يورغان كلوب، ضحية إدارة ليفربول أم شريكها؟

غريب ما يحدث في ليفربول، النادي يعاني منذ الموسم الماضي، ومشاكله واضحة، وأساسها ضعف خط الوسط.
وغاب النادي عن سوق الانتقالات العام الماضي، تقبّل الجمهور الأمر على مبدأ “نضحي بموسم ونبني ابتداءً من التالي” ولكن، “لا حياة لمن تنادي”، والنادي، ورغم خسارة عدد من لاعبيه وتحديدًا في خط الوسط كفابينيو وهندرسون، لا يبدو أنّه ينوي دخول سوق الانتقالات بجديّة والإدارة “نائمة في العسل”.
نعم حاول النادي التعاقد مع اللاعبين وفشل، لكن فشله كان بسبب طريقة تعامله مع الأمور، وليس لأي سبب آخر، فقد خسر أوّلًا معركته لضم كاسيدو الذي اختار تشيلسي، لكن النادي اللندني أصرّ على تعميق جراح الليفر، ومجددًا خطف لاعبًا آخر من أمامه، وهو روميو لافيا، الأمر الذي خلق حالة من الفوضى في النادي مع تبقي عشرة أيام فقط من سوق الانتقالات.
طبعًا لم يغب النادي كليًا عن سوق الانتقالات فقد وقّع مع لاعبَي الوسط، المجري دومينيك سوبوسلاي من لايبزغ، والأرجنتيني أليكسيس ماك أليستير من برايتون أند هوف ألبيون ولاعب الارتكاز الياباني واتارو اندو من شتوتغارت. وصحيح أنّه من المبكر الحكم على أي فريق بعد مرور جولتين فقط من الموسم الجديد، ولكن بعد المباريات التحضيرية وانطلاقة الموسم، فعنوان المكتوب يقول أنّ ليفربول بحاجة لتعزيزات في تشكيلته، بحاجة للاعبين مهاريين أصحاب خبرة وإلّا فلا يبدو أنّ هذا الموسم سيكون مختلفًا عن الموسم الماضي، وعلى الرغم من جودة اللاعبين الجديد لكنهم غير كافين لتعويض النقص الذي يعاني منه الفريق منذ الموسم الماضي، ولكن لا يبدو أنّ الإدارة ولا حتّى المدرّب يورغن كلوب، الذي يلعب دور الضحية لكن يبدو أنّه لا يضغط بالشكل الكافي، يتعاملون مع الأمر بالصرامة والجدية اللازمتين، والدليل على ذلك كيفية خسارة كاسيدو وروميو لافيا.
كلوب لم يكن راغبًا بترك هندرسون وفابينيو يرحلان، لكن الأمور حصلت، وصحيح أنّ النادي لم يكن مستعدًا لهذه الخسارة ولكن على الإدارة “الذكيّة” معرفة طريقة تدارك هكذا أحداث، لكن ما ظهر حتّى اللحظة هو أنّها حائرة ومضلَّلة، فقد أمضى ليفربول أسابيع في ملاحقة لافيا لكنه رفض تلبية مطالب ساوثهامبتون التي تزيد عن 50 مليون جنيه إسترليني، على الرغم من أنّ اللاعب البلجيكي كان راغبًا بالانتقال إلى أنفيلد وانتظر بصبر التوصّل إلى اتفاق، لكن لم يحدث ذلك. وارتفعت عروض ليفربول من 37 إلى 41 وفي النهاية إلى 46 مليون جنيه استرليني لكنها رفضت جميعها، ليقرر النادي الانسحاب بحجة أنّ اللاعب ما زال في التاسعة عشر من عمره، ومن المخاطرة دفع مبلغ أكثر من المعروض من أجله، لكن المشكلة هنا كانت أنّ ليفربول خسر وقتًا طويلًا في المفاوضات من أجل لافيا، على الرغم من حاجته الماسة للاعب، بدلًا من التعامل مع الأمر من منطلق أنّه لو كان هو الحل كان عليهم الرضوخ لمطالب ساوثهامبتون، وإن لم يكن هو اللاعب الذي فعلًا يريدونه فكان عليهم الانسحاب باكرًا من المفاوضات.
أما بالنسبة للمحاولة الفاشلة للتعاقد مع كايسيدو، فقد كان الأمر عبارة عن مقامرة أتت بنتائج عكسية، فأولًا كان قد تم إعلام ليفربول أنّ اللاعب يرغب بالانتقال إلى تشيلسي، وثانيًا لم يكن النادي بوارد دفع المبلغ المطلوب أي 52 مليون يورو، حتى رحيل هندرسون وفابينيو، رغم ذلك حوّلوا تركيزهم من لافيا إلى كايسيدو بعد أن أبلغهم محيط اللاعب أنّ الإكوادوري سيكون منفتحًا على الانتقال إلى أنفيلد إذا تم الاتفاق على صفقة مع برايتون، وفي نفس الوقت كان تشيلسي يتلكّأ، إذ رُفض عرضه السابق البالغ 80 مليون جنيه إسترليني من قبل فريق الساحل الجنوبي. وكان الليفر مستعدًا لدفع111 مليون جنيه إسترليني، والتي كانت ستحطم سجل انتقالات النادي، الأمر الذي أظهر أنّ الإدارة مستعدة لإنفاق مبالغ كبيرة على اللاعب المناسب، ولكن، سرعان ما تحولت الإثارة الناتجة عن هذا العرض من الطموح إلى اليأس عندما تبيّن أنّ تشيلسي كان يعدّ عرضًا مضادًا بحوالي 115 مليون جنيه إسترليني بعد طمأنته بأنه لا يزال الخيار الأول لكايسيدو.
توجّه ليفربول نحو كاسيدو أشعر لافيا بالإحباط، واعترف مقربون منه أنّه شعر أنّ ليفربول عامله كخيار ثانوي لذلك فضل الانتقال إلى تشيلسي، ولكن الإحباط الأكبر كان للريدز الذين خسروا لاعبين في فترة قصيرة جدُّا لصالح الفريق عينه، وعلى الرغم من أنّ تشيلسي بعيد عن المنافسات الاوروبية ولم يعد بالقوة التي كان عليها.
ما حصل في سوق انتقالات ليفربول يطرح أسئلة عديدة حول طريقة تعامل النادي مع سوق الانتقالات، خاصة في ظلّ ظهور قوى عظمة من الناحية المادية والتي تقدّم عروضًا خياليّة للاعبين، لكن السؤال الأهم هو عن دور المدرّب كلوب في كل ما يحدث، لماذا لا يضغط على الإدارة بشكل أكبر لانتداب من يريد خاصة بعد أن ظهر أنّ الأموال متوفّرة لعقد الصفقات، فهل هو متواطئ معها ويلعب دور الضحيّة أمام الإعلام والمشجعين، أو أنّه عاجز عن فرض مطالبه حقًّا؟