[…] لا يمكننا أن نتلهى بخطر واحد عن بقية الأخطار. الوعي القومي يتطلب منا أن ندرك كل ما يتعلق بنا وبمصيرنا وأن نحتاط لكل واحدة من قضايانا، ولكل واحدة من القضايا التي تهاجمنا. كل خطر يداهمنا خامداً اليوم قد يثور غداً. نحن نقوم بقضية كلية واحدة لا بقضايا جزئية ولا يمكن أن نصل إلى مصير صحيح إلا بقضية واحدة كلية لا بقضايا مبعثرة لا رابطة بينها.
هذا النمو في الحركة الذي يراه المستعجلون في الأمور أمراً بطيئاً بعيداً عن معالجة القضايا الخطيرة، هذا هو الطريق السريع لمعالجة القضايا الخطيرة. إنه البناء المتين للسير بخطى منظمة لتحقيق غاية الأمة. إنه إعداد الجيوش للمعركة ولا يمكن أن نربح معركة واحدة بدون جيوش منظمة نفسياً وعملياً.
[…] إن القوة النظامية مهما كانت صغيرة أفعل بكثير من الجماهير التي لا تجمعها إرادة واحدة في الحياة ونفسية واحدة وبناء مناقبي واحد. إذن نحن نسير في تكوين الجيش الموحد الذي يقاتل، فإذا زحفنا يوماً إلى فلسطين فلن نكون زاحفين لاسترجاع أرض مقدسة، لا عملاً بإنجيل ولا قرآن أو كتاب حكمة، لن نكون زاحفين لننصر فئة دينية على فئة، مضمرين كل واحد لأخيه غير ما يظهر له. ونحن سائرون إلى الحرب نسير واعين مدركين إننا سائرون نحو النصر لأمة واحدة، لشعب واحد.
هذه هي طريقنا المختصرة الطويلة.
سعاده
“في طلاب الجامعة الأميركانية” : 16 أيار 1949