منصّات التواصل: أفيون الرياضة الجديد

منصّات التواصل: أفيون الرياضة الجديد

تحتلّ وسائل التواصل الاجتماعي قسمًا كبيرًا من حياتنا اليوميّة، وأصبحت جزءًا لا يتجزّأ منها حتّى كادت تحلّ مكان أي وسيلة اعلاميّة أخرى وبسرعة قياسيّة.
ولعالم الرياضيّة علاقة بهذه الوسائل، علاقة لها الوجه الإيجابي كما الوجه السّلبي، وغدا لوسائل التواصل تأثير غير مسبوق على كلّ ما يتعلّق بالرياضة بمختلف أنواعها، فالمنظّمات الرياضّة والأندية واللاعبون والشركات المصنّعة للمستلزمات الرياضيّة والمشجّعون، جميعم تأثّروا بالاحتلال السريع للمنصات، كفايسبوك وانستغرام ويوتيوب وتيك توك وإكس (تويتر سابقًا) وغيرها لحياتنا.
لا بدّ أنّ انتشار وسائل التّواصل وازدياد عدد متابعيها قد قدّم خدمةً كبيرة لعالم الرياضة، فالترويج والدعاية أصبحا أسهل وبكلفة أقلّ من أي وسيلة إعلاميّة أخرى، وأتاح هذا الانتشار للاعبين فرصة مشاركة تفاصيل حياتهم الاحترافيّة، كما اليوميّة مع متابعيهم، وأتاح للاتحادات والأندية نشر أخبارها ومواعيد مبارياتها وتذكير المعجبين بأساطيرها وإنجازاتها، وأعطى الفرصة للشركات للترويج وبيع منتجاتها الرياضيّة بشكل أوسع واسهل، كما أصبح بإمكان المتابعين والمشجّعين التّواصل مع لاعبيهم المفضّلين، وشراء التذاكر بلحظات، دون أن ننسى المجال الّذي فُتح للصحافيّين والإعلاميّين لنشر مقالاتهم وأخبارهم الحصريّة واجتذاب عدد كبير من القرّاء كان من شبه المستحيل اجتذابه لو بقي الأمر محصورًا بالصحافة الورقيّة وبعض المحطّات أو القنوات التلفزيونيّة. إضافة إلى الأموال التي يجنيها اللاعبون من الدعايات التي ينشرونها عبر حساباتهم الرسميّة والتّي تفوق عقود البعض مع أنديتهم، كما قد تمّ استخدامها لغايات ساميّة، كحملات التوعيّة والدّعم، فبعض الرياضيين استخدم حساباته لجمع التبرعات عند الكوارث، أو لدعم مريض، أو للتوعية…
مقابل كلّ هذه الامتيازات الّتي قدّمها هذا التطوّر التكنولوجي لعالم الرّياضة، كان هناك جانب مظلم لاستخدام وسائل التواصل، فبسببها أصبحت الشائعات تنتشر بشكل واسع وسريع، شائعات قد توقع المتابعين في فخّ تصديق الأخبار غير الصحيحة والتي تؤثّر بشكل قد يعرّض اللاعبين والمدرّبين لمشاكل عديدة.
ولكن المشكلة الكبرى تبقى الاستخدام الخاطئ لهذه الوسائل من قبل بعض اللاعبين والمشجعين، فلاعبون عديدون قد وقعوا ضحيّة تعليق خاطئ هاجموا عبره مشجع ما، أو ردّ غير أخلاقي بين بعضهم البعض، أو هجوم على صحفي نشر شائعة عنهم، فدخلوا في ورطة وتعرّضوا لعقوبات من أنديتهم واتحاداتهم او نبذ من قبل العديد من المشجعين. ولاعبون كثر وقعوا ضحيّة عمليّات قرصنة أدّت إلى نشر محتوى غير لائق باسمهم، الأمر الذي بدوره أوقعهم بمشاكل عديدة، وحتّى أنّ معلّقي المباريات ومحلّلي الاستوديو لم ينجوا من هذه الورطات.
لكن تبقى المعضلة الأهم والتي يجب التوقف عندها بتمعّن هي المشجعون وطريقة تعاطيهم مع اللاعبين ومع بعضهم البعض على المنصّات. فإن كان قسم كبير منهم يستعمل هذه الوسائل للبقاء على اطلاع على كلّ ما يتعلّق بلاعبيهم وأنديتهم المفضّلة، ولدعمهم بالتعليقات والمنشورات، الأمر الذي يشكّل دفعة معنويّة كبيرة لهؤلاء، لكن كثيرين منهم قد يلجأون إلى مهاجمة بعض الرياضيين والتنمّر عليهم ونشر شائعات مؤذية عنهم، شاىعات قد تنشتر بشكل واشع وتؤثّر على بعضهم، خاصة من كان منهم في بداية مسيرته الرياضيّة، ولا يتمتّع بخبرة كافية للتعامل مع هكذا مواقف أو للردّ عليها بالطريقة المناسبة، ممّا قد يؤثّر على أداء اللاعب ويدمّر ثقته بنفسه او يوقعه في مشكلة في حال كتب ردًّا عير لائق.
كما أنّ بعض المشجعين يحاولون فرض “رأيهم الرياضي” على الجميع، ومن يخالفهم الرأي سيتعرّض لهجوم قاسٍ، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى الشتائم أو حتى التهديد بالقتل، وسيعتبر كلّ شخص معارض لرأي ذلك المشجّع المتعصّب أحمقًا، لا يمتلك أي ثقافة رياضيّة… وفي أغلب النقاشات الرياضيّة، تتغلّب العاطفة على المنطق، ويصبح فرض الرأي الشخصي الهدف الأعظم لكلّ طرف دون أي احترام للآخر، وقد يسعى بعض المشجعين أصحاب الرأي الموحّد إلى تشكيل مجموعات للرد على كلّ “معارض” لرؤيتهم، ردّ قد يعرّض من يختلف معهم إلى حملات تنمّر وتشهير قد توصلهم حتّى إلى مشاكل نفسيّة، فالبعض يرى في هذه المساحة التي تمنحه إياها المنصات عالمًا يستطيع فيه أن يكون الأقوى والمسيطر فيلجأ إليها لتحقيق ما قد عجز عن تحقيقه في الواقع.
قد تكون وسائل التواصل الاجتماعي احتلت عالم الرياضة، وربما يكون العكس صحيحًا، ولكن تبقى المتعة القصوى بمشاهدة المناسبات الرياضية بعيدًا عن ضوضاء التكنولوجيا ومشاكلها ومثالياتها، بعيدًا عن الخبر الذي يسبق الصورة، وعن التحليل النابع من عاطفة صاحبه، ومن جدال لن يفضي إلى حلّ، أنت وجهاز التلفزيون والكثير من المشاعر…

تحتلّ وسائل التواصل الاجتماعي قسمًا كبيرًا من حياتنا اليوميّة، وأصبحت جزءًا لا يتجزّأ منها حتّى كادت تحلّ مكان أي وسيلة اعلاميّة أخرى وبسرعة قياسيّة.
ولعالم الرياضيّة علاقة بهذه الوسائل، علاقة لها الوجه الإيجابي كما الوجه السّلبي، وغدا لوسائل التواصل تأثير غير مسبوق على كلّ ما يتعلّق بالرياضة بمختلف أنواعها، فالمنظّمات الرياضّة والأندية واللاعبون والشركات المصنّعة للمستلزمات الرياضيّة والمشجّعون، جميعم تأثّروا بالاحتلال السريع للمنصات، كفايسبوك وانستغرام ويوتيوب وتيك توك وإكس (تويتر سابقًا) وغيرها لحياتنا.
لا بدّ أنّ انتشار وسائل التّواصل وازدياد عدد متابعيها قد قدّم خدمةً كبيرة لعالم الرياضة، فالترويج والدعاية أصبحا أسهل وبكلفة أقلّ من أي وسيلة إعلاميّة أخرى، وأتاح هذا الانتشار للاعبين فرصة مشاركة تفاصيل حياتهم الاحترافيّة، كما اليوميّة مع متابعيهم، وأتاح للاتحادات والأندية نشر أخبارها ومواعيد مبارياتها وتذكير المعجبين بأساطيرها وإنجازاتها، وأعطى الفرصة للشركات للترويج وبيع منتجاتها الرياضيّة بشكل أوسع واسهل، كما أصبح بإمكان المتابعين والمشجّعين التّواصل مع لاعبيهم المفضّلين، وشراء التذاكر بلحظات، دون أن ننسى المجال الّذي فُتح للصحافيّين والإعلاميّين لنشر مقالاتهم وأخبارهم الحصريّة واجتذاب عدد كبير من القرّاء كان من شبه المستحيل اجتذابه لو بقي الأمر محصورًا بالصحافة الورقيّة وبعض المحطّات أو القنوات التلفزيونيّة. إضافة إلى الأموال التي يجنيها اللاعبون من الدعايات التي ينشرونها عبر حساباتهم الرسميّة والتّي تفوق عقود البعض مع أنديتهم، كما قد تمّ استخدامها لغايات ساميّة، كحملات التوعيّة والدّعم، فبعض الرياضيين استخدم حساباته لجمع التبرعات عند الكوارث، أو لدعم مريض، أو للتوعية…
مقابل كلّ هذه الامتيازات الّتي قدّمها هذا التطوّر التكنولوجي لعالم الرّياضة، كان هناك جانب مظلم لاستخدام وسائل التواصل، فبسببها أصبحت الشائعات تنتشر بشكل واسع وسريع، شائعات قد توقع المتابعين في فخّ تصديق الأخبار غير الصحيحة والتي تؤثّر بشكل قد يعرّض اللاعبين والمدرّبين لمشاكل عديدة.
ولكن المشكلة الكبرى تبقى الاستخدام الخاطئ لهذه الوسائل من قبل بعض اللاعبين والمشجعين، فلاعبون عديدون قد وقعوا ضحيّة تعليق خاطئ هاجموا عبره مشجع ما، أو ردّ غير أخلاقي بين بعضهم البعض، أو هجوم على صحفي نشر شائعة عنهم، فدخلوا في ورطة وتعرّضوا لعقوبات من أنديتهم واتحاداتهم او نبذ من قبل العديد من المشجعين. ولاعبون كثر وقعوا ضحيّة عمليّات قرصنة أدّت إلى نشر محتوى غير لائق باسمهم، الأمر الذي بدوره أوقعهم بمشاكل عديدة، وحتّى أنّ معلّقي المباريات ومحلّلي الاستوديو لم ينجوا من هذه الورطات.
لكن تبقى المعضلة الأهم والتي يجب التوقف عندها بتمعّن هي المشجعون وطريقة تعاطيهم مع اللاعبين ومع بعضهم البعض على المنصّات. فإن كان قسم كبير منهم يستعمل هذه الوسائل للبقاء على اطلاع على كلّ ما يتعلّق بلاعبيهم وأنديتهم المفضّلة، ولدعمهم بالتعليقات والمنشورات، الأمر الذي يشكّل دفعة معنويّة كبيرة لهؤلاء، لكن كثيرين منهم قد يلجأون إلى مهاجمة بعض الرياضيين والتنمّر عليهم ونشر شائعات مؤذية عنهم، شاىعات قد تنشتر بشكل واشع وتؤثّر على بعضهم، خاصة من كان منهم في بداية مسيرته الرياضيّة، ولا يتمتّع بخبرة كافية للتعامل مع هكذا مواقف أو للردّ عليها بالطريقة المناسبة، ممّا قد يؤثّر على أداء اللاعب ويدمّر ثقته بنفسه او يوقعه في مشكلة في حال كتب ردًّا عير لائق.
كما أنّ بعض المشجعين يحاولون فرض “رأيهم الرياضي” على الجميع، ومن يخالفهم الرأي سيتعرّض لهجوم قاسٍ، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى الشتائم أو حتى التهديد بالقتل، وسيعتبر كلّ شخص معارض لرأي ذلك المشجّع المتعصّب أحمقًا، لا يمتلك أي ثقافة رياضيّة… وفي أغلب النقاشات الرياضيّة، تتغلّب العاطفة على المنطق، ويصبح فرض الرأي الشخصي الهدف الأعظم لكلّ طرف دون أي احترام للآخر، وقد يسعى بعض المشجعين أصحاب الرأي الموحّد إلى تشكيل مجموعات للرد على كلّ “معارض” لرؤيتهم، ردّ قد يعرّض من يختلف معهم إلى حملات تنمّر وتشهير قد توصلهم حتّى إلى مشاكل نفسيّة، فالبعض يرى في هذه المساحة التي تمنحه إياها المنصات عالمًا يستطيع فيه أن يكون الأقوى والمسيطر فيلجأ إليها لتحقيق ما قد عجز عن تحقيقه في الواقع.
قد تكون وسائل التواصل الاجتماعي احتلت عالم الرياضة، وربما يكون العكس صحيحًا، ولكن تبقى المتعة القصوى بمشاهدة المناسبات الرياضية بعيدًا عن ضوضاء التكنولوجيا ومشاكلها ومثالياتها، بعيدًا عن الخبر الذي يسبق الصورة، وعن التحليل النابع من عاطفة صاحبه، ومن جدال لن يفضي إلى حلّ، أنت وجهاز التلفزيون والكثير من المشاعر…