الدِّفاعُ عن السلاح “الشّرعيّ”، بوجه اليهود، واجِبُ كُلّ مواطنٍ في لبنان، لأنّ هذا السّلاح لم يتوانَ عن تحرير اراضي لبنان المحتلّة في الـ 2000 من اليهود بمنأى عن كونها “بيئته الحاضنة” او خصمه في السياسة والعقيدة، ولأنّه عاد وردّ بلاء اليهود عن لبنان في الـ 2006 من دون أن يُميّز لُبنانيّاً عن آخر، ولأنّه كذلك قدّم شبابه ودماءهم في الشام يوم أرادت الحرب الكونيّة أن تُقسّمها.
إنّ الاعتداء على السّلاح الشّرعيّ لخدمة مجّانيّة لليهود جاءتهم على طبقٍ من فضّة خصوصاً وأنّهم محرجون من خيمتي المقاومة في كفرشوبا ويتلقّون الضربات من كُلّ صفوف المقاومة بجبهاتها المتعددة.
ما أثبتته “حادثة” الكحالة وهي ليست حادثة البتة، أنّ محاولات رسم المناطق على قياس ساكنيها مشروعٌ سيجرٌّ اللبنانيّين الى الدّم، وما حصل في الكحالة مُصغّرٌ عن مأساةٍ كُبرى كانت لتودي بأرواح لا تُحصى لولا تدخُّل الجيش اللبناني الذي تصرّف بوعيٍ ووطنية وعقلانية.
بالمقابل، كان جليّاً مُحرّك الفتنة الأساسيّ وهو بعض المحطات الاعلامية المحلية وبعض العاملين فيها. بعض القنوات الفضائية المحلية يجب أن تُحاكم وتُدان بتهمة تنفيذ اجندات العدو وخلق الفتنة الطائفية والمذهبية والسياسية.
الجليّ الواضح هو جهوزية فريق سياسي كامل لاستثمار ما حصل، من خلال التحريض المناطقي والطائفي والتحريض على المقاومة في آن. الأهم أن هذا البعض، الذي يتّسم بقصر النظر، سعى بشكل حثيث وبعد الحادثة مباشرةً لتحريض أهالي الكحّالة على الاستمرار بقطع الطريق، ليس لانها طريق الكحّالة بل لأنّها طريق الشام. الرسالة كانت واضحة، طريق الشام لا تُقطع.