أكد المحلل السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، لاري جونسون، أن لواء الاقتحام رقم 82 التابع للقوات الأوكرانية، والذي تم إرساله إلى الخطوط الأمامية، يعاني من خسائر فادحة. وقال جونسون: “إنهم يقضون على اللواء 82، الذي دخل المعركة مؤخرا، وقالوا عنه إنه يتمتع بقوة لا تصدق، وسوف يلقن الروس درسا”.
وأشار إلى أنهم لم يفشلوا في اختراق خط الدفاع الروسي فحسب، بل فقدوا أيضا دبابات “الناتو” ومدرعات على خط المواجهة.
وأكد أن موسكو وجهت ضربات ساحقة للقوات الأوكرانية بمساعدة المدفعية والطيران.
وأضاف جونسون أن الخسائر الفادحة أثبتت أن الهجوم المضاد وصل إلى طريق مسدود.
وسبق أن أفادت وزارة الدفاع الروسية، بأن الجيش الأوكراني يقوم بمحاولات هجومية فاشلة منذ 4 يونيو. وبحسب الوزارة، فقدت القوات الأوكرانية خلال شهرين أكثر من 43 ألف جندي ونحو 5000 وحدة من الأسلحة المختلفة، بما في ذلك 26 طائرة و25 دبابة “ليوبارد”، وشدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن القوات الأوكرانية لا تحقق نجاحا في أي اتجاه.
من جهة أخرى قال الناشط البريطاني في مجال حقوق الإنسان، ليو محمد، إن روسيا نجحت منذ قديم الزمان في التصدي لأولئك الذين سعوا إلى تدميرها. ولم تشارك في “استعباد” شعوب البشرة الداكنة.
وقال محمد: “لقد خاض الروس حروبا منذ القرن التاسع. وفي الواقع، لم يخسروا أبدا. لقد تعرضوا لهجوم مستمر. لكن كان بإمكانهم دائما صد أولئك الذين أرادوا تدميرهم. واليوم الوضع هو نفسه”.
منذ يوم أعلن سكرتير مجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني، أليكسي دانيلوف، أنه قد يتم الإعلان عن موجة تعبئة جديدة في أوكرانيا.
وعلق دانيلوف على تصريح الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، بأن العسكريين طلبوا منه زيادة التجنيد في الجيش، قائلا: “نعم الجيش يطالب، وعلى الأغلب سيكون هناك استدعاء إضافي، لكن هذا لا يعني أنه سيتجاوز الحدود التي اعتمدناها في 24 فبراير 2022”.
وبالنظر الى حجم الخسائر في العديد البشري للجيش الأوكراني من الطبيعي ان تعمد القيادة الأوكرانية الى الدعوة لموجة جديدة من التعبئة اجزم انها لن تؤدي الغرض منها لسببين :
السبب الأول : ان غالبية الوحدات العسكرية الأوكرانية المدرّبة بشكل جيد قد فقدت اكثر من 60% من عديدها بين قتيل وجريح .
السبب الثاني : انّ غالبية المدعوين للخدمة العسكرية هاجروا الى الخارج حيث تبين جداول إحصائية غربية ان عدد الذين هاجروا وصل الى حدود 15 مليون من اصل 43 مليون هم عدد سكان أوكرانيا ، علماً ان غالبية المهاجرين هم فئة الشباب ، وكمثال فإن عدد المدعوين للخدمة في العام 2024 يبلغ مليون شاب وشابة يتواجد منهم داخل أوكرانيا ما يقارب 350 الف فقط وهو عدد لا يمكن دعوته بالكامل للخدمة لأن دعوتهم ستكون لها تداعيات سلبية على آليات الإنتاج والإقتصاد وغيرها من التداعيات السلبية .
إضافة الى ذلك من المهم التذكير ان العديد الحالي للجيش الأوكراني يقارب ال 750 الف جندي يتموضع منهم حوالي ال 200 الف على خط الجبهة وينتشر نصف العدد الباقي على الحدود مع روسيا وبيلاروسيا ، في حين ان النصف الآخر ينتشر في انحاء أوكرانيا المختلفة بمهام الإحتياط الإستراتيجي وتأمين الحراسة للمنشآت العسكرية والمدنية ذات الطابع الحساس .
في المقابل اجرت روسيا تعبئة جزئية واحدة ليبلغ عدد الموضوعين بتصرف العملية العسكرية الروسية 450 الف ضابط وجندي يتموضع حوالي 75 الف من هم على خط الجبهة ويؤمن العدد الباقي انساق خط الدفاع في عمق يصل في بعض محاور الجبهة الى 90 كلم يمكن لنصفهم الانتقال الى الهجوم المضاد في الوقت المقرّر وهو بتقديري لم يحن بعد بانتظار وصول الوحدات الأوكرانية الى مراحل اعلى من الإنهيار وهو ما قد يستغرق شهوراً الى سنة من الزمن .
مقارنة بالخسائر الأوكرانية فإن اعتماد الجيش الروسي على نمط الدفاع النشط منذ بداية السنة ادّى الى تراجع حجم الإصابات في العديد البشري والمعدات وهو ما سيكون لمصلحة روسيا في المدى القريب والمتوسط بالنظر الى الفشل الذريع للهجمات الأوكرانية وتراجع قدرتها بشكل دائم ما سيؤدي الى دخول أوكرانيا بمرور الوقت في بدايات مرحلة الهزيمة وتالياً الإستسلام .
عمر معربوني | خبير عسكري – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية