الضّفة تزفّ أربعة أقمار

كتب محرر شؤون فلسطين:

أن تكون فلسطينيًا يعني أن تولد وقدرك مرسوم، فالطفل الفلسطيني يطلق صرخته الأولى لا باكيًا، بل هاتفًا “أنا مشروع شهيد”.
سلطات الاحتلال أصبحت تغذي جوعها للقتل وتسكت تعطشها للدماء باستهداف صبيان وشبان فلسطينيين لم يتخطوا بعد سن المراهقة، لكنهم بلغوا، وهم في عمر صغير، أسمى درجات الوطنية والبطولة.

في أقل من أربعٍ وعشرين ساعة ارتقى أربعة شبان فلسطينيين إلى مصاف الشهداء، على يد جنود جيش الاحتلال.

أول هؤلاء الشهداء هو مهدي محمد لدادوة، والبالغ من العمر ١٧ عامًا فقط، من قرية المزرعة الغربية شمال غرب رام الله، والذي أصيب برصاص قوات الاحتلال إثر اشتباكات وقعت بينهم وبين الأهالي، جراحه كانت خطيرة فنقل إلى المستشفى لكنه ما لبث أن فارق الحياة إذ لم يحتمل جسده هول الرصاص الذي رماه به العدو.

أحمد ضراغمة هو شهيد آخر اغتالته ماكينة القتل اليهودية وهو في السادسة عشرة من عمره، خلال اقتحامها لمخيم جنين، وأحمد هو من طوباس التي أعلنت إضرابًا شاملًا يوم السبت حدادًا على شهيدها الذي أصيب برصاص جنود العدو في الرأس إصابة أدت إلى وفاته في وقت لاحق.

ضراغمة أبى أن يرتقي وحيدًا في جنين، إذ رافقه الشاب محمود الصوص وهو يبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا وقد أصابته رصاصات الغدر في رقبته أثناء تصديه لقوات الاحتلال ومحاولة منعها من اقتحام المخيم.

أصغر الشهداء هو عادل داود، ابن الرابعة عشرة، أصيب أيضًا بالرصاص في رأسه جنوبي قليقلة بالقرب من جدار الفصل، جدار العار والعنصرية.

إضافةً إلى أولئك الشهداء أصيب أكثر من عشرة أشخاص بجروح أثناء اقتحام جيش الكيان الغاصب لمخيم جنين، كما أصيب والد وابنته بحادثة دهس، وقد منع العدو الصحفيين كما سيارات الإسعاف من الدخول أو حتى الاقتراب من المخيم.

إنّ استشهاد أربعة شبان من مناطق مختلفة من فلسطين بعد إصابتهم بالرأس والرقبة ما هو إلّا دليل على خطة القتل الممنهج التي يستخدمها العدو والذي مهما ادّعى أمام العالم بأسره أنّه يدافع عن نفسه تبقى ممارساته أكبر دليل على اغتصابه لأرض الفلسطينيين وحقهم، وقتله لهم “عن سابق تصور وتصميم وتخطيط”.