خابت الآمال وتلاشت الظنون حيال خواتيم جلسة الرابع عشر من حزيران لانتخاب رئيس للجمهورية التي لم تكن على القدر المرتجى لدى قوى الأضداد المتقاطعة على اسم الوزير جهاد أزعور.
فالمأمول من المنازلة كان انزال هزيمة بالثنائي الوطني وحلفائه وعزل المقاومة وبعث رسالة للعرب والغرب الجماعي أنّ لَي ذراع حزب الله قد تم بالوسائط الدستورية وجرى كبح جماحه وتقليص نفوذه وسطوته، لعل وعسى تتحول هذه الواقعة لدى القوى الظافرة ذوات القلوب المتنافرة الى ورقة اعتماد لدى قوى الإقليم والجهات الدولية تستجر من خلالها الحظ والحظوة على مختلف المستويات.
غير أنّ الجلسة، ومعها سقف ال65 الذي كان صرحًا من خيال فهوى.. كانت حاصلًا مشدودًا لهمروجة دستورية إعلامية لرئيس افتراضي يفرضه أمر واقع ونجا البلد من فوضى كارثية لطالما تنبأت بها باربرا ليف وتبددت أحلام اليوم الموعود لطي اسم سليمان فرنجية كمرشح طبيعي جدي يحمل مشروعَا سياسيًا بأبعاد اقتصادية وعلاقات إقليمية ودولية باستطاعته نقل البلد من طور الى طور ومن حال المراوحة القاتلة الى الانتعاش والتعافي.
مفاجئة كانت حصيلة الاقتراع لا بل صادمة للمعارضة المتعارضة شكلًا وروحًا، ولم تنجح الصفقة المتبادلة بين القوى المتزاوجة آنيًا ومصلحيٍا بتوجيه صفعة للثنائي الوطني وحلفائه بالبعد المحلي وتسجيل فوز بالنقاط على حزب الله بالبعد الخارجي ،هذا الخارج المتحفز المتربص بالمقاومة والمستبشر خيرًا بالحراك الرئاسي كأداة لعزلها واقصائها .
لقد تكشفت أغراض التحشيد والتعبئة السياسية والجهوزية النيابية وتقاطعاتها، بحيث يتبدل المشهد المحلي على يد أزعوريي الهوى استباقًا لطبخة التسويات الإقليمية التي قد لا تكون لصالح قوى المعارضة المحكومة بالإنصياع لما قد يتمخض عن س.س جديدة لا مناص من ترجمة روحيتها الجديدة وانتظار مآلاتها في الصالون أفضل بكثير من انتظارها في الطوابق السفلى!!!!
خيبة أمل المعارضة كبيرة، والصخب الإعلامي والسياسي حول تعطيل النصاب كحق دستوري في الدورة الثانية مبالغ فيه لتبديد مفاعيل الخسران المتأتي عن تقارب النتائج بين حلف المقاومة الصلب الرصين المتماسك القابل موضوعيَا للتقدم والحلف الهجين المركب لقوى المعارضة المهيأ للتراجع الرقمي عند اول هزة انتخابية تتبدل معها أمزجة وأهواء الإدارة!!!
لا يبدو حسب مصادر سياسية مطلعة أن السعودية ترغب في الانغماس كثيرًا بالملف اللبناني، كذلك الجمهورية الإسلامية بمنأى عن أي إيحاء مهما كان نوعه تجاه حزب الله، بالتالي فإن معادلة سليمان فرنجية ليست معادلة قابلة للمساومة لسبب وجيه هو أنّ الحوار المطلوب ليس لفرضه رئيسًا على اللبنانيين بل لأن المهام التي يمكن القيام بها محليًا واقليميًا تجعل منه مرشحًا جديًا ورئيسًا صالحًا لقيادة البلد، بينما الأسماء الأخرى هناك شكوك وإشارات سلبية حول منابتها وداعميها وفلسفتها للحكم وإدارة الشأن العام المغمور بكم هائل من الإشكالات والاستعصاءات والتباينات.
بناء عليه، فإنّ الفراغ الرئاسي سيطول الى حين وضع لبنان في دائرة الاهتمام الفعلي اذ يسبقه ملفات اليمن والعراق وسوريا وفي السياق هناك اشارات حريرية بدأت ملامحها تتمظهر عملانيًا من خلال حركة الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري الذي بدأ التحضير للاستحقاق البلدي وخوضه بجدية وكأننا أمام توطئة تنظيمية وسياسية يقوم بها للم شعث تيار المستقبل وتهيئة المسرح لعودة الرئيس سعد الحريري، لتصبح المعادلة فرنجية/ الحريري/ وهذه صيغة متوازنة ترضي السعوديين والاميركيين والفرنسييين وتطمئن المقاومة وحلفائها، فالحريري لا زال الاول في مكونه رغم الإبعاد القسري، ويبقى موقف السعودية حاسمًا في هذا الشأن والذي سجل حلحلة ملحوظة حيث سمح للشيخ سعد مخاطبة المشاركين في حفل تخرج ابنه في السعودية بواسطة تطبيق زوم وهذا ما كان ممنوعًا في السابق.