كل أيامنا بعد ذاك الفجر فداء
رصاصات كصرخة الحياة
رصاصات اخرى بطعم البقاء
ياخجل هذه الليلة من التاريخ كان العزاء
إبتسامة…سؤال عن الأهل
رشفة أخيرة من قهوة الجلاد
إعترف!!
قاده الكاهن إلى حبس ملكوته
تناول سترته
وقف خاشعا
واثقا… منتصرا
هل في درب العز أخطاء؟
ورقة وقلم … بعض أحرف
كلمة … رسالة
وشم على وجه التاريخ
استكانوا للذل
هل لوقع حرف أن يوقظ ذليل!
مكبل اليدين معصوب العين
ساروا به إلى حتفهم المنتظر
تتالى الخطى تتسابق الأقدار
إلى مشهد الفجر الأخير
وذاك الجسد المسجى
والصمت زوبعة تقض مضجع السكون
لسان حال الشهيد يقول:
أنا لا أعد سنون عيشي
زوابع النصر على ثرى الوطن
أفلا تحصون!!
فالنسور بقية أضلاعي
من نصر فعز بالدماء لا يبخلون
في غياب الصمت
حدثنا الكاهن
ورمى ذاكرته ينثر ألوان المشهد السوريالي
آزيز رصاص
فجر مريب
ونير سجان صدأ
تزاحم سيارات
وجوه جند شاحبة كجدران السجن
نعش أبيض
رتب تتدلى
وبعض حصى تؤلم الركب
عصبة تعمي عين الحق
وصية أخيرة
وأزيز رصاص
بعض بخور
دم يقطر
رنين رفوش
وحفرة …
ختم رسالته بالدماء
فجر احمر لاينتهي
فكل أيامنا بعد يومك فداء
يانسر تموز
شهادتك خلود أمة
أرواحنا قرابين البقاء
مهند سلطون