هذا هو “المهستر”.. مضطرب نفسيًا لهذه الاسباب!

“مهستر” هو لقب يطلقه الناس عادةً على كل من يبالغ بتصرّفاته وردود فعله وتعبيره، ومن يختلف عن الناس بدرجة حدّية ما يقول أو ما يفعل. هذا اللقب لم يأتِ من فراغ، ولكن بالطبع لا يمكن اطلاق توصيف “صاحب الشخصية الهستيرية” على مطلق شخص كان لديه سلوكًا “نافرًا”، بل إن مجموعة معطيات وسمات وأسباب وأعراض هي من تحدّد شخصية الفرد، ومنها ينطلق التشخيص.

بدايةً، الشخصية الهستيرية هي احدى أوجه الاضطرابات الشخصية، وتُصنّف ضمن مجموعة اضطرابات الشخصية في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5).
تتسم الشخصية الهستيرية بالسلوك العاطفي المفرط والحاجة الملحّة للانتباه والتعرّف عليها. تعتبر الانطوائية والمشاكل في بناء الهوية والانفعالات الدرامية جزءًا من سماتها.

تتعدّد أسباب الشخصية الهستيرية وتصل لتكون شائكة ومعقّدة. يُعتقد أن التجارب الطفولية الصعبة وتجارب التربية غير المناسبة قد تلعب دورًا في تطور هذا الاضطراب.
هذا ويعتقد خبراء الصحة العقلية أن العامل الوراثي يلعب دورًا هامًا في الإصابة به، وتشمل العوامل البيئية الأخرى عدم وجود نقد أو عقاب كطفل، بالإضافة إلى التعزيز الإيجابي الذي يتم تقديمه فقط عندما يعتمد الطفل بعض السلوكيات، وتتطور اضطرابات الشخصية عادةً فيما يتعلق بالأنماط الفردية والأساليب النفسية والطرق التي يتعلمها الناس للتعامل مع التوتر على المدى الطويل.

تتضمن أعراض الشخصية الهستيرية تصرفات درامية للحصول على الاهتمام والتعاطف من الآخرين. قد يتميز الشخص الهستيري بالانطوائية المفرطة، والتعبير المبالغ فيه للعواطف، والبحث المستمر عن التأكيد والثناء من الآخرين، وقد يكون ميله لتكوين علاقات اجتماعية هو امر سطحي وعابر، مما يجعله يعاني من العلاقات الشخصية الثابتة والعميقة.
ومن ابرز الأعراض ايضًا:

  • الشعور بعدم الراحة عندما لا يكون الشخص مركزًا للاهتمام
  • الظهور بمظهر غير لائق
  • السلوك الشاذ وغير الاعتيادي
  • تغير الحالة العاطفية بسرعة
  • الاهتمام الكبير بالمظهر واستخدامه دائما لجذب الانتباه
  • التأثر بآراء الآخرين بسهولة
  • الإفراط في ردود الفعل العاطفية
  • اتخاذ قرارات متهورة
  • صعوبة الحفاظ على العلاقات
  • التهديد بمحاولة الانتحار
  • الحساسية للنقد أو الرفض
  • التغاضي عن عيوب النفس وعدم السعي لإصلاحها
  • فقدان القدرة على الصبر والمثابرة
  • تقلب المزاج بسرعة
  • سطحية المشاعر والأنانية
  • حب الظهور أمام الآخرين
  • غياب النضج النفسي والجنسي
  • الميل إلى الاستعراض أمام الآخرين
  • الشعور الدائم بالنقص
  • الميل إلى المبالغة والتهويل

يجب التعامل مع الشخصية الهستيرية بعناية وحرص كبيرين، ويُفضّل أن يتم علاجها من قبل متخصصين في الصحة النفسية رغم صعوبة الأمر. فالعلاج النفسي المعرفي السلوكي قد يكون فعّالًا في تقليل الأعراض الهستيرية حيث يركز هذا العلاج على تحسين التفكير وتعديل السلوكيات غير المناسبة، كما يدفع الشخص الهستيري خلاله للتعرّف على العواطف بشكل صحيح واستخدام أساليب أكثر إيجابية للتعامل مع الضغوط النفسية والعلاقات الشخصية.

الأخصّائية والمعالجة النفسيّة ريما كسر