لعلّ أحد الأمراض الأكثر شيوعًا في العصر الحديث هو مرض البدانة والسبب يعود بذلك إلى عدة عوامل، وأهمها:
١- التغيير الكبير الحاصل في حياة الإنسان
٢- الخمول البدني
٣-الإفراط في الطعام
٤- الوراثة
في العصر القديم لم تكن البدانة شائعة حيث أن أجدادنا قد عاشوا حياة فيها الجهد الجسدي الكبير في العمل في الأرض والبناء والصخر الحجري بالإضافة إلى التزامهم التام بالأكل الصحي من خضروات ولحوم ومواد غذائية تحافظ على صحة جسم الإنسان.
أما في عصرنا الحديث فقد أصبح الإنسان يقوم باستخدام وسائل النقل والأدوات التي تريح جسم الانسان، فأصبح السير على الاقدام من النوادر على سبيل المثال لزيارة الجار ، أو شراء حاجيات الانسان فكلها اصبحت تنفذ عن طريق السبل الحديثة كالسيارة.
بالاضافة الى ذلك ، فإن المهن الحرة قد تغيرت بشكل كبير من العصر القديم للعصر الحديث حيث كان السكان بغالبيتم صناعيين وزراعيين وأصبحوا الآن يعملون في إدارة الأعمال والمكاتب وكسائق تاكسي وبذلك فقد قلت نسبة الجهد الجسدي بشكل كبير جدًا
بالإضافة الى ذلك فان نوعية الطعام قد تغيرت بشكل كبير بين الأكل الصحي والغذائي الى الاعتماد على الوجبات السريعة والحلويات وغيرها وبهذا في حال العودة الى الماضي نلاحظ أن غالبية الاشخاص لم يكنوا يعانون من مرض البدانة أو الوزن الزائد كما في عصرنا الحديث .
فإنّ هذا الاختلاف الكبير في أسلوب الحياة ونوعية المأكولات ومصادرها بين الماضي والحاضر أدّى إلى ظهور مرض البدانة وانتشاره ليصبح “مرض العصر”، ويهدد حياة الكثيرين لما ينتج عنه من أمراض مزمنة وحتى مميتة.
يُتبع…
حبيب عجمي – طبيب جرّاح