“كاتالوغ” التعامل مع المرأة النرجسيّة!

ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخّرًا بالحديث عن الشخص النرجسي، وغالبًا ما يتوجّهون بالتركيز نحو الرجل أو الزوج النرجسي، مع العلم أنّ الإحصاءات تُظهر أنّ اضطراب الشّخصيّة النرجسيّة يصيب الجنسين باختلاف ضئيل نسبيًّا بينهما.

هذا وتبلغ نسبة الذكور حوالي 7% للرجال و4.8% للنساء. فالمرأة النّرجسيّة بشكل عام مهووسة بنفسها إلى حدّ كبير، فهي تتّصف بالغرور والتعالي وانعدام التعاطف والأنانيّة، ولا ترى في الشريك سوى شخص سيلبّي احتياجاتها فقط، فتعمل على جذبه في البداية لتستغلّ مشاعره ثمّ التقليل منه. فهي تعدّ من أخطر أنواع النساء بسبب قدرتها الكبيرة على التّلاعب والاستغلال، بالإضافة إلى أنّها تستطيع تدمير حياة الأشخاص الذّين يدخلون معها بعلاقة عاطفيّة.

ومن أهمّ صفات الشريكة النّرجسيّة:

  • الحاجة المبالغ فيها للإعجاب والاهتمام: فهي بحاجة دائمة للاهتمام وكلمات الإعجاب والإطراء بشكل مبالغ فيه، وفي حال لم تحصل على ذلك الاهتمام فإنّها تقوم بممارسة الألاعيب التالية:

1- الصمت العقابي: لكي تُخضع شريكها وتجعله يتوسّل رضاها، وأحيانًا لإفساح المجال أمامها للتواصل مع شخص آخر خارج إطار العلاقة.
2- افتعال المشاكل: وذلك باستخدام التنكيد على الشريك دون سبب مبرّر، وتسبّبها له بالقلق والتوتّر.
3- المقارنة: تبدأ بمقارنة شريكها بطرف ثالث لتشعره بالدونيّة والتقصير، فهي لا تشعر بأي تعاطف أو شفقة على الشريك.
4- الاستغلال: تقوم المرأة النرجسيّة باختيار الضحيّة بحسب قدرته على تلبية احتياجاتها ومتطلباتها، فهو أداة للاستغلال المادي والعاطفي والاجتماعي، وفي حال توقّفه عن العطاء فإنها تقوم باستبداله بضحيّة أخرى.
5- التحكّم بمظهر الشريك: فهي تهتمّ كثيرًا بمظهرها الاجتماعي من ناحية الشكل والممتلكات، وبالتالي فإنّ شريكها (زوجها) هو تكملة لتلك الصورة التي تسعى أن تكون مثاليّة، فتقوم باختيار ملابسه، وممكن ساعته وهاتفه وسيارته لتكون باهظة حتى ولو كان وضعه المادّي لا يسمح بذلك، وقد تجبره على الاقتراض للظهور أمام الناس بالصورة المثاليّة، وكذلك فإنّ عدم شعورها بالأمان والثقة الداخليّة يجعلها مهووسة بامتلاك المجوهرات والملابس والماديّات لإثبات قوّتها وأنّها تستحقّ الأفضل.
6- الهوس بالشكل ولفت الأنظار: فهي تهتمّ بشكلها بطريقة مبالغة لكي تلفت النظر إليها والحصول على الوقود النرجسي، عوضًا عن اهتمامها الدائم بنفسها وخضوعها لعمليّات التّجميل، فتبدو داخل المنزل غير مهتمّة بنفسها، لكن عند الخروج تقوم بارتداء الملابس الملفتة للأنظار والفاخرة إذا استطاعت، ووضع مساحيق التجميل بشكل كبير. فالنرجسيّات يستخدمن أجسادهنّ عمومًا كوسيلة للاستحقاق وجذب الانتباه، وأحيانًا لجذب شركاء جنسيّين. فهنّ يستخدمن الجنس كوسيلة للتلاعب والحصول على ما يردن.
7- الإدمان على وسائل التواصل: فوسائل التواصل عادة ما تكون أرضًا خصبة للنساء النرجسيّات للحصول على الإعجابات وتعليقات الغزل والمدح وجذب أشخاص جدد لعلاقات احتياطيّة وتغذية الغرور لديهنّ.
8- تشويه سمعة الآخرين: عادة ما تدّعي النرجسيّة غيرة الآخرين منها وأهدافهم بإيذائها وهي تمارس بذلك إسقاط رغبتها بذلك. فتراها دائمة مراقبة الأخريات ومقارنة نفسها بهنّ والتكلم عنهنّ بالسوء وتشويه سمعتهنّ. وعادة ما تقوم النرجسيّة بتشويه سمعة الأشخاص المقرّبين من شريكها أمامه لإبعاده عنهم، بما في ذلك أهله وأقربائه وأصدقائه لتضمن التلاعب به وعدم طلبه مساعدة الآخرين.
9- لعب دور الضحيّة: غالبًا ما تُشعر المرأة النرجسيّة شريكها بالتقصير والذنب حتّى ولو لم يكن مقصّرًا، فهي لديها قدرة على قلب الطاولة والتلاعب لجعله يعتذر عن خطأ فعلته هي. وقد تستخدم البكاء والاستعطاف في حال شعرت بأنّ الشريك قد يتركها وهي ما زالت بحاجة لعطاءاته.
10- عدم تقبّل النقد: فالنرجسيّة غير متقبّلة للنقد وتتعامل مع الناقد بطريقة دفاعيّة حادّة وشرسة، فهي بنظر ذاتها مثاليّة التفكير والسّلوك. فمن أصعب الأمور هو إثبات خطأ المرأة النرجسيّة من قبل الشريك.

عادةً ما تكون العلاقة مع المرأة النرجسيّة سامّة وغير صحيّة، مسبّبة للألم والإرهاق النفسي، بل قد تؤثّر على الصحّة أيضًا، وفي هذه الحالة يُنصح بالابتعاد والرحيل وإنهاء هذه العلاقة المؤذية. لكن في حال عدم القدرة على ذلك لأسباب معيّنة، هناك بعض الخطوات التي يمكن اتّباعها للتعامل معها:

  • النظر إليها على حقيقتها: أي إدراك التلاعب والتمثيل ومحاولات الاستغلال والوعي لها، وعدم الوقوع في الشرك والاهتمام بمصالحك وأهدافك وحاجاتك الخاصة.
  • الدفاع عن النفس بأسلوب منطقي وهادئ دون إظهار شعور الارتباك والحزن، وعدم الخوض في شجارات عنيفة وعبارات جارحة لأنّها غالبًا لا تُجدي نفعُا.
  • وضع حدود واضحة وعدم السماح لها بالعبث بالأغراض الخاصّة وإملاء التصرفات، والتعبير عن الخطوط الحمراء في التعامل وتوضيح تبعات تجاوزها أو عدم احترامها.
  • التذكّر أنّ الشريك ليس مخطئًا حتى ولو كانت الشريكة النرجسيّة دائمة إلقاء اللوم عليه حيث لا يجب أن يشعر بتأنيب الضمير.
  • التركيز على استغلال الوعود فورًا لأنّ النرجسيّين بارعون في قطع الوعود بأنّهم سيفومون بعمل ما تريده منهم وينسون أمر تنفيذها. لذلك على الشريك تحديد ما يريده من النرجسيّة التي يتعامل معها ليبقى مصرًّا على أنه لن بحقق طلبها إلّا إذا التزمت بتنفيذ وعدها له.
  • على الشريك القيام ببناء نظام داعم من علاقات صحيّة حوله من أصدقاء وأقارب داعمين، لأنّ قضاء الكثير من الوقت مع الشريك النرجسي قد يستنذف الطاقة.

الأخصّائية والمعالجة النفسيّة ريما كسر