كشف تحقيق قام به جيش العدو، تفاصيل جديدة عن عملية الجندي المصري الشهيد محمد صلاح، التي نفذها منذ أسبوعين على الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة، والتي استطاع فيها أن يقتل ثلاثة جنود “إسرائيليين”، وذكر التحقيق أن الضابطة المسؤولة عن القوة، والتي كانت مناوبة في تلك الليلة، تفقدت جنودها عدة مرات، عبر جهاز اللاسلكي، وكانت الإجابة أن كل الأمور على ما يرام، وعند الساعة السابعة صباحاً، كشف الرادار حركة غير اعتيادية، فتواصل جنود موقع المراقبة مع جنود باقي النقاط العسكرية المجاورة، الذين لم يلاحظوا أي شيء غير عادي، في هذا الوقت كان الشهيد محمد صلاح قد استطاع الوصول إلى نقطة تسمى “فتحة أمنية”، كان يعلم مسبقاً بمكانها، وتسلل منها بإتجاه النقطة العسكرية التي كان يتواجد فيها المجندة ليا بن نون، والجندي أوري إيلوز الذي كان في هذا الوقت يتجول عند السياج المجاور لمركز الحراسة، حاملاً سلاحه، وهو في حالة تأهب، واستطاع الشهيد صلاح أن يقضي عليه برصاصة واحدة، ثم اتجه نحو النقطة، وأطلق النار على المجندة فأرداها، ثم استمر في التسلل داخل المنطقة، وقد سمعت المجندات المتواجدات في النقطة المحاذية أصوات الرصاص، ورأين منفذ العملية، ولكنهن ظنن أنه مجند “إسرائيلي”، لذلك لم يبلغن عنه.
عند الساعة التاسعة صباحاً، وصل مجندان من قوة المناوبة لتسلم مهامهما بدل الجنديين، لكنهما وجداهما جثتين هامدتين، فأطلقا نداء استغاثة، وأُعلن على الفور عن حالة طوارئ، وتم الإبلاغ عن وجود عملية تسلل،ثم بدأت ما تسمى كتيبة “الفهد” بعملية مسح شاملة للمنطقة، وتم عزلها عن محيطها، ثم اكتشفت وحدة “قصاصي الأثر” العسكرية، آثار أقدام، وقدّرت هذه الوحدة أن هذه الآثار تعود لشخص عاد باتجاه مصر وكان هذا التقدير كان خاطئاً، واتخذ الضابط المناوب قراراً بمواصلة عمليات البحث والتمشيط في المنطقة، وبعد أكثر من ساعة، تمكن “قائد فصيل بالجيش” من كشف المنفذ بواسطة منظار.
وصدر قرار بإطلاق طائرة مسيرة، وتعرفت على المنفذ بأنه مسلح، وقام المنفذ بتبادل إطلاق النار مع قوة عسكرية وصلت إلى المكان، واستطاع أن يقتل الجندي “أوهاد دهان”، ويصيب آخر بجراح، وبعد اشتباكات استمرت عدة دقائق، استشهد منفذ العملية.
وأوضح التحقيق أن الأسباب الرئيسية لوقوع الهجوم، هي “الفتحة الأمنية” في السياج والتي كانت مخفية، ولكنها غير مقفل بأقفال حديدية، ولوجود سوء في تطبيق مبدأ الأمن والحماية في المنطقة الحدودية، وأكد أنه كان من الضروري ترتيب وتحديد الأولويات بشأن جاهزية الجيش “الإسرائيلي”، والاستعداد للتعامل مع التهديد المشترك للتهريب، وكذلك الأحداث الأمنية، والجنود الذين قتلوا لم يرتكبوا أي أخطاء، وكانوا في حالة يقظة تامة وتعاملوا بشكل ميداني صحيح، كجنود “إسرائيليين”، وتابع أن انتشار القوات في المنطقة كان جيداً، ولكن تقسيم الجنود بشكل زوجي في كل نقطة، ومدة المهمة، وطريقة التحكم، كانت خاطئة، كما يتبين أن القوات عند تحديد مكان المنفذ تم التصرف بحزم معه وتحييده.
وتساءل فريق التحقيق “الإسرائيلي” لماذا تخلى الجندي المصري عن موقع حراسته العسكري في عمق سيناء وذهب لتنفيذ تلك العملية الهجومية، وكيف استطاع أن يتسلل خلف الحدود، وأن يقطع مسافة خمسة كيلومترات للوصول إلى الحدود، وكيف تسلق الجرف، وفتح في غضون دقيقة الفتحة الموجودة في السياج الحدودي، كما تفاجأ هذا الفريق بالمهارات القتالية لهذا الجندي.
وقد أعلن جيش العدو أنه تقرّر سد الممرات الأمنية في السياج، وتقصير مدة المهمة المتواصلة للجنود، وتحديد عدد حد أدنى مختلف للجنود في مهام من هذا النوع، وأضاف أنه سيتم اتخاذ خطوات على مستوى القيادة بشأن عدد من أصحاب المناصب، حيث سيتم توبيخ قائد الفرقة 80 نظراً لمسؤوليته الشاملة عن الحادث وعدم مراقبة تطبيق الأنظمة، وإعفاء قائد اللواء من منصبه ونقله إلى منصب آخر في الجيش، بسبب مسؤوليته عن الحادث وطريقة تطبيق النشاطات في المنطقة التي تقع تحت مسؤوليته، وتوبيخ قائد كتيبة “الفهد” بسبب مسؤوليته عن تطبيق طريقة تفعيل قواته، وتوقيف تقدمه في الجيش لمدة 5 سنوات، كما سيتم النظر في الوسائل المتوفرة لدى الفرقة.