بطولات وابداعات جنين… لا تعفي غزة والمحور

ابدعت جنين في مقاومتها وفي ارتقاء قدراتها وبلوغها حقبة التحول من العمل الفردي والعمليات البسيطة الى الجهد العسكري المنظم والجماعي، ومن استخدام السلاح الفردي والارباكي كعبوات الاكواع الى امتلاك السلاح الفتاك عبوات متقنة وتزن ٤٠ كيلو تفجر عن بعد، الى القدرة على التخفي وإتقان الكمائن المحكمة، واستدراج العدو والايقاع به برغم امكاناته وقدراته الهائلة وتفوقه الفلكي، وهذا تحول نوعي في تنظيم وادارة حرب المقاومة، ما دفع بالكثيرين عن حق تشبيهها بتطورات قدرات المقاومة الاسلامية في لبنان وفي غزة وتحولها الى قوة منظمة هجومية وترتقي.
ليس بجديد على جنين ومخيمها تسطير البطولات والابداعات وارباك العدو وايقاعه بكمائن قاتلة وتكبيده خسائر وكسر معنوياته فهذه عادات وتقاليد جبلت عليها جنين ومخيمها ومدن ومخيمات الضفة الغربية وعموم الشعب الفلسطيني.
الجديد والمفاجئ لكثير من الاوساط والقوى المتابعة والفصائل هو حجم التناقض بينما يجري في غزة ومع فصائل والمحور وما جرى في جنين لهذا وقعت الصاعقة على الرؤوس الباردة.
الجاري في غزة ومع فصائل ودول بالمحور محاولات حثيثة لتامين الكيان المؤقت بهدنة طويلة، بفرية الاعمار والتفاهم على استثمار غاز بحر غزة وتقديم مغريات مصرية وقطرية والامارات لحماس وحكومتها وبوعود جعل غزة هونكونغ لا هانوي، واللافت ان مناخات التهدئة والترقيد وخديعة غزة بالوعود جارية على قدم وساق وقد انطلت وقد تنطلي على حماس او بعضها وعلى بعض الفصائل والقطاعات، والاخطر ان معركة ثأر الاحرار كانت شاهدة على تلكؤ وتخلف حماس عن دخول المعركة وبررت آنذاك بتكتيك توزيع الادوار، غير ان تداول اخبار التفاوض على تحييد غزة يعيد البحث في المسالة ويطرح السؤال؛ هل كان تكتيكا ام بداية افتراق؟؟
وعلى خط ايران كان لافتا التسريبات عن قرب اتفاق نووي والافراج عن اموال بمقابل اطلاق سجناء. كما على خط سورية كثرت التحليلات والتسريبات عن دور روسي مصري صيني سعودي  لمحاولات اعادة التفاوض بخصوص الجولان والاتفاق والتطبيع…
من انجازات وابداعات جنين ايضا انها اعادت تسليط الضوء على تكتيك الخديعة الذي تجيده إسرائيل وامريكا وطالما استخدمته ولم يتنبه له العرب وجوهره مفاوضات وتطمين وخديجة لفصائل وتحييد لجبهات، بهدف الانقضاض على جبهة تعتبرها اسرائيل الاهم والاخطر ثم يأتي دور الاخريات، فبيتما تجري عملية توهيم غزة وايران وربما سورية بالوعود والاتفاق اكمل الكيان استعداداته ويصعد ضرباته في الضفة ويرتكب المذابح بالمقاومة وقاعدتها الاجتماعية وكانت الاستعدادات لاقتحام جنين والمخيم علنية يجاهر بها وزراء نتنياهو العنصريون والمتعصبون وقد اعدت حكومتهم قرارتها وتكليفاتها لتامين الاستيطان وإنشاء ميليشيات صهيوني لإحكام السيطرة على الضفة الثائرة.
رب حدث -صدفة يسقط مخططات ومغامرات، ويعيد نظم التحولات والتطورات، ويكشف عن الجديد، فحدث اسر جندين إسرائيليين في الجنوب ٢٠٠٦ استعجل الحرب التي كانت إسرائيل قد اكملت الاعداد لها لتفاجئ بها المقاومة فأفشلت عملية الاسر واستعجال الحرب قبل اوانها الاسرائيلي وادت الى تظهير حجم التحولات التي كانت كامنه وعسا عملية جنين يكون لها نفس المفاعيل.
بطولات جنين وابداعاتها عرت الخطة الاسرائيلية الامريكية والوسطاء، وأضاءت على ما يبيت للضفة وال٤٨، فهل تتعظ الفصائل والدول وتجاري جنين وأفعالها الاعجازية؟ ام حقا هي كانت تخادع المفاوضين  لتامين الضفة بالسلاح والمتفجرات والاكثر اهمية من السلاح الذي يقال ان الضفة وفصائلها باتت تملكها كالصواريخ وصناعتها وصناعة الانفاق و سلاح الدفاع الجوي المحمول على الكتف؟
اضافة الى ما تقدم حققت بطولات وابداعات جنين مكاسب وقررت تطورات نوعية منها؛
-ان الضفة وفلسطين ٤٨ باتت مسرح وجبهة الاشتباكات المحورية وتقرير المسارات ولا طريق لها الا تطوير الاداء والسلاح والادارة وصولا الى التحرير الكامل. فهنا الاشتباك مباشر وفي القلب وليس على الاطراف او الجبهات، وهنا شعب تحت الاحتلال والمظلومية جرب كل شيء ولم يعد له الا السلاح لا يفاوض ولا يساوم ولا يستسلم وتستحيل امكانية قهره او ابادته او تهجيره.

  • تعززت واقعات تقدم الجهاد الاسلامي لقيادة المقاومة من غزة وفي الضفة وال٤٨ والجهاد لا تساوم ولا تفاوض  ولا تغريها غزة هونكونغ ولا تنشغل بتمويل حكومة واجهزة وسلطات متعايشة مع الاحتلال ولا تطلب هدن طويلة او مؤقته.
  • تثبت بما لا يدع مجالا للشك ان خيار الضفة وال٤٨ المقاومة لا سبيل اخر ولتحقيق الغاية تبذل الارواح والدماء بلا حساب وتتصاعد الروح الثورية الراديكالية، وتجري عمليات التقييم والتعلم وتامين الاحتياجات، واكتساب المهارات وتعويض القادة والشهداء، وتتوسع بؤر المقاومة وتنتشر كبقع الزيت وتتشكل الفصائل من الطراز والطابع الجديد بروح شبابية متعلمة ومتوثبة ومتمردة على تقاليد المنظمات والفصائل ومتحررة من عقد الهزائم وصراعات الاجنحة والفصائل والعقائد، بقلوب مؤتلفه وسواعد متحدة على الهدف والوسيلة والطريق تقاتل. وهذه التطورات بالغة الأهمية فقد تشكل واعلن عن  اكثر من ٢٥ فصيل في الضفة ومخيماتها، وتنفذ يوميا اكثر من ٣٠ عملية عسكرية واشتباك اضافة الى الحشود والاختبارات والعمليات الفردية كالطعن والدهس ورشق الجنود والمستوطنين…..
    فلسطين ال ٤٨ والضفة قررت وحزمت امرها فلا سبيل او طريق الا المقاومة ولا يكفي المحور وجبهاته وفصائله الانتظار والاسناد والتامين على اهمية الامر بل لابد من تفعيل وحدة الساحات ورفع مناسب وحدة الجبهات فاكر الله قد ازف زمن تنفيذه.