفية، هذا الاسم الذي أصبح يمثل لهم رمزًا للمقاومة بعد خذلانهم من قبل الكثيرين، كان تجسيدًا لمفهوم وقناعة بأن المقاومة الشاملة المتخذة لعدة أشكال سواء عبر عمليات إطلاق الصواريخ أو الطعن أو عبر العمليات الأمنية المتعددة هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض.
هذا المفهوم الذي تم احياؤه من جديد بعد العديد من محاولات تدميره عبر الترويج أن جيش الاحتلال لا يُقهر ولا يُهزم، فأتت الأحداث تواليًا لتؤكد أن فيهم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ وإنها لفاعلة.
إن التطورات الأخيرة على الحدود الشمالية مع لبنان وتفاعلات أحداث حقول الغاز في البحر والمفاوضات والتهديدات بحصول حرب مع حزب الله وما سبقها من أحاديث عن الاتفاق النووي الإيراني الوشيك ومعارضة سلطات الاحتلال له، ليست المسائل الوحيدة التي تقلق العدو وإنما تصاعد عمليات الطعن والأحداث الأمنية ضد مستوطنيه وجنوده أيضًا تمثل حالة من الأرق لديه
فبحسب عدة مصادر فإن عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية والأراضي المحتلة قد ازدادت بشكل ملفت منذ مطلع العام 2022.
هذا وأكدت الإحصائيات والتقارير على ارتفاع قياسي بالعمليات الأمنية ضمن الأراضي المحتلة سواء عبر عمليات الطعن أو إطلاق النار على دوريات الاحتلال التي تقتحم وتداهم المخيمات الفلسطينية والتي قدرت بحوالي السبعين عملية، ناهيك عن ادعاء سلطات العدو إحباط المئات منها.
ولعل أشهر العمليات الأمنية تلك التي حدثت في السابع من نيسان من العام الحالي والتي أسفرت عن قتل مستوطنين وجرح أربعة عشر آخرين في عملية إطلاق نار في وسط شارع تجاري في تل أبيب، سبقها في شهر آذار من العام نفسه قيام أكثر من عشر عمليات فدائية ضمن الأراضي المحتلة أدت إلى مقتل إحدى عشر مستوطن و خلّفت أكثر من ثلاثين مصابًا.
هذه العمليات أدّت إلى تصاعد خوف سلطات العدو من أن تتحول هذه العمليات من حوادث فردية متقطعة إلى حالات منظمة وشاملة لتتحول فيما بعد إلى انتفاضة كاملة على كافة الأراضي المحتلة ويؤكد بعض المحللين الاسرائليين أن هذه العمليات ما هي إلا تثبيت لنظرية فشل الجهاز الأمني الإسرائيلي في حمايه مستوطنيه وإسقاط تام للعملية الأمنية التي أطلقتها سلطات الاحتلال في العام 2009 والتي سميت آنذاك بعملية دفن الرأس في الرمال .
إن حالات المقاومة المتصاعدة يومًا بعد يوم ما هي إلا حالة طبيعية لمواجهة العدو الذي أثبت أن لا تعامل معه إلا بلغة القوة التي هي القول الفصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره.
عبادة ابو صوف
صباح الخير
تحيا سوريا ….
بدنا اسم فلسطين يعود كما كان سوريا الجنوبية