الملف اللبناني بين الأضحي و”الخماسية” مطلع تموز

تتقاطع المعلومات والمصادرالمتعددة على فكرة أو معلومة مفادها أن الأزمة اللبنانية وتحديداً ملف الإستحقاق الرئاسي، سيكون على طاولة اللجنة الخماسية التي تضم كل من فرنسا، قطر، المملكة العربية السعودية، واشنطن ومصر، والتي ستعقد إجتماعًا لها مع بداية شهر تموز المقبل في الدوحة لهذه الغاية.

وتبني المصادر على المعطيات التي تكون قد توفرت من خلال الإتصالات واللقاءات السعودية- الفرنسية وأبرزها اللقاء الذي جمع الرئيس ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في باريس منذ أيام ، إضافة إلى التقرير الذي سيرفعه المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان بعد زيارته المرتقبة لبيروت الأسبوع المقبل ولقاء عدد من المسؤولين.

ومن المتوقع أن تنعقد “الخماسية”على مستوى الوزراء وليس المستشارين، وبالتالي يُتوقع أن يصدرعن اللقاء موقفاً مهما طالما أنه سيضم الوزراء.

وتُشير المعلومات إلى أن الموفد القطري إلى بيروت ، وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد عبد العزيز الخليفي الذي سبق وزار لبنان في شهر نيسان الماضي، قد أرجأ زيارته الثانية إلى ما بعد إجتماع “الخماسية” في الدوحة، لكي تأتي زيارته  محملة بنتائج وحصيلة المداولات التي ستجري في قطر والتصرف من وحيها.

كذلك فإن عامل الوقت سيُساهم على المستوى الإقليمي بجلاء بعض الأمور، لا سيما ما يتعلق بالعلاقات السعودية – الإيرانية (زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى طهران ) والسعودية –السورية (زيارة وزيرالخارجية السوري والحديث عن زيارة مسؤول رفيع إلى المملكة والعكس صحيح)، إضافة إلى العلاقات المصرية- الإيرانية التي تبدوأنها وضعت على سكة الحلحلة، بوساطة عمانية.

كل تلك المعطيات والتطورات، لا شك أنها ستؤثر في الأزمة اللبنانية وربما تضغط في إتجاه إنتاج تسوية تؤدي إلى إنتخاب الرئيس العتيد والتفاهم على رئيس الحكومة وتركيبة الحكومة وبرنامجها وربما أيضاً الذهاب نحو إنتخابات نيابية مبكرة كما أعلن نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب.

في المقابل، هناك من يُراهن على تسريع الخطى وإستعجالها قبل نهاية الشهر الجاري ويتوقع إنجاز التسوية عشية عيد الأضحى المبارك، وأن يبادر رئيس مجلس النواب نبيه بري للدعوة إلى الجلسة الإنتخابية الرئاسية الثالثة عشرة، مع إحتمال أن يكون إنتخاب الرئيس الجديد عيدية اللبنانيين في عيد الأضحى المبارك.

والقاسم المشترك هو التقاطع حول الإتصالات الفرنسية ـ السعودية والسعودية ـ السورية، وربما الفرنسية ـ السعودية ـ السورية المشتركة غيرالمعلنة.

وما يؤكد هذه الأجواء والمعطيات، المعلومات التي تقول بأن بري “لن يدعو إلى جلسة جديدة إلا بحال توفرت معطيات جديدة تكسر حالة المراوحة ولا يكرّر سيناريو الجلسات الماضية”.

وتقول المصادر إن بري يعوّل على نتائج زيارة المبعوث الفرنسي لكي يدرس بعدها إمكانية الدعوة إلى جلسة إنتخاب جديدة.

خلاصة القول، إن الملف اللبناني برمته بدأ يتحرك على طاولة القوى الإقليمية والدولية المؤثرة وباتت التسوية التي يجري العمل عليها مسألة وقت وإعادة ترتيب للأدوار والمواقع بما يتناسب مع أجواء التهدئة والتسويات والمصالحات التي تعم المنطقة والإقليم.