سبع سنوات مرت كأنها حلم.

سبع سنوات من مراسلة مجلة صباح الخير كانت أجمل سنين العمر .
سنوات تكوين الشخصية وترسيخ العقيدة والذكريات الصحفية ابتدأت عندما اقسمت يمين الانتماء الى الحزب ( الذي لم ولن يكن إلا في دمي). ورحلتي مع الصحافة ومع مجلة صباح الخير تحديدا ابتدأت أيضا في تلك السنة.
وكان أول ظهور لأحرفي بتغطية حدث قصف الطيران الإسرائيلي لموقع الحزب في قرية عميق بعد عملية استشهادية.
وتوالت الكتابات بعدها والتحقيقات الصحفية لتتوج بلقاء مع السيدة ماجدة الرومي حيث انفردت مجلة صباح الخير بلقاء وحديث صحفي لم تسبقها اليه في تلك المرحلة أي مجلة أو جريدة كانت تصدر في الجزء الغربي من بيروت ( كما كانت تسمى ) حيث لا هاتف يعمل ولا تلكس او فاكس أيضا وكان ذلك في ثمانينات القرن الماضي .
وأما الكلمات التي كان يلقيها الأمين الراحل ورئيس الحزب سابقا إنعام رعد فكم من ساعات طوال كنت أسهرها لأفرغ محتواها من ( شريط الكاسيت ) على أوراق كثيرة ، وتقوم المجلة بنشرها ليعود الأمين الراحل لتصحيح جمل كثيرة على مدار أسبوعين او اكثر من اول نشر .
كنا نسلك ما كان يعرف سابقا بطريق الكرامة كي نصل من البقاع الى بيروت بسبب قطع الطريق الدولية ، أكثر من ساعتين لنقوم بإيصال ريبورتاج او مقال او تغطية لإحتفال حزبي ، مع فيلم الكاميرا العادية الغير ملونة آنذاك وكان من ماركة ( كوداك ) .
اما المواقف التي كنا نتعرض لها أثناء التوجه إلى بيروت فكانت لا تعد ولا تحصى، بعض المواقف كان له طرافته وبعضها الاخر كان له خطورته .
كشريط سينمائي يمر أمامي الآن أتذكر تلك اللحظات، فأبتسم تارة للقطة من اللقطات ، واتجهم تارة عند لقطة اخرى .
ويبقى المهم في هذا الموضوع عودة صباح الخير ليس كمجلة أسبوعية كما كانت ، عودة صباح الخير بموقع إلكتروني لتواكب لحظات الحقيقة ولتكون نبراسا جديدا مع الفكر المتجدد ، مع الأقلام الجديدة ومع كوكبة من رفقاء جيلنا والجيل الجديد معا .
صباح الخير كل يوم بعزيمتكم وإصراركم.
صباح الخير بارادة السوريين القوميين الاجتماعيين.