عائدون من اسطنبول!

منذ سنتين يعاني مختلف المقيمين السوريين في تركيا من واقع اهتزاز الاقتصاد التركي. فرغم انتقالهم للعمل والاستثمار في اسطنبول تحديدًا، يجد كثر أن طريق العودة إلى بلادهم الأم باتت خيارًا أفضل لهم ولعائلاتهم.

أيمن شاب تخرّج منذ عدة سنوات من كلية الحقوق في دمشق وعمل محاميًا، ولكنه أمام الواقع المعيشي في الشام قرر أنه لن يبقى وآثر الهجرة على المعاناة.
قدم ايمن إلى اسطنبول منذ عدة سنوات، وطبعًا لم يتمكن من ممارسة المحاماة لألف سبب وسبب، ولكنه قرّر انه لن يقف مكتوف اليدين.
تعلّم اللغة التركية وتشارك مع ديدم، وهي محامية تركية، فتعلّم القانون التركي وبدأ بالاهتمام بالزبائن العرب إلّا أنّه بقي طبعًا تحت جناح ديدم، فهي في الواجهة وهو منسّق الزبائن العرب .
يقول أيمن أنّه ورغم افتقاده وحنينه لدمشق إلّا أنّه يعلم أنّ بقاء…
[2:02 am, 26/09/2022] Ramroumi Al Houmara Al Aniqa: عائدون من اسطنبول!

حسين المسكي – مقيم في تركيا

منذ سنتين يعاني مختلف المقيمين السوريين في تركيا من واقع اهتزاز الاقتصاد التركي. فرغم انتقالهم للعمل والاستثمار في اسطنبول تحديدًا، يجد كثر أن طريق العودة إلى بلادهم الأم باتت خيارًا أفضل لهم ولعائلاتهم.

أيمن شاب تخرّج منذ عدة سنوات من كلية الحقوق في دمشق وعمل محاميًا، ولكنه أمام الواقع المعيشي في الشام قرر أنه لن يبقى وآثر الهجرة على المعاناة.
قدم ايمن إلى اسطنبول منذ عدة سنوات، وطبعًا لم يتمكن من ممارسة المحاماة لألف سبب وسبب، ولكنه قرّر انه لن يقف مكتوف اليدين.
تعلّم اللغة التركية وتشارك مع ديدم، وهي محامية تركية، فتعلّم القانون التركي وبدأ بالاهتمام بالزبائن العرب إلّا أنّه بقي طبعًا تحت جناح ديدم، فهي في الواجهة وهو منسّق الزبائن العرب .
يقول أيمن أنّه ورغم افتقاده وحنينه لدمشق إلّا أنّه يعلم أنّ بقاءه في اسطنبول أفضل للمستقبل وهو لا يفكر بالعودة في المدى المنظور.
على الرغم من الصعاب التي واجهها أيمن لكن تبقى تجربته أفضل من تجارب كثيرة منها تجربة رائد ش. الذي قدم مع زوجته ميرنا من لبنان واستأجر بيتًا وبدأ رحلة البحث عن عمل في مغامرة غير محسوبة على الإطلاق m، ففي تركيا إن كنت لا تتقن اللغة فمن شبه المستحيل أن تجد عملًا مقبولًا وهذا ما حصل مع رائد وميرنا مما اضطرهما بعد عدة أشهر إلى حزم الحقائب والعودة إلى قريتهما في الشوف.

تعتبر تركيا حاليًا ملاذًا للعديد من الجنسيات العربية فالسوري أتى إليها لاجئًا من حرب أو هربًا من اقتصاد مأزوم، ويُسجل للسوريين نشاطهم وعملهم وانخراطهم بسوق العمل التركي وللعديد منهم تجارب ناجحة على عدة أصعدة تبدأ من مجال العقارات إلى العمل في المطاعم. إلّا أنّ الغضب على الوجود السوري في تركيا قد بلغ ذروته ويعاني السوريون حاليًا من عنصرية مباشرة وتعتمد المعارضة على مشروع واحد للانتخابات وهو إعادة كل السوريين إلى بلادهم في حال فوزهم.

من ناحية أخرى، وعلى سبيل المثال لا الحصر، صافي وهو شاب فلسطيني أتى من سورية منذ عدة سنوات، يعمل كمترجم في مكتب محاسبة إلّا انه ضاق ذرعًا بالحياة في تركيا التي تمر حاليًا بواحدة من أسوأ ازماتها الاقتصادية، ولذلك يعتبر أن وجوده مؤقت فيها ويعتبرها محطة يرتاح فبها قبل متابعة طريقه إلى اوروبا حيث الفرص هناك أكبر حسب رأيه .

على صعيد اللبنانيين، بدأ وجودهم في تركيا يظهر بشكل متزايد، خاصة بعد الأزمة الاقتصادية التي ضربت لبنان وأزمة المصارف. فاللبناني لا يحتاج لتأشيرة دخول وكان من السهل الحصول على إقامة سياحية لمدة سنتين قبل أن يتوقف منح الإقامات لجميع الجنسيات ودون سبب واضح .

يحاول اللبنانيون الانخراط في سوق العمل التركي عبر فتح مطاعم ومكاتب سياحية ومكاتب وساطة للسياحة العلاجية وحتى عبر الزراعة أو التصدير من تركيا إلى اوروبا، إلّا أنّ الوضع الاقتصادي المتردّي حاليًا إن في تركيا أو في بلاد العالم قاطبة يفرض ايقاعه على الجميع .

يُجمع الكل في العالم العربي على أنّ تركيا حاليًا هي افضل مكان يمكن العيش به خارج أوطانهم بالرغم من ارتفاع كلفة المعيشة التي ترهق كاهل المواطن التركي قبل المقيمين الأجانب .

▪︎تم تغيير اسماء الأشخاص حفاظًا على خصوصياتهم.

حسين المسكي – مقيم في تركيا