هل تكون الكحالة أول تهديدات “اسرائيل” وبطولاتها الدونكيشوتية؟

قبل “إعادة لبنان الى العصر الحجري” بحسب تهديدات وزير الحرب والارهاب والإجرام الإسرائيلي غالانت، سيكون الكيان الزائل وما يسمى باسرائيل قد عاد للحضن البابلي، أو إلى سنين التيه والشتات في صحراء سيناء حسب الرواية التلمودية.
ولكن ماهي قصة الصهاينة مع العصر الحجري، ايلي كوهين يهدد بإعادة لبنان للعصر الحجري أمس، واليوم يواف غالانت سيعيد لبنان للعصر الحجري، وقبل مدة نتنياهو قال نفس العبارة، فعلى مايبدو أنّ إعادة لبنان للعصر الحجري أسهل عليهم من إعادة جنودهم الهاربين من الخدمة وسلاح الطيران.
لقد جاءت تصريحات الوزير ليطمئن الصهاينة أنّ جيشهم الذي يعاني عدة أزمات ما زال قادرًا على العدوان والمجازر كسابق عهده، محاولًا بالبطولات الدونكيشوتية، بتهديدات تارة وضربات غادرة تارة، وتصريحات تارة أخرى ،فيضع الرماد فوق الجمر المشتعل، ليتماسك ذاك الصرح الرملي التي عصفت به عواصف الحقيقة والقوة، ولكن لا الجدار الإسمنتي حجب الرؤية، ولا منظومة الأسلحة والطيران المتقدمة منعت المقاومين الأبطال من بث الرعب وخلخلة الأمن وتحقيق الانتصار، ولا حتى الإعلام والدعاية جعلا المجتمع المتنافر أمة متجانسة. ونسي أو تناسى وزير العدو قوّة وقدرة المقاومة على تدمير الكيان الصهيوني، وتجاهل أنّ المقاومة وضعت خيمتين فقط لم يجرؤْ أحد من جنوده على الاقتراب وليس المساس بها.
إنّ المقاومة الإسلامية، ومعها حليفها الاستراتيجي الحزب السوري القومي الاجتماعي، وبعد أن عاد مؤخرًا لصفوف المقاومة من نقطة صفر، قادران على تدمير المراكز الأساسية للعدو، لا بل أكثر، وتحرير أراضي محتلة ليس فقط لبنانية، وإنما بالداخل الفلسطيني المحتل.
إنّ وحدة الساحات بين قوى المقاومة، والتنسيق فيما بينها جعل جبهات القتال مفتوحة وفاعلة في كل الساحات ولن تتوقف عند لبنان.
بالرغم من أفعال وتحركات الأحزاب الانعزالية التي تفتح صدرها للعمالة وتصدر أزمات لصالح الكيان وتحرّض المجتمع على المقاومة وسلاحها، وما حادثة الكحالة مؤخّرًا على مايبدو شرارة البدء لخطة وزير الحرب الإسرائيلي، فهل بدأت أيادي الكيان تحرك هؤلاء الانعزاليين بالفعل في المشهد الذي حصل بالكحالة أم هي رسالة استعداد منهم وقبولهم للتعاون مع العدو؟؟؟
وهل سنرى مشهدًا وموقفًا مشابهيين لما حصل بثمانينيات القرن الماضي من بعض الأحزاب التي تدعي السيادية والتي تناهض محور المقاومة متعاونة عميلة للكيان الإسرائيلي ولمصالحها الشخصية وتكون العصى التي تستخدمها “اسرائيل” لضرب لبنان والمقاومة؟؟
لقد صدّرت تلك الأحزاب المحسوبة على الطرف المسيحي، صورة مشوّهة عن المواطن المسيحي وكأنّه بمنأى عن أي صراع حاصل في المنطقة، غير معني بالدفاع عن وطنه وشعبه وأرضه، لا يمتلك حس الوطنية والقومية، كالدخيل الغريب على الأرض والوطن، في حين أنّ الدفاع عن المقاومة وسلاح المقاومة، الذي هو السبيل الوحيد للدفاع عن الشعب كله، واجب كل مواطن في هذا الكيان باختلاف مناطقه ومذهبه، وقد اختبر الشعب هذا في 2006 وقبلها، وأنّ الضمان الوحيد لوقف ومنع إراقة الدم وتكرار سيناريو الحرب الأهلية هو وحدة المجتمع، وعدم الانحياز لخطابات التحريض التي تحاول زرع الفتنة وإثارة النعرات، وتلك الخطابات هي الباب المفتوح الذي تحاول من خلاله الاحزاب الانعزالية التي رأيناها في حادثة الكحالة مسرعة للشاشات، تقديم خدمة مجانية لأعداء الوطن والمقاومة على طبق من ذهب، وإعلان صك استعدادها للعمالة وتحقيق السياسات الصهيو-امريكية بشكل معلن.
لذلك لا بد للإعلام أخذ دوره الوطني والكف عن بث المناكفات السياسية والتحريض ضد المقاومة وسلاحها والوقوف مع مصلحة الشعب، كل الشعب، ووحدته وسلامة لبنان، وتمثيل معادلة الجيش، الشعب، المقاومة.
وقد لعب الجيش اللبناني دورًا مهمًا في حماية لبنان وسلامة شعبه ووحدة اراضيه، كما دوره الإيجابي في حادثة الحكالة بالسيطرة وتهدئة الأمور وفتح الطرقات بشكل آمن، لذلك فإنّ أي هجوم وأي مساس يستهدف هذه المؤسسة مرفوض رفضَا قاطعًا.
اليوم اسرائيل تتهاوى وهي تلفظ أنفاسها الاخيرة وجميع تهديدات الإسرائيلين لن تجدي نفعًا أمام من قدّم الشهداء والتضحيات والبطولات، وجعلهم يصرخون أن أوقفوا إطلاق النار سنخرج من بيروت، وهزم جيشهم الذي هرب من جنوب لبنان بفعل ضربات المقاومة، والآن هو يواجه الإرهاب الاقتصادي ولن يوفر جهدًا بالتصدي لعدوان الصهاينة والحاقدين وإلحاق هزيمة جديدة بالكيان الزائل وجميع عملائه.